تحل اليوم ذكرى ميلاد «أبو ضحكة جنان» الراحل إسماعيل يس، واحد من أهم وأبرز رموز الفن المصري، متعدد المواهب الفنية، الذي امتدت شهرته من المحيط للخليج، صاحب الرقم القياسي في عدد الأفلام التي شارك فيها أو التي حملت اسمه. كان لحياته الفنية نصيب كبير من أسماء أفلامه، لعل فيلم «شهر عسل - بصل» يلخص حياته، فبدأ حياته بالبصل، ثم تذوق السعادة حتى شبع، فعاد للبصل مرة أخرى وهو في محطته الأخيرة متجرعا مرارة الحاجة والفقر والديون. ولعبت الأرقام والتواريخ دورًا هامًا في حياة الفنان إسماعيل يس، فمع كل رقم ذكرى، وبكل تاريخ حدث هام غير حياته رأسا على عقب. وفي مثل هذا اليوم منذ نحو 106 أعوام، ولد إسماعيل يس بمحافظة السويس، ورغم أنه ولد لأسرة ميسورة الحال لكن بسبب تصرفات والده غير المسئولة انحدر الحال سريعًا، واضطر للعمل في سن مبكرة للإنفاق على نفسه. وفي سن ال 17 عاما وفي بداية الثلاثينات، غادر «يس» السويس واتجه للقاهرة أملًا في تحقيق حلمه أن يصبح مطربا مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي كان يعشق أغنياته، لكن انتهى به الحال بعد فشل متكرر أن يعمل صبي في مقهي بشارع محمد علي. وفي عام 1935، اكتشفه رفيق دربه المؤلف أبو السعود الإيباري، ورشحه لبديعة مصابني لتعيينه بفرقتها والعمل ك«منولوجيست»، هذا اللون الذي تميز فيه ونجح بشكل منقطع النظير. وشهد عام 1939 البداية الأولى ل«إسماعيل يس» في العمل بالسينما حينما اختاره فؤاد الجزايرلي ليشترك في بطولة فيلمه «خلف الحبايب». وكان الفنان الراحل مكتشف المواهب أنور وجدي له دورا كبيرا ومحوريا في حياة «سمعة»، ففي منتصف الأربعينات، بدأ يستعين به في معظم أفلامه، ثم قدمه في أول بطولة مطلقة له من خلال فيلم «الناصح» إنتاج 1949. وكان ل«إسماعيل يس» نصيبًا كبيرًا من فيلمه «كابتن مصر»، فلقد كان كابتن الوسط الفني في 3 مواسم متتالية، منذ عام 1952 حتى 1954، واستطاع أن يحرز «سكور» في مرمى السينما المصري، بعد أن بلغ عدد الأفلام التي شارك فيها في العام الواحد نحو 16 فيلما، وهو رقم لم يحققه أي فنان آخر في مصر والعالم كله. وكانت فترة الخمسينات سنوات العسل لإسماعيل يس، فكان نجم شباك بلا منافس، قدم العديد من الأفلام والمسرحيات، وصنع رصيد غنائي له، وقام بتأليف وتلحين عدد كبير من الأغاني التي أداها في أفلامه. وكون ثنائيات فنية عديدة ناجحة أبرزها الثنائي الفني الذي جمع بينه وبين الفنان رياض القصبحي الشهير بالشاويش عطية، وثنائي فني مع الفنانة الكبيرة الراحلة شادية وقدما معا نحو 23 فيلما. وكون ثلاثي فني جمع بينه وبين أبو السعود الإبياري، والمخرج فطين عبدالوهاب، وقدم الثلاثي نحو 30% من الأفلام التي لعب بطولتها إسماعيل ياسين، وكانت تحمل أغلبها اسمه. بعد ثورة يوليو 1952، قدم الفنان إسماعيل يس سلسلة أفلام عن القوات المسلحة والشرطة وهي «إسماعيل يس في الجيش، إسماعيل يس في الطيران، إسماعيل يس في الأسطول، إسماعيل يس بوليس حرب، وإسماعيل يس في البوليس». وفي عام 2017، انتقد الفنان محمد رمضان الصورة التي ظهر بها إسماعيل يس في هذه الأفلام، وهو ما عرضه لحملة انتقادات كبيرة، كما تداول عشاق إسماعيل يس، مستندًا على مواقع التواصل الاجتماعي يعود تاريخه لعام 1956، وموقع من رئيس مجلس الوزراء، الذي شكر فيه إسماعيل يس لتبرعه بمبلغ 2000 جنيه و750 مليما لتسليح الجيش المصري. وأكد المهاجمون، أنه بسبب أفلام إسماعيل يس، تهافت الشباب المصري على التطوع بالجيش لخدمة الوطن. وانحسرت الأضواء على إسماعيل يس مع بداية الستينات، بعد أن كان يلعب بطولة 16 فيلما في العام الواحد أصبح يقدم فيلمين فقط، وبدأت رحلة معاناته، فحل فرقته المسرحية عام 1966، وسافر للعمل بلبنان حتى يستطيع كسب بعض المال بعد أن تراكمت الديون وتعرض لمشاكل بسبب تراكم الضرائب عليه، ورحل عن الدنيا يوم 24 مايو 1972؛ إثر إصابته بأزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل دوره الأخير والصغير في فيلم «الرغبة والضياع».