محمد عبدالرازق محمود عطية هذه اللوحة هي صلاية مصرية من عصر ما قبل الأسرات. عُثِرَ عليها في الكوم الأحمر وارتفاعها حوالي 32سم، ويوجد منها جزآن أحدهما محفوظ في متحف الأشموليان والآخر في المتحف البريطاني. في هذه الصلاية نرى منظرًا لرجال صرعى على الأرض وأسد يفترسهم وعقبان تحوم حولهم وتنقض عليهم – لذلك سميت صلاية العقبان أو صلاية الأسد والعقبان – وأعلى الصلاية نرى رجلين أسيرين أيديهما مقيدتان خلف ظهريهما يسوقهما لوائان مصريان عليهما الصقر حورس (وهذا دليل على أن حورس كان الإله الرسمي للبلاد في عصر ما قبل الأسرات وتحديدًا عصر نقادة الثالثة). الرجال يبدو من لحاهم وشعورهم المجعدة أنهم أجانب ويعتقد البعض مثل نيقولا جريمال أنهم ليبيون أما الأسد فمعروف أنه يمثل ملك مصر – حيث كان الملوك وقتئذ يحبون التشبه بالأسود والثيران إعجابًا بقوتهم – واللواء الذي يقف عليه الصقر يمثل الإله حورس. من هنا يتضح أن الصلاية تروي قصة معركة شرسة دارت بين المصريين والأجانب وانتهت بانتصار المصريين. بناء على ذلك يرى الباحث أن هذه الصلاية هي ملحمة مصرية رواها المصريون على شكل صور وليس كلمات نظرًا لعدم انتشار الكتابة وقتئذ، وهي ملحمة مزينة بتشبيهات أدبية جميلة حيث تشبه الملك بالأسد والجنود المصريين بالعقبان، فإذا ترجمنا الصورة إلى كلمات نقول "أغار الأجانب ذووا اللحى الطويلة والشعر المجعد على مصر، فخرج ملك مصر مع جنوده لقتالهم فهاجمهم الملك المصري كالأسد الذي ينقض على فريسته وانطلق المصريون نحوهم كالعقبان التي تنقض على الفرائس حتى أبادوا الأجانب وألقوا العديدين منهم صرعى على الأرض وأسروا من تبقى منهم حيًا وقيدوا أيديهم خلف ظهورهم وساقوهم أمامهم في موكب احتفالي مهيب". ولأن هذه الصورة تمثل ملحمة مصرية جميلة فقد نقلها الباحث في شكل قصيدة ملحمية تقول أَغَارَ على مِصْرَ الغزاةُ الأجانبُ ذَوُواْ اللُّحَى الطويلةِ وَالشَّعْرِ الْمُجَعَّدِ فَهَبَّ مَلِكُ مِصْرَ مَعَ جُنُوْدِهِ لِقِتَالِ الَّذِيْنَ أَتَواْ لِيَسْلِبُواْ هَجَمَ مَلِكُ مِصْرَ كاللَّيْثِ الْزَّائِرِ الَّذِيْ يَصِيْدُ الْفَرِيْسَةَ وَيَضْرِبُ بَقَرَ بُطُوْنَ الْعِدَا بِشَرَاسَةٍ كَلَيْثٍ لَدَيْهِ أَنْيَابٌ وَمَخَالِبُ وَجُنُوْدُ مِصْرَ عَلَى الْعِدَا تَدَفَّقُواْ كَعُقْبَانٍ تَطِيْرُ وَتَتَأَلَّبُ ضَرَبُواْ رُؤُوْسَ الْغُزَاةِ بِقُوَّةٍ كَالْعُقَابِ يَنْقَضُّ عَلَى كُلِّ أَرْنَبِ سَقَطَ الْغُزَاةُ صَرْعَى وَتَجَدَّلُواْ عَلَى الأَرْضِ جُثُثًا لِلْوَحْشِ تُطْلَبُ وَالْبَاقُوْنَ مِنْهُمْ أُسِرُواْ وَقُيِّدُواْ وَجُنُوْدُ مِصْرَ حَوْلَهُمْ مِثْلَ الْمَوْكِبِ يَدُ الأَسِيْرُ فِيْ الْقَيْدِ خَلْفَ ظَهْرِهِ وَوَرَائَهُ لِوَاءُ حُوْرَسَ يَعْقُبُ