أكد باحث المصريات، الدكتور محمد رأفت عباس، مدير إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية، أن صلاية الملك مينا "نعرمر" تخلد وتبرز جهوده التاريخية في توحيد مصر خلال عصر ما قبل الأسرات. وقال عباس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إنه تم العثور على صلاية الملك نعرمر في "نخن هيراكونبوليس" (الكوم الأحمر) في أسوان، بواسطة الأثري البريطاني جيمس كويبل، الذي قام بالحفائر في المنطقة بين عامي 1894 - 1899. وأضاف، أن صلاية نعرمر من الصلايات الكاملة النادرة، اشتركت نقوش وجهيها في مناظر معينة، واختلفت في مناظر أخرى، فظهر أعلى الجزء العلوي لكل منهما اسم نعرمر داخل إطار مستطيل يرمز إلى واجهة قصره، ويسمى عادة باسمه المصري القديم (سرخ)، وظهر على جانبي الاسم رأسان للمعبودة حتحور مثلاها بوجه سيدة بقرني بقرة وأذنيها. وتابع: "نرى على الوجه الأول الملك نعرمر واقفًا وعلى رأسه تاج الجنوب، ويقبض بإحدى يديه على ناصية عدو له يركع أمامه، ويمسك باليد الأخرى دبوس قتال، مما يرمز إلى انتصاره على حكام الدلتا"، مؤكدًا أن هذا المنظر أصبح تقليدًا فنيًا متبعًا يرمز للنصر منذ مطلع الأسرات المصرية وحتى نهايتها. وأشار عباس، إلى أنه يوجد تحت الخط الدال على الأرضية التي يقف الملك فوقها، شخصين يسبحان، ووضعهما على هذا النحو يؤكد أن الملك المنتصر يدوسهما بقدميه، وخلف الملك يقف حامل نعلي الملك بحجم أصغر ممسكا بإبريق، ويبدو أنه يمهد لطقوس التطهر. وبالنسبة للوجه الآخر من الصلاية، قال إنه مثل الملك بتاج الشمال، وهو يحتفل بانتصاره على سكان الشمال، حين صور الملك ويتبعه ساقيه وحامل النعال، ويتقدمه كبير أعوانه، ثم أربعة من حملة ألوية المقاطعات، متجهين صوب معبد حور، حيث قتلى الأعداء مغلولة أيديهم، وقد سقطت رؤوسهم المقطوعة بين أرجلهم. وأضاف، أنه يوجد في وسط الصلاية حيوانان خرافيان متعانقان، وقد أمسك بمقودهما رجلان رمزًا لقيادة القطرين وقبض زمامهما، حيث شكلت الأعناق الطويلة المتعانقة بؤرة الصلاية. وأوضح عباس، أنه في المنظر الأسفل يبدو الملك بهيئة الثور مندفعًا بقوته نحو حصن اقتحم أسواره فحطمها، وسحق من اعترض طريقه في صورة رجل طريح يطأه بأقدامه. والصلاية، هي أداة تستخدم لطحن الكحل ومستلزمات التجميل، وتم اكتشافها بالكوم الأحمر وهي مصنوعة من حجر الشست.
