توصل باحثون إلى معلومات مثيرة بشأن التأثير الذي أحدثته غارات قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، والتي لم يتوقف تأثيرها على إحداث الدمار على الأرض فحسب، بل تخطاه إلى الفضاء. وحسبما ذكر موقع «ديلي ميل»، فإن الغارات الجوية التي نفذتها قوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية كانت قوية للغاية لدرجة أنها أرسلت موجات صادمة عبر الغلاف الجوي للأرض إلى حافة الفضاء، وأثرت على طبقة «الأيونوسفير»، فالقنابل الضخمة التي أسقطتها طائرات قوات التحالف فوق المدن الأوروبية كانت كبيرة بما يكفي لإضعاف كهرباء الغلاف الجوي، على بعد 1000 كيلو متر فوق الأرض. واكتشف الباحثون هذا الأثر بعد تحليل السجلات اليومية لمحطة أبحاث الراديو، في ديتون بارك بانجلترا، والتي أجرت قياسات روتينية لطبقة «الأيونوسفير»، بين أعوام 1933 و1996 ، فيما تعد أطول مجموعة متواصلة من القياسات الأيونوسفيرية في العالم، ووجدوا أن كل غارة جوية أطلقت طاقة ما لا يقل عن 300 صاعقة. وتكشف السجلات التفصيلية لغارات الحلفاء أن طائراتهم ذات الأربع محركات كانت تحمل قنابل أكبر حجمًا من الطائرات ذات المحركين من طراز «فتوافا» الألمانية، وكان من بين هذه القنابل، قنبلة «الجراند سلام»، التي يصل وزنها إلى 10 أطنان، والتي صممت لمحاكاة تأثيرات الزلزال من أجل التسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية. ودرس الباحثون سجلات استجابة «الأيونوسفير»، طوال الوقت الذي تضمن 152 غارة جوية ضخمة للحلفاء، ووجدوا أن الكثافة الإلكترونية لطبقة الغلاف الجوي انخفضت بشكل ملحوظ بسبب موجات الصدمة الناجمة عن القنابل التي تنفجر بالقرب من سطح الأرض. ويُعتقد أن هذه الانفجارات رفعت من سخونة الغلاف الجوي العلوي، وعززت فقدان التأين. وقال استاذ فيزياء الفضاء والغلاف الجوي بجامعة ريدينج، كريس سكوت، إن تأثير هذه القنابل في الغلاف الجوي للأرض لم يتحقق حتى الآن، مضيفًا أنه من المدهش رؤية كيف يمكن أن تؤثر التموجات الناجمة عن الانفجارات التي أحدثها البشر، على حافة الفضاء. وتسمح هذه الظاهرة للعلماء بتحديد كيف يمكن للأحداث على سطح الأرض أن تؤثر أيضًا على «الأيونوسفير»، وأن هذه الهجمات التي لم يسبق لها مثيل مفيدة لقياس الأثر الذي يمكن أن تحدثه على بعد مئات الكيلومترات فوق الأرض. ويسعى العلماء لاستخدام هذه النتائج لزيادة فهمهم لكيفية تأثير القوى الطبيعية من الأسفل مثل الصواعق والانفجارات البركانية والزلازل على الغلاف الجوي العلوي للأرض. وجدير بالذكر أن الغلاف الأيوني هو طبقة غير مفهومة في الغلاف الجوي العلوي للأرض، وتمتد من فوق سطح الأرض بمسافة 80 كيلو متر حتى نهاية الغلاف الجوي على ارتفاع 1000 كيلو متر، وهي موطن الشفق ومحطة الفضاء الدولية والأقمار الصناعية وموجات الاتصال اللاسلكي، ويمكن أن يتسبب اضطرابها في حدوث مشاكل في إشارات GPS على الأرض.