وجه آخر للحرب وثّقه المصور البريطاني، روجر فينتون، في 3 أشهر فقط، بين مارس ويونيو من العام 1855 ميلادية، إبان اشتعال حرب القرم، بين العثمانيين والروس. بعيدا عن الكر والفر والرصاص المتطاير في الأجواء ليحصد الرؤوس والأعمار للجنود، تظهر لحظات الاستراحة والاسترخاء؛ كهدنة لالتقاط الأنفاس، وهي اللحظات التي حرص على تصويرها وتوثيقها «فينتون»، ونشرتها جريدة «الديلي ميل» البريطانية. «حرب القرم» التي اشتعلت بين عامي 1853 و1856، وكان طرفاها بريطانيا وفرنسا والإمبراطورية العثمانية ضد الإمبراطورية الروسية، نشرت لها جريدة «الديلي ميل» مجموعة من الصور ترصد مجموعة من الجنود يسترخون في معسكر سلاح الفرسان البريطاني، ومجموعة أخرى داخل سفينة بحرية. وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، استغرق المصور البريطاني روجر فينتون، 3 أشهر فقط بين مارس ويونيو عام 1855، ليلتقطها في ظروف صعبة؛ حيث كان يضطر أن يركب معدات التصوير الخاصة به حول عربة تحمل اسم «Photoic Van». ولم يكن «فينتون» قادرا على التقاط أي مشاهد للمعركة، إلا أن الصور تتضمن صفوفا من الخيام في أحد معسكرات الخيالة البريطانية «أوكرانيا الآن»، وقدمت الحرب صورا توثق لحظات نادرة للحياة العسكرية في منتصف القرن ال19. ورصد المصور البريطاني صورًا لسفينة بحرية ضخمة ترسو في ميناء «بالاكلافا» في شبه جزيرة القرم. وسقط في حرب القرم العديد من الضحايا، ووصل ضحايا العثمانيين إلى نحو 45 ألف قتيل، والفرنسيين 135 ألفا، والبريطانيون 40 ألفا، والروس أكثر من 500 ألف.