تم التوصل إلى أن اثنين من الملوثات، تتسببان في المتوسط في 1.1 مليون حالة وفاة مبكرة في الصين، سنويًا، كما تدمران 20 مليون طن من الأرز والقمح والذرة وفول الصويا. وتوصلت دراسة حديثة نشرتها صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، إلى أن تلوث الهواء بسبب الأوزون والجسيمات الدقيقة، المسببان للضباب الدخاني، قد يؤدي لهدر ما يقدر بنحو 267 مليار يوان (38 مليار دولار أمريكي)، من الاقتصاد الصيني سنويًا، وذلك في صورة وفيات مبكرة وخفض إنتاج الغذاء. وتوصل باحثون من جامعة (هونج كونج) الصينية، إلى هذه الأرقام، من خلال حساب التكاليف الاجتماعية لتلوث الهواء، والناتجة عن تأثيره على الصحة العامة وخفض إنتاج المحاصيل. ونقلت "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن المحقق ستيف ييم هونج-لام، وهو أستاذ مساعد في قسم الجغرافيا وإدارة الموارد في الجامعة، قوله "إنه رقم كبير وخطير إلى حد ما، بالنظر إلى أنه يمثل نحو 0.7 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي". ويأتي التقرير في الوقت الذي شددت فيه الصين مؤخرا الأهداف المتعلقة بالملوثات المسؤولة عن تكوين طبقة الأوزون والجسيمات الدقيقة في المدن، في إطار خطة عمل طال انتظارها، مدتها ثلاثة أعوام، من أجل "الفوز في الحرب من أجل سماوات زرقاء"، والمقررة خلال الفترة بين عام 2018 وحتى عام 2020. وحلل الفريق المساعد للمحقق ستيف ييم، مساهمات للتلوث، تعود إلى عام 2010 وتتعلق بالطبقة الارضية من الأوزون (أو 3) والجسيمات الدقيقة التي يمكن تنفسها (بي إم 5ر2)، من ستة قطاعات في الاقتصاد، وهي القطاع الصناعي والتجاري والسكني والزراعي وقطاع توليد الطاقة والنقل البري، بالاضافة إلى غيرها من المجالات مثل الطيران والحرائق. ويشار إلى أن جسيمات (بي إم 2.5) التي عادة ما تنتج أثناء عملية الاحتراق، هي جزيئات مجهرية يحملها الهواء، وهي صغيرة بدرجة تكفي للدخول إلى الرئة بشكل عميق، والتسبب لها في الضرر. أما الطبقة الأرضية من الأوزون، فتتشكل أثناء تفاعل كيميائي بين أكاسيد النيتروجين – الناتجة عن المركبات ومحطات الطاقة والأنشطة الصناعية - والمركبات العضوية المتطايرة التي تنبعث من معظم المصادر نفسها، بالاضافة إلى غيرها من المذيبات وحتى النباتات. ومن الممكن أن يتسبب الأوزون في تقليل عملية التمثيل الضوئي في النباتات أو وقف النمو أو إضعافه. وقد تبين أن الملوثين الاثنين يتسببان في 1.1 مليون حالة وفاة مبكرة في البلاد سنويًا، أي نحو 1000 حالة في هونج كونج، كما أن هناك نحو 20 مليون طن من الأرز والقمح والذرة وفول الصويا التي تفقد سنويًا بسبب التعرض للأوزون. وبشكل إجمالي، بلغت التكاليف الاقتصادية الناتجة عن الأضرار التي لحقت بالصحة العامة، نفقات المستشفيات والعيادات الخارجية والغياب عن العمل وما شابه، وخسائر المحاصيل، 267 مليار يوان، أو حوالي 0.66 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السنوي.