•تحل اليوم 2 أكتوبر ذكرى ميلاد السياسي البارز المهاتما غاندي، رمز النضال السلمي في العالم، والذي اطلق عليه محبيه، الزعيم الروحي للهند، ولقبه البعض ب «ابو الهند»، وهب حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية واللا عنف، وظل طوال 50 عامًَا يبشر بها. وفي السطور التالية نستعرض محطات من حياة زعيم اللاعنف مهاتما غاندي ولد في 2 أكتوبر 1869، بقرية بوربندر الهندية، لعائلة محافظة ولها باع طويل في العمل السياسي. • كان لوالدته أثر كبير على نفسه، وتعلم منها أمور الدين. • تزوج من فتاة تدعى «كستوربا» وهو في سن السادسة عشرة من عمره بحسب تقاليد الهندوس، ورزق منها بأربعة أولاد منها. • كان يحلم بدراسة الطب لكن أهله أجبروه على دراسة الحقوق فسافر في عمر ال20 إلى إنجلترا، وددرس الحقوق هناك، وتعلم أيضًا الموسيقى والرقص والغناء، والتزم بنظام غذائي نباتي. • وهناك بدأ بالقراءة في النصوص المقدسة وتعلم المزيد عن الأديان في العالم، وتأثر ب«أسفار جيتا» الداعية إلى الزهد والتقشف. • عاد إلى الهند بعد حصوله على شهادة الحقوق، لكنه لم يجد في مهنة المحاماة ما يسد به متطلبات أسرته، وخسر أول قضية له بعد التوتر الذى أصابه لحظة استجواب الشاهد، ففر من قاعة المحكمة. • في عام 1893، حصل على عقد عمل لمدة عام مقابل أداءه خدمات قانونية في جنوب أفريقيا، وهناك شعر بالجزع بسبب التمييز والعزل العنصري الذي يواجهه المهاجرون الهنود على يد السلطات البريطانية وسلطات البوير. • كانت اللحظة الفارقة في حياته أثناء ذهابه بالقطار إلى بريتوريا، حيث اعترض رجل أبيض على وجوده في مقصورة الدرجة الأولى، وعندما رفض غاندي ترك المقصورة، أُخذ بالقوة وألقي من على متن القطار في محطة في بيتر ماريتزبرج. • قرر غاندي عند تلك اللحظة أن ينتصر لحقوق الأقليات، وأن يكون سلاحه في تحقيق هذا هو سلاح اللاعنف، وبهذا أصبح الرجل ضئيل الجسم قوة عملاقة تمثل الحقوق المدنية. •وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين. • عاد إلى الهند، ونظم «المؤتمر الهندي» وأسس صحيفة «الرأي الهندي»، وجعلها منبرًا لحركته السلمية، وأسس مزرعة «فينيكس» وجعلها ملجًأ لكل مضطهد، وكان يعيش بينهم في حالة الزهد والتقشف هو وأولاده، ويرتدى زيًا خشنًا. • واجهه غاندي الاحتلال الإنجليزي بالتمرد والعصيان المدني، ولم يتمكن الإنجليز من إدراك قوى غاندي السلمية، فبادروا إلى استخدام القوة، وتم سجن النساء والرجال والأطفال، ولقد اعتقل غاندي أكثر من مرة. • وفتح الإنجليز النار على الهنود، وقتل منهم ما يقارب من ال60 شخص، وسجن الآلاف، وأرسل القائد الإنجليزي«داير» طائرته لتقصف تجمع الجماهير جويًا وتم اعتقال غاندي مرة أخرى. • بعد اعتقاله أعلن الفلاحون العصيان المدني الكامل، وما كان من المدعى العام سوى تأجيل المحاكمة تفاديًا لإندلاع الفتنة، ثم أطلق سراحه ليعود بعدها غاندى إلى نشاطه مجددًا. • بعدها أعلن «غاندي» بأنه لا تعاون مع الإنجليز، حتى يرضخوا ويعيدوا إلى الهند حقها، فما كان إلا أن استقال الموظفون وأضرب الطلاب، وهجر القضاة المحاكم، وبدء غاندي ينظم الحركات الشعبية من منطقة إلى أخرى، وهمه الأكبر ألا يحدث ما يزعزع الشعب عن الحركة السلمية، ودعا مواطنيه لمقاطعة البضائع الإنجليزية، وتوقفت المصانع البريطانية، وبدء الشعب يحرق الملابس الإنجليزية ويعتبرونها رمزًا للاستعمار. •كثيرًا ما صرح غاندي بأن منهج اللاعنف ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة لبلوغ الاستقلال، ولكن المستعمرين افتعلوا حوادث دامية، ليكون لهم مبررًا للتدخل بالقوى، لكن غاندي كان يفشل مخططاتهم بتهدئة المواطنين ومنادته لهم بالصبر. • حاولت بريطانيا إشعال فتنة بين المسلمين والهنود، إلا أن غاندي بادر بإعلان تضامنه الكامل مع المسلمين، وذلك على إثر اعتقال الأخوين محمد وشوكت على. بعدما إزاد اهتمام غاندي بالدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة، ودعوته الهندوس إلى احترم ديانة وحقوق المسلمين، أدى هذا الأمر بأحد المتطرفين الهندوس المتعصبين ويدعى «ناثورم جوتسى» بإطلاق ثلاث رصاصات قاتلة عليه سقط على إثرها صريعاً عن عمر يناهز ال78 عام. • وقد تعرض غاندي في حياته ل6 محاولات إغتيال، وفي المحاولة السادسة قال قبل وفاته جملته الشهيرة: «سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر».