الأسد: ترامب سيكون حليفا لدمشق إذا حاربت إدارته «الإرهاب».. والخارجية الأمريكية: الغارات تنتهك القانون الدولى شنت المقاتلات الروسية والسورية، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، غارات كثيفة على محافظة إدلب والأحياء الشرقية المحاصرة فى مدينة حلب، وذلك غداة تنديد واشنطن بالحملة العسكرية الجديدة التى تشنها موسكو وقوات النظام السورى فى البلاد، وفى الوقت الذى اعتبر فيه الرئيس السورى بشار الأسد أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيكون «حليفا طبيعيا» لبلاده إذا حاربت إدارته «الإرهاب». وقال مدير المرصد السورى رامى عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الطائرات الحربية الروسية استهدفت طوال ليل الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء مناطق عدة فى محافظة إدلب (شمال غرب)، وقصف الطيران الحربى السورى فى الوقت ذاته الأحياء الشرقية فى مدينة حلب (شمالا)». وكانت قوات النظام السورى، قد استأنفت أمس، بعد توقف لنحو شهر قصفها الجوى للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة فى مدينة حلب، فى حين أعلنت روسيا عن حملة واسعة النطاق فى محافظتى إدلب وحمص (وسط) تزامنا مع تنفيذ أولى الغارات من حاملة الطائرات الروسية أميرال كوزنتسوف الموجودة فى البحر المتوسط قبالة السواحل السورية. وأفاد المرصد السورى بأن القصف الجوى على إدلب طال مناطق عدة بينها مدينتى جسر الشغور وخان شيخون، كما أسفر مساء أمس عن مقتل «6 أشخاص على الأقل، بينهم طفلة» فى قرية كفرجالس فى ريف إدلب الشمالى. ويسيطر جيش الفتح، وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) على كامل محافظة ادلب منذ صيف عام 2015. وفى حلب، استهدفت قوات النظام السورى، حى الشعار بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعى، وفق المرصد الذى أفاد أيضا عن «قصف جوى طال بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء أحياء المشهد والزبدية وسيف الدولة والراشدين». وأسفر استئناف القصف الجوى على الأحياء الشرقية، أمس، عن مقتل «8 أشخاص بينهم طفل وإصابة العشرات بجروح»، بحسب المرصد. ويأتى تجدد القصف الجوى على حلب بعد أيام عدة على استعادة قوات النظام جميع المناطق التى خسرتها عند أطراف حلب الغربية، بعد أسبوعين على هجوم شنته الفصائل المعارضة والإسلامية بهدف فك حصار مستمر منذ أربعة أشهر على الأحياء الشرقية، حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص فى ظروف مأساوية. وفى واشنطن، نددت وزارة الخارجية الأمريكية بتجدد الضربات الجوية التى يشنها النظام السورى وحليفته موسكو فى مناطق المعارضة بحلب، معتبرة أن غاراتهما على أهداف مدنية تشكل انتهاكا للقانون الدولى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إليزابيث ترودو إن «آخر هذه الهجمات استهدف 5 مستشفيات وعيادة نقالة فى سوريا. فى اعتقادنا هذا يشكل انتهاكا للقانون الدولى». من جهته، اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد، فى مقابلة مع التليفزيون البرتغالى، أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيكون «حليفا طبيعيا» لدمشق إذا حاربت إدارته «الإرهاب». وقال الأسد فى المقابلة التى نشرت تفاصيلها وكالة «سانا» السورية الرسمية «لا نستطيع أن نقول شيئا عمّا سيفعله ترامب. لكن إن كان سيُحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له فى ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التى تُريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين». ويعتبر هذا أول موقف رسمى لدمشق منذ فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية فى نوفمبر الحالى، والذى ألمح أخيرا إلى امكانية التعاون مع موسكو حول سوريا. بدوره، قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستيفان دى ميستورا إن«سعى ترامب للعمل مع روسيا لهزيمة تنظيم داعش فى سوريا صائب»، داعيا الرئيس الأمريكى المنتخب إلى المساعدة فى دفع الإصلاحات السياسية لمنع الجماعة المتشددة من تجنيد المزيد من المقاتلين.