"29 أكتوبر 1929"، تاريخ يتذكره دائمًا الاقتصاديون ورجال المال والأعمال، وتاريخ لن تنساه دول أوروبا وآسيا وأمريكا. اليوم الذي شهد فيه العالم أكبر وأشهر الأزمات الإقتصادية في القرن العشرين والتي عُرفت "بالكساد الكبير" أو "الخميس الأسود"، وهو اليوم الذي انهارت فيه سوق الأسهم الأمريكية بورصة "وول ستريت". الكساد الكبير، كانت الأزمة الاقتصادية الأولى التي تؤثر على العالم بشكل كبير مختلفة عما سبقها من أزمات مثلما حدث عام 1882 عند سقوط بورصة فرنسا وإفلاس البنك الاستثماري الفرنسي. والكساد الكبير لم تكن الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي يشهدها العالم، وترصد "الشروق" أبرز الأزمات الاقتصادية والمالية التي شهدها العالم. الاثنين الأسود 1987: شهد عام 1987 انهيار سوق الأسهم في العالم، وانطلقت موجة الهبوط وقتها من هونغ كونج وبقية الأسواق الآسيوية، ثم انتقلت إلى دول أوروبا والولاياتالمتحدة، وخسر مؤشر "داو جونز الأمريكي" 23% من قيمته. ويلقى اللوم في هذه الأزمة على نمو برنامج التداول، بعدما بدأت أجهزة الكمبيوتر تنفذ الكثير من عمليات التداول بطريقة سريعة، فالكثير منها كان مبرمج للبيع عندما تنخفض الأسعار، مما تسبب بانهيار ذاتي. الأزمة الآسيوية 1997: عام 1997، تعرضت العملة التايلاندية للانهيار، عقب تعويمها في الأسواق من قبل الحكومة، وفي نفس الوقت كانت الديون المتلاحقة على الدولة للهيئات الأجنبية كبيرة، ولم تستطع ردها، وتمددت الأزمة في المنطقة الآسيوية، ومنها كوريا الجنوبية، إندونيسيا، لاوس، هونج كونج، وماليزيا. وقتها شهدت البورصات العالمية موجة هبوط حاد، وسجل مؤشر "داو جونز الأمريكي" ثامن أكبر خسارة يومية منذ نشأة البورصة الأميركية، وصلت ل 7.18%. فقاعة الإنترنت 2000: تسبب اتجاه المستثمرين إلى التكنولوجيا والأسهم المتعلقة بالإنترنت في الفترة بين 1995 إلى 2000، إلى حدوث فقاعة اقتصادية، وتباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات الفائدة، وأفلست العديد من شركات التكنولوجيا. ووصل مؤشر "ناسداك" الذي كان يضم أقوى الشركات التقنية إلى مستوى قياسي، قبل أن يفقد 27%، وشهدت مؤشرات البورصات العالمية الرئيسة هبوطًا بطيئًا استمر نحو ثلاث سنوات. 11 سبتمبر 2011 : تحولت أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، إلى أزمة عالمية، عقب إغلاق البورصة لمدة أسبوع كامل، طالت الأزمة وقتها البورصات العالمية، وتراجعت بنسبة كبيرة، وفتحت بورصة نيويورك أبوابها بنسبة انخفاض 7.3%. أزمة الرهن العقاري 2007: بدأت الأزمة في فبراير 2007، مع عدم تسديد المدنيين قروض الرهن العقاري، وأعلن عن أولى عمليات الإفلاس في مؤسسات مصرفية متخصصة، وانتقلت الأزمة إلى البورصات والمصارف وشركات التأمين، وامتدت لتشمل الدول الأوروبية، والآسيوية، والخليج، والدول النامية التي ترتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي. ووصل عدد البنوك التي انهارت في الولاياتالمتحدة خلال عام 2008 إلى 19 بنكًا، ونفذت الإدارة الأميركية خطة إنقاذ إبان عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، لإنقاذ المصارف الأمريكية وتأميم عدد من شركات التأمين. الركود الكبير 2008: تسبب الانهيار المفاجئ لبنك "ليمان براذرز" في سبتمبر عام 2008، في أعقاب أزمة الرهن العقاري، في صناعة أزمة ائتمان واقتراض كبرى، بدأت البنوك بالانهيار، ثم أزمة صناعة السيارات الأمريكية، إلى أن انتهت بإعلان الدول الاقتصادية الكبرى بدخول الركود بعد انكماش الاقتصادات بالربع الثالث من عام 2008. أزمة الديون الأوروبية 2009: أزمة منطقة اليورو أو أزمة الديون السيادية الأوروبية، والتي بدأت في أعقاب الركود الكبير، بسبب عدم قدرة دول أوروبية مثل اليونان، وإيرلندا، وإسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، سداد ديونها، وهذه الديون الضخمة شكلت رعبًا للبنوك ساهم بدوره في انهيار الاقتصاد الأوروبي. لم تتمكن الدول الأوروبية، من تسديد ديونها الحكومية أو إعادة تمويلها أو لإنقاذ البنوك المثقلة بالديون، دون وجود مساعدة من بلدان منطقة اليورو الأخرى، أو البنك المركزي الأوروبي، أو البنك الدولي، أو صندوق النقد الدولي. الهبوط الكبير 2015: شهد شهر أغسطس عام 2015، موجة هبوط حادة في البورصات العالمية، خسرت فيها الأسهم وقتها أكثر من ثلاثة تريليونات دولار؛ ويرجع السبب وراء الهبوط الأوروبي هو انهيار سوق الأسهم الصينية ومؤشرات تراجع النمو الصيني.