انتهت مباريات الدور الأول لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة والمقامة حاليا بالقاهرة ونجحت منتخبات مصر وباراجواى وإسبانيا وفنزويلا وألمانيا وكوريا الجنوبية وغانا وأوروجواى والبرازيل والتشيك والإمارات والمجر فى بلوغ الدور ثمن النهائى فيما بلغت إيطاليا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وكوستاريكا نفس الدور لكونهم أفضل الثوالث فى المجموعات الست، ولم تخل مباريات الدور الأول من الإثارة والمفاجآت، التى أبرزها على الإطلاق الظهور المخيب للآمال لمنتخبات عريقة مثل إنجلترا فى المجموعة الرابعة والكاميرون فى الثالثة وإيطاليا فى الأولى. صحوة الفراعنة نجح الفراعنة الصغار فى احتلال صدارة هذه المجموعة بفارق نقطة عن باراجواى صاحبة المركز الثانى وحلت إيطاليا المركز الثالث برصيد 4 نقاط وتزيلت ترينيداد وتوباجو قاع المجموعة بنقطة واحدة، وشهدت المجموعة الأولى تسجيل 17 هدفا وكان منتخب مصر الأكثر تسجيلا برصيد 9 أهداف ومن خلفها إيطاليا بأربعة أهداف، وكانت المفارقة الطريفة بإحراز باراجواى لهدفين فقط خلال مبارياتها الثلاث أهلتها للصعود فى المركز الثانى للدور ثمن النهائى، وكان الهدفان فى شباك منتخب مصر بينما تعادلت سلبا مع إيطاليا وترينيداد وتوباجو، وشهدت مباريات المجموعة حالة طرد وحيدة للباراجويانى رونالد هوت فيما حصل 33 لاعبا على الكارت الأصفر. إسبانيا الأفضل حققت فنزويلا المفاجآة فى المجموعة الثانية فى أول ظهور لها فى المونديال واحتلت المركز الثانى برصيد 6 نقاط خلف إسبانيا صاحبة الصدارة ب9 نقاط، بينما فشل أبناء المدرب سامسون سياسيا فى ترك انطباع جيد للمنتخب النيجيرى صاحب المركز الثالث بثلاث نقاط، وكان الصفر من نصيب تاهيتى وغلب العنف على أداء اللاعبين فى هذه المجموعة، حيث حصل اللاعبون لقمان هارونا وسلامى من نيجيريا والأخوان لورينز والفين تيهاو وستيفان وجارى روتشينى من تاهيتى على كروت حمراء، بينما نال 21 لاعبا الكارت الأصفر، وسجل الإسبان 13 هدفا، وسكن شباك تاهيتى 21 هدفا، ولم يفلح لاعبوها فى تسجيل أى هدف خلال مبارياتها الثلاث. مفاجآة كورية فجرت كوريا الجنوبية كبرى مفاجآت الدور الأول ونجحت بفضل أهدافها الثلاثة فى شباك أمريكا من بلوغ الدور الثانى محتلة المركز الثانى خلف ألمانيا صاحبة الصدارة رغم تساوى كوريا مع أمريكا والكاميرون أصحاب المركزين الثالث والرابع فى رصيد 3 نقاط وتم تسجيل 18 هدفا كان النصيب الأكبر لصالح مهاجمى ألمانيا الذين أحرزوا 7 أهداف ولم تخل المجموعة من العنف مثل سابقيها، حيث حصل الألمانى سامح ايدليك والكاميرونى باتريك إيكينج والأمريكى إيكى أوبارا على كروت حمراء وحصل 26 لاعبا على كروت صفراء. النجوم السوداء حافظت غانا على كبرياء المنتخبات الأفريقية فى المجموعة الرابعة واحتلت الصدارة بفارق الأهداف عن أوروجواى ولكل منهما 7 نقاط وتقاسمت أوزبكستان وإنجلترا المركزين الثالث والرابع على التوالى بنقطة واحدة وأحرز مهاجمو غانا ثمانية أهداف من أصل 17 هدفا تم تسجيلها ولم تشهد أى مباراة تعادلا سلبيا فى هذه المجموعة وكانت مباراة أوروجواى الأعنف وشهدت اشهار حكم اللقاء الإيطالى روبرتو روسيتى لثمانية كروت صفراء فى وجه لاعبى الفريقين وكارتا أحمر للأوزبكستانى غلوم اونوفوف وحصل الغانى محمد رابيو على كارت أحمر فى مباراة بلاده أمام أوروجواى، ونال 23 لاعبا كروتا صفراء ما بين العنف والاعتراض على قرارات الحكام. سحر السامبا سجلت البرازيل حضورا قويا فى المجموعة الخامسة، ونجحت فى اعتلاء صدارة المجموعة دون معاناة فيما تمكن التشيك بفضل دفاعها المحكم فى اللحاق براقصى السامبا، الذين وجهوا رسالة تحذير للفرق المشاركة فى البطولة بنيتهم عدم التفريط فى لقب المونديال، وجاءت كوستاريكا فى المركز الثالث ب3 نقاط، واحتلت استراليا قاع المجموعة وشهدت مباراة البرازيل والتشيك حصول البرازيلين على ستة كروت صفراء نصفها للاعبى التشيك وأستراليا وكوستاريكا أعلى نسبة من العنف فى المجموعة، حيث قام حكم المباراة الجزائرى محمد بن نوزه بإشهار الكروت الصفراء 7 مرات، وطرد الأسترالى تاج منيكون وتم إحراز 20 هدفا فى هذه المجموعة. صحوة مجرية كشفت المجر عن سر النجاح فى المجموعة السادسة وقدمت درسا عمليا فى كيفية العودة السريعة إلى الانتصارات بعدما تجاوزت البداية الصعبة أمام هندوراس فى الجولة الأولى للمجموعة والخسارة 0/3 قبل أن تنتفض أمام جنوب أفريقيا وتفوز برباعية ثم الفوز على الإمارات 2/0 لتعتلى الصدارة فى إحدى مفاجآت البطولة، وتراجعت هندوراس للمركز الأخير رغم البداية القوية، وأحيت جنوب أفريقيا أملها فى الصعود كأفضل الثوالث خلف الإمارات صاحبة المركز الثانى، وكانت محصلة الأهداف فى هذه المجموعة فقيرة مقارنة بالمجموعات الأخرى حيث تم إحراز 16 هدفا فقط. بطولة بلا نجوم على غير العادة، لم تظهر مباريات الدور الأول للمونديال نجما ساطعا فى سماء كرة القدم وكانت الفوارق بين اللاعبين متقاربة، ففى المجموعة الأولى كان صانع ألعاب باراجواى جوستافو كريستالدو الأفضل من بين كل اللاعبين فى هذه المجموعة، التى ضمت مصر وباراجواى وإيطاليا وترينداد وتوباجو، ونفس الحال فى المجموعة الثانية، حيث لم يبرز سوى الإسبانى ارون نيجيز والفنزويلى جوناثان ديل فالى هداف البطولة وكان الكورى الجنوبى تشو يونغ شيول أفضل لاعبى المجموعة الثالثة التى ضمت ألمانيا وكوريا والكاميرون وأمريكا واختلف الحال نسبيا فى المجموعة الرابعة، التى ضمت غانا وأروجواى وإنجلترا وأوزبكستان، حيث لمع الغانيان أندريه أيو ورانسفورد اوسى، ومعهما الأرجوائى ابل هيرنانديز وكان أحمد خليل مهاجم الإمارات والبرازيلى جوليانو الأفضل فى المجموعتين السادسة والخامسة ودون ذلك لم تفرز البطولة لاعبين على شاكلة النجوم ديجو أرماندو مارادونا وميسى وأجويرو وسافيولا وكاكا ورونالدينهو وغيرهم من النجوم الذين سطع نجمهم فى بطولات كأس العالم للشباب. الماتادور الثائر تزداد حظوظ المنتخب الإسبانى فى الفوز باللقب بعدما نجحت فى الحصول على العلامات الكاملة وحصد 9 نقاط من ثلاث مباريات، ونجح لاعبوها فى تسجيل 13 هدفا فى شباك تاهيتى ونيجيريا وفنزويلا، واستطاعت إسبانيا فى آخر سبع مشاركات لها فى البطولة أن تتأهل إلى الدور الثانى متفادية الهزيمة فى مباراتها بالجولة الثالثة، حيث فازت فى ست مباريات وتعادلت 0/0 مع سوريا عام 1991. وكانت آخر مرة تتعرض فيها إسبانيا للهزيمة فى الجولة الثالثة والخروج من الدور الأول فى بطولة عام 1989 حيث خسروا 4/2 أمام النرويج، وبات ممثل أوروبا صاحب الحظوظ الأوفر فى الفوز بلقب المونديال مع البرازيل وغانا وألمانيا ومصر والإمارات. الأهداف الحاسمة أوضحت مباريات الدور الأول لبطولة كأس العالم للشباب انعدام تركيز العديد من المنتخبات فى الدقائق العشر الأخيرة للمباريات، الأمر الذى تسبب فى خسارة مصر أمام باراجواى فى الجولة الثانية 1/2 بعدما نجح الدو تاياغو فى إدراك هدف الفوز لمنتخب بلاده فى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، وتكرر ذلك فى مباراة باراجواى وإنجلترا وخسرت الأخيرة بهدف تبارى تيوفيز فى الدقيقة 86 وتمكنت الإمارات من إدراك التعادل فى مواجهتها مع جنوب أفريقيا 2/2 فى الدقيقتين 89 و90 ونجح منتخب فنزويلا من إحراز ثلاثة أهداف فى شباك تاهيتى من أصل ثمانية فى الدقائق الثلاث الأخيرة من زمن المباراة. الهداف فنزويلى يحتل الفنزويلى خوانثان ديل فالى صدارة ترتيب هدافى البطولة برصيد 4 أهداف سجل الهدف الأول فى شباك نيجيريا وعاد ليسجل ثلاثة أهداف أخرى فى شباك تاهيتى ويأتى من خلفه برصيد ثلاثة أهداف مواطنه خوسيه روندون والإسبانيين ارون نيجيز وفران ميريدا والغانى دومنيك اديباه وولد جوناثان يوم 28 مايو 1990 بمدينة جواكارا، واشتهر بعشقه الكبير لكرة القدم، التى بدأ ممارستها وهو فى السادسة من عمره ثم التحق بعد ذلك بمدرسة متخصصة فى تكوين اللاعبين قبل الانتقال إلى نادى كارابوبو إف سى عن سن 17 عاما ومن المفارقات الطريفة أن ثلاثة لاعبين من منتخب مصر نجحوا فى التسجيل بواقع هدفين وكانت البداية مع حسام عرفات، الذى نجح فى تسجيل ثنائية من الرباعية التى سكنت شباك ترينداد وتوباجو وأحمد شكرى وأحمد فتحى «بوجى» أصحاب الأهداف الأربعة فى شباك إيطاليا. أرقام من البطولة شهدت مباريات الدور الأول للبطولة ارتفاع حصيلة الأهداف مقارنة بالبطولات الأخرى وتم تسجيل 115 هدفا فى الدور الأول خلال نهائيات مصر 2009، وهى أكبر حصيلة فى نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة. وكانت دورة ماليزيا 1997 هى الوحيدة التى شهدت إحراز عدد أكبر من الأهداف، حيث اهتزت فيها الشباك 119 مرة فى 36 مباراة ضمن مرحلة المجموعات ومن الظواهر التى شهدتها البطولة زيادة العنف بين اللاعبين وقام الحكام بإشهار الكروت الصفراء 170 مرة خلال مباريات الدور الأول بينما أشهروا الكروت الحمراء 15 مرة فى نفس العدد من المباريات وكان أقل معدل للكروت الصفراء فى البطولة التى استضافتها اليابان فى 1979 بمعدل 1.28 كارت أصفر والتى شهدت أيضا عدم إشهار الكروت الحمراء فى أى مباراة خلال مباريات الدور الأول وكان أعلى معدل فى بطولة هولندا 2005 وجاء بواقع 4.63 كارت أصفر فى المباراة الواحدة وكان أعلى معدل للطرد فى بطولة قطر بواقع 0.88 كارت أحمر. وشهد نفس العدد من المباريات حضور 505.346 ألف متفرج بمتوسط 21.056 متفرج فى كل مباراة بينما تنفرد بطولة المكسيك 1983 بتسجيل أعلى نسبة حضور جماهيرى لمباريات الدور الأول بمعدل 36.099 ألف متفرج. انهيار أفريقى وصحوة لاتينية على غير العادة لم تسجل المنتخبات الأفريقية حضورا بارزا خلال مباريات الدور الأول للبطولة باستثناء منتخب مصر صاحب الصدارة فى المجموعة الأولى والمنتخب الغانى الذى قدم أداء مقنعا ونجح فى صدارة المجموعة الرابعة بينما كان الحضور النيجيرى مثيرا للدهشة بعدما قدم النسور الخضراء الأداء الأسوأ لهم على مدار بطولات كأس العالم تحت 20 سنة واحتلوا المركز الثالث فى المجموعة الثانية وتلتها الكاميرون التى تذيلت ترتيب المجموعة الثالثة ونفس الحال مع منتخب جنوب أفريقيا متذيلة المجموعة السادسة على النقيض كانت منتخبات أمريكا اللاتينية حاضرة بقوة وقدمت البرازيل أداء راقيا فى المجموعة الخامسة ونجحت أوروجواى فى احتلال المركز الثانى للمجموعة الرابعة وباراجواى ثانى المجموعة الأولى وفنزويلا صاحبة المركز الثانى فى المجموعة الثانية لتصعد جميع المنتخبات اللاتينية إلى الدور ثمن النهائى. 2 هاتريك لأول مرة أحرز الفنزويليان خوزيه روندون ويوناثان ديل فالى ثلاثة أهداف «هاتريك» لكل منهما من أصل ثمانية أهداف سجلتها فنزويلا فى مباراتها أمام تاهيتى فى سابقة تحدث للمرة الأولى فى تاريخ بطولات كأس العالم للشباب تحت 20 سنة. وكان الأرجنتينيان رامون دياز و خافيير سافيولا قد سبق لهما تسجيل «2هاتريك» لكل منهما فى نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة، حيث أحرز الأول هاتريك أمام كل من الجزائر وإندونيسيا فى بطولة عام 1979 بينما أحرز سافيولا ثلاثيتين فى كأس العالم 2001 أمام كل من مصر وفرنسا. ويحتفظ البرازيلى اديلتون بالرقم القياسى لأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف فى مباراة واحدة بعدما تمكن من إحراز ستة أهداف لفريقه فى شباك المنتخب الكورى فى المباراة التى انتهت 10/ 3 لصالح راقصوا السامبا و فى سابقة مبهرة أيضا تمكن الأسترالى سالاباسيديس من تسجيل أربع أهداف أمام المنتخب الأرجنتينى عام 1997 ليقود فريقه للفوز على حامل لقب تلك البطولة 4/3 وبعد ثمانية أعوام تمكن الإسبانى يورينتى من معادلة نفس الإنجاز وتسجيل أربعة أهداف أيضا خلال ليقود إسبانيا للفوز 7/0 على شيلى عام 2005. تاهيتى تدخل التاريخ دخل منتخب تاهيتى تاريخ بطولة كأس العالم للشباب من أوسع أبوابه بعد أن تلقت شباكه 21 هدفا بواقع ثمانية أهداف من كل من إسبانيا وفنزويلا فى أول جولتين من المجموعة الثانية وخمسة أهداف من المنتخب النيجيرى فى الجولة الثالثة للمجموعة الثانية، وكان تاهيتى الفريق الأسوأ فى الدور الأول ومعه منتخبات الكاميرون وترينيداد وتوباجو وكذلك إنجلترا وأستراليا وجنوب أفريقيا بعدما نالوا عن جدارة لقب «حصالة» المجموعات الست. الهدف رقم 1800 من نصيب أديجو أبى المنتخب النيجيرى عدم ترك ذكرى طيبة خلال الدور الأول حيث نجح اللاعب النيجيرى دانيال اديجو فى تسجيل الهدف رقم 1800 فى تاريخ كأس العالم تحت 20 سنة، وذلك خلال مباراة فريقه أمام تاهيتى والتى انتهت بفوز نيجيريا 5/0، وكان الهدف الأول من نصيب لويجى كايوزو الإيطالى فى شباك كوت ديفوار فى المباراة الافتتاحية لأول بطولة عام 1977 بتونس حينما سجل هدف التقدم لإيطاليا وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1 ونجح المكسيكى دياز بلتران فى تسجيل الهدف رقم 100 فى شباك إسبانيا فى البطولة الثانية التى استضافتها اليابان فى 1979 وسجل النيجيرى اوهنهين الهدف رقم 500 فى شباك السعودية فى البطولة التى استضافتها الأخيرة عام 1989 وكان الهدف رقم 1000 من نصيب الغانى اوفورى كواى وسجله فى شباك اليابان فى بطولة 1997 وسجل الهولندى إمانيولسن الهدف رقم 1500 فى شباك أستراليا فى بطولة 2005.