اختتمت الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، بالتعاون مع إحدى المستشفيات العاملة في علاج العقم، اليوم الجمعة، مؤتمرها الدولي الخامس، بحضور أكثر من 2000 خبير وأخصائي من مصر ومختلف دول العالم، وذلك فى الفترة من 13 إلى 14 سبتمبر، لمناقشة أحدث الأساليب والتطبيقات لتشخيص وعلاج تأخر الإنجاب وأمراض الذكورة والنساء والتوليد والعقم. قال د. مدحت عامر، أستاذ الذكورة والعقم بطب القصر العيني، رئيس الجمعية المصرية للصحة الإنجابية، إن إنعقاد المؤتمر هذا العام يأتى استمرارا لجهود الجمعية فى استعراض أحدث الأبحاث العلمية العالمية والطرق التشخيصية والعلاجية ونقلها إلى الأطباء المصريين للارتقاء بمستوى وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. وأضاف «عامر»، أن المؤتمر فى دورته الخامسة تناول بالبحث والدراسة التقنية الحديثة المستخدمة فى فصل الجسم القطبى من البويضة وهو اسلوب مستحدث للفحص الوراثي ويعتمد على تواجد المادة الوراثية بالجسم القطبي، وهو ما يمنع التأثير المحتمل على الأجنة في حالة أخذ عينة من الجنين مباشرة، وهو مايبشر بتحسن معدلات نجاح الحقن المجهري. وأشار إلى تطبيقات التقدم المذهل في عالم الجينات بتقنياته المختلفة مثل (CGH ARRAY- NGS) وغيرها من الوسائل التي أدت إلي حدوث ثورة بمجال تشخيص العيوب الكروموسومية أو الجينية في الأجنة بعد فحص خلاياها وقبل نقلها للرحم، وكذلك أحدث استخدامات الموجات الصوتية في حالات عديدة لمتابعة تنشيط التبويض، وهو مايعد حاليًا الوسيلة الأساسية لمتابعة نشاط المبايض ومدى استجابتها بجانب تحاليل هرمونات التبويض. وأضاف أن مناقشات المؤتمر تناولت مراجعة الأبحاث لتجنب الأخطار النادرة الحدوث فى نظم الجودة المتبعة في معامل أطفال الأنابيب، واستعرض المستجدات بشأن أساليب التجميد التى تزيد نسب نجاحها من سنة إلى أخرى. ولفت إلى أن المؤتمر أولى اهتماما خاصا ببحث أسباب وعلاج الفشل المتكرر لعملية الحقن المجهري مثل: «تقدم السن، ووجود مشاكل في بطانة وتجويف الرحم مثل بعض الألتصاقات ووجود مشاكل في الكروموسومات أو الجينات لدي الزوجين، وكذلك بعض الأسباب المناعية التي قد تؤثر على علاقة الجنين ببطانة الرحم، ووجود عيوب تشريحية في الرحم مثل بعض الآورام الليفية، والتى يفضل استئصالها طبقا لشروط معينة مثل الحجم ومكان وجودها». وأوضح أن المسح الميكروسكوبي للخصية يعد أحدث طرق استخلاص الحيونات المنوية وأدقها؛ لأنه يساعد على أخذ عينات أكثر وبالتالي زيادة فرص الاستخلاص، كما يقلل من حدوث مضاعفات مثل حدوث ضمور بالخصيتين، ولذلك أفرد المؤتمر جلسة خاصة لتبادل التجارب الناجحة بهذا الخصوص. ومن جانبه، قال د. وليد حامد، سكرتير الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، إن الأوراق البحثية للمؤتمر تضمنت حالات تكيس المبايض، والجديد في العلاج وجود طرق علمية حديثة تعمل على تقليل فرط الإستجابة التي قد تحدث لبعض مرضى التكيسات، ورصد نتائج الأدوية الحديثة وبروتوكولات علاج وخبرات الأطباء فى هذا الشأن. وتابع: «ناقشنا التقدم البحثى والتطبيقى فى حالات نقص مخزون التبويض والاستجابة الضعيفة وما وصلت آلية التجارب على البشر في بعض المراكز في أوروبا وأمريكا؛ بنقل الخيوط الخلوية للبويضات لتتحسن جودتها، وكذلك الأجنة، وهوما يزيد فرص النجاح خاصة لحالات متقدمي السن وضعيفي المخزون». وأشار إلى أن أهم المستجدات التى يتناولها المؤتمر فى دورته الحالية يتمثل فيما أحدثته مؤخرا الثورة بمجال التحاليل والفحوصات بإكتشاف الكثير من الأسباب المناعية والكروموسومية والتشريحية التي قد تؤدي لحدوث فشل متكرر وأيضًا حدوث تطور هائل بمجال فحص الكروموسومات وجينات الأجنة قبل نقلها إلى الرحم مما يزيد يشكل كبير فرص إنغراس هذه الأجنة وفرص نجاح الحقن المجهري. ومن جهته، قال د. حسام الدين فاهم، استشاري النساء والعقم والحقن المجهري، إن المؤتمر تناول بالبحث والدراسة مجال تجميد أنسجة المبيض والبويضات والنجاحات الكبيرة التى تحققت فى طرق زيادة فرص نجاة البويضات وأنسجة المبيض بشكل كبير بعد فكها؛ حيث وصلت فرصة نجاة البويضات إلي حوالي 95%. فيما أشارت د. مها الشاهد، رئيس قسم النساء والعقم والحقن المجهري، إلى أن المؤتمر خصص جلسة لمناقشة مشاكل السيدات فوق سن الأربعين، والتى لا تتوقف فقط عند وجود ضعف في مخزون التبويض، ولكن لوجود مشكلة في جودة البويضات أيضا، لذا تم استحداث بروتوكولات متطورة للتنشيط، كما ابتكرت تقنيات جديدة لفحص الأجنة كرموسوميا قبل نقلها للرحم، مع توافر معمل وأخصائي أجنة لهم خبرة طويلة ثبت أن ذلك يعزز فرص زيادة نسب النجاح في الحقن المجهري للحالات التى تجاوزت سن الأربعين من السيدات. كما ألقت أبحاث المؤتمر مجددا الضوء على أهمية الالتزام بضوابط تناول الفيتامينات وبعض المكملات الغذائية لتحسين كفاءة البويضات وكفاءة الرحم مما يساهم في تحسين النتائج.