عثرت البعثة الأثرية المصرية، برئاسة محمد النجار، العاملة في منطقة كوم أمبو بأسوان، على الجزء الأعلى من لوحة مصنوعة من الحجر الجيري والتي تعيد معبد كوم أمبو إلى عصر التحرير. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن اللوحة صُور عليها شخصان يقدمان القرابين للملكة تيتى شيري والملكة أحمس نفرتاري وعليها نصوص للملكة تيتي شيري تلقبها بأم الملك وسيدة الأرضين. وأضاف وزيري، في تصريحات له الخميس، أن الكشف يُعد بمثابة الكشف عن النشاطات التي قام بها ملوك التحرير في جنوب مصر لتأمين ظهرهم في حربهم لطرد الغزاة الهكسوس، وهو الأمر الذي من المتوقع أن تفصح عنه الاكتشفات القادمة بالموقع؛ حيث عثر على العديد من اللوحات في الحفائر الحالية توضح أهمية هذا الموقع وتُرجع تاريخ المعبد إلى تاريخ أقدم مما كان معروفا من قبل. ومن جانبه، أشار رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، محمد عبد البديع، إلى أنه من المعروف تاريخيا أن الملكة تيتي شيري هي أم الملك سقننرع وجدة الملك أحمس الأول وهي التي ألهمتهم روح التحرير من الهكسوس ووضع أسس العصر الذهبي للعسكرية والإمبراطورية المصرية، وكان لها عظيم القداسة لدى المصريين لما قامت به من دور عظيم في التاريخ المصري. وقال مدير منطقة آثار أسوان والنوبة، عبد المنعم سعيد، إن الملكة أحمس نفرتاري هي ابنة سقننرع تاعا الثاني وحفيدة تيتي شيري وزوجة الملك أحمس الذي أنهى حروب التحرير بطرد الهكسوس من مصر والبدء في جعل خطوط الدفاع عنها خارج الحدود وهي إحدى الاسترتيجيات العسكرية العبقرية لحماية مصر والتي استلهمتها العلوم العسكرية بعد ذلك عبر التاريخ، ولقبت بالعديد من الألقاب الهامة مثل لقب الزوجة الإلهية الأولى ولقب زوجة الملك العظيمة. وتعد الملكتان من أهم الشخصيات النسائية في تاريخ الأسر الحاكمة وانتشرت لهما لوحات ومقاصير التقديس في جميع أرجاء مصر.