بدأت، صباح اليوم الأحد، انتخابات المجالس المحلية ومجالس المحافظات في أغلب المحافظات السورية، وسط إقبال متواضع. ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 40 ألف مرشح على 18478 مقعدا في جميع المحافظات ال14. وشهدت أغلب مراكز الاقتراع في الساعة الأولى إقبالا متواضعا على صناديق الاقتراع، في حين لم تجر عمليات انتخابات في بعض المحافظات التي تقع خارج سيطرة الحكومة السورية. وقال مدير صندوق انتخابي في منطقة المزة، لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: «الإقبال خلال الساعة الأولى كان متواضعا، ونتوقع أن يكون هناك إقبالا أكبر خلال الساعات القادمة». وحول عمليات الانتخابات المحلية، قال رئيس اللجنة القضائية العليا القاضي سليمان القائد، ل«د.ب.أ»: «يتنافس في انتخابات المجالس المحلية 40 ألف مرشح على 18478 مقعدا في جميع المحافظات ال14، ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية 88 على مستوى المحافظات فيها 6551 مركزا انتخابيا». وأضاف «القائد»: «تم تهيئة جميع الظروف لإجراء الانتخابات بالشكل الأمثل رغم وجود بعض عراقيل حالت دون إجراء انتخابات في بعض المناطق، ومع ذلك كانت تلك المناطق حاضرة عبر مرشحيها عبر قوائمهم انتخابية ومنها محافظتي الرقة وإدلب، حيث تجري انتخابات المحافظتين في مدينة حماة». وحول وجود قوائم انتخابية تضم مرشحي حزب البعث العربي الاشتراكي، قال «القائد»: «نعم هناك قوائم للوحدة الوطنية، وقوائم اخرى تضم المستقلين وللناخب الحق باختيار القائمة أو المرشحين الذين يختارهم بكل شفافية، ومن هنا كان شعار الانتخابات الحالية (بلدك مسؤوليتك)، ونتوقع أن يكون هناك إقبالا كبيرا في المناطق الريفية». وفي محافظة الحسكة، اعتقلت الوحدات الكردية أغلب المرشحين لانتخابات الإدارة المحلية؛ الأمر الذي دفع المحافظة إلى إعلان فوز قائمة الوحدة الوطنية ب«التزكية». وقال مصدر في محافظة الحسكة، ل«د.ب.أ»: «اعتقلت الوحدات الكردية أكثر من 500 مرشح لانتخابات الإدارة المحلية، وتم الإفراج عنهم بعد أيام من اعتقالهم، وبقي مرشح من مدينة القامشلي لم يفرج عنه حتى الآن، ومن تم اعتقالهم البعض أكمل عملية الترشيح وشارك بالانتخابات والبعض انسحب». وأضاف المصدر: «فازت قائمة الوحدة الوطنية في محافظة الحسكة بالتزكية بعد انسحاب المرشحين، في حين رفض مرشحو بلدتي تل شعير وراية في منطقة القامشلي، النتيجة، وأصروا على إجراء الانتخابات، حيث يوجد صندوقين للانتخابات في مدينة القامشلي». وأعلنت وزارة الإدارة المحلية والبيئة السورية، في بيان صحفي أمس السبت، عن أنها أنهت جميع الاستعدادات واتخذت الإجراءات المناسبة وأمنت جميع مستلزمات إنجاح العملية الانتخابية من صناديق الاقتراع وقرطاسية، إضافة إلى تقديم سلف مالية لتأمين متطلباتها من غرف سرية ومطبوعات ومغلفات وغيرها». من جانبه، أكد وزير الإدارة المحلية المهندس حسين مخلوف، في تصريح صحفي، أن أهمية هذه الانتخابات تتجلى من خلال السعي لتعزيز اللامركزية الإدارية وترسيخ مفهوم المواطنة، وهي حق وواجب وطني وأخلاقي لاختيار الأجدر والأقدر. وأشار إلى أنها رسالة للعالم بأن أبناء سوريا كانوا وسيبقون يداً واحدة وقلباً واحداً في مواجهة الإرهاب، وفي إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار. وقوبلت الانتخابات بانتقادات لدى الشارع السوري بسبب قوائم الوحدة الوطنية، وقال ياسر إبراهيم من محافظة الرقة، ل«د.ب.أ»: «لم تجر انتخابات في محافظة الرقة، واقتصر الأمر على نجاح قائمة الوحدة الوطنية بالتزكية»، مضيفا: «هذه القائمة تحمل كوارث بكل معنى الكلمة وبعد أكثر من 8 سنوات حرب تصدر هذه القائمة أشخاص، أغلبهم لا يحملون شهادات علمية وكأن الأمور اتجهت إلى المحسوبيات». ولم تجر أية انتخابات في الرقة لأن أكثر من 80% من المحافظة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتم إعلان فوز قائمة الوحدة الوطنية وتضم أعضاء في حزب البعث وبعض المستقلين، وكذلك محافظة إدلب. يشار إلى أن آخر انتخابات إدارة محلية سوريا جرت في عام 2012.