غارات روسية على إدلب بالتزامن مع القمة الثلاثية بطهران.. وواشنطن: أدلة على تحضير دمشق لاستخدام الكيماوى كشفت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، أمس، أن إسرائيل قدمت دعما تمثل فى أموال وأسلحة إلى 12 فصيلا معارضا فى جنوبسوريا، فى السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن هذه التنظيمات منعت مقاتلين مدعومين من إيران ومن تنظيم «داعش» الإرهابى، من السيطرة على مواقع بجانب الحدود مع إسرائيل. وبحسب التقرير، الذى يستند لتصريحات مسئولى العلاقات الخارجية لهذه الجماعات المعارضة، فإن الدعم شمل بنادق ومدافع رشاشة ومنصات قذائف وسيارات، وتم نقلها جميعا من خلال 3 معابر حدودية بين مرتفعات الجولان وسوريا. وأشار تقرير المجلة إلى أن هذه المعابر هى نفسها التى نقلت إسرائيل من خلالها المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وورد فى التقرير أن إسرائيل دفعت رواتب لمقاتلين فى صفوف المعارضة، بواقع 75 دولارا شهريا للفرد، وقدمت للجماعات أموالا لشراء أسلحة من السوق السوداء فى سوريا. وذكرت المجلة أنه عندما استعاد الجيش السورى السيطرة على جنوبسوريا فى يوليو الماضى، توقعت جماعات المعارضة أن تسمح لها إسرائيل بالدخول، إلا أنها رفضت، حسبما نقلت عن مصادر بالمعارضة. ونقلت المجلة عن أحد المقاتلين قوله: «هذا درس لن ننساه عن إسرائيل.. لا يهمها البشرية كل ما تهتم به هو مصلحتها الخاصة». من ناحية أخرى، كشف المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا، جيمس جيفرى، أمس، عن وجود «العديد من الأدلة لتحضير النظام السورى لأسلحة كيماوية فى محيط إدلب». وحذر جيفرى، فى تصريحات للصحفيين، من خطورة الوضع فى محافظة إدلب ومحيطها، مضيفا أن أى هجوم على المعقل الكبير الأخير للمعارضة فى سوريا سيكون «تصعيدا متهورا»، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. إلى ذلك، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن ضربات جوية روسية استهدفت أجزاء من محافظة إدلب، بالتزامن مع انعقاد القمة الروسية التركية الإيرانية فى طهران لمناقشة الوضع فى إدلب. وأوضح المرصد السورى أن طائرات روسية نفذت غارات على مقرات لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وأخرى لحركة أحرار الشام فى محيط بلدة الهبيط الواقعة فى ريف إدلب الجنوبى الغربى. وتسببت الغارات وفق المرصد «بمقتل عنصر من حركة أحرار الشام وإصابة 14 مقاتل آخر على الأقل بجروح، إضافة إلى مقتل مدنى وإصابة 4 آخرين»، لم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين. وفى سياق متصل، ذكرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، أن موسكو أبلغت واشنطن خلال الأسبوع الماضى مرتين بأن قواتها وقوات الجيش السورى على استعداد لضرب مناطق فى سوريا يوجد بها «عشرات العسكريين الأمريكيين». ووفق مصادر للشبكة الأمريكية فى البنتاجون، يزعم الجانب الروسى أن مسلحين موجودين فى المناطق الخاضعة لحماية الجيش الأمريكى. وأفادت «سى إن إن» بأن الجانب الأمريكى وجه «تحذيرات لموسكو بعدم التعرض للوجود العسكرى الأمريكى»، مشيرة إلى أن واشنطن أعربت عن استعدادها لاتخاذ إجراءات مقابلة فى حال الهجوم. ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن واشنطن قلقة بوجه خاص على أمن عسكرييها فى قاعدة «التنف» فى محافظة حمص، ووفق معلوماتها «توجد مخاوف من أن الروس يمكنهم استخدام الطيران أو سفنهم الحربية فى القسم الشرقى من المتوسط لشن هجوم على من يوصفون بالمسلحين». وتحدثت مصادر الشبكة عن أن «هذا يمكن أن يؤدى إلى مواجهة تشارك فيها القوات الأمريكية من دون قصد، إذا لم تكن الضربة الروسية دقيقة».