وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: الرئيس السورى كان يرغب فى استعادة «الجولان» مقابل تنازلات «فاجأت» نتنياهو كشف وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيرى، النقاب عن اقتراح سرى للرئيس السورى بشار الأسد، للسلام مع إسرائيل عام 2010 أى قبل عام من اندلاع الصراع فى سوريا. وروى كيرى فى مقتطفات من مذكراته التى طرحت فى الأسواق، اليوم، أنه أجرى زيارة لسوريا عام 2009، عندما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، ضمن جولة فى الشرق الأوسط وعقد أول اجتماع طويل مع الأسد. وحول تفاصيل الاجتماع، قال كيرى: «لقد واجهته (الأسد) حول محطة سورية للطاقة النووية كانت إسرائيل قد قصفتها»، فى إشارة إلى المفاعل النووى السورى الذى دمرته حكومة إيهود أولمرت فى عام 2007. وأضاف كيرى: «حقيقة أن هذه كانت منشأة نووية كان أمرا مثبتا علنا، لم يكن هناك خلاف على ذلك». مستدركا «نظر الأسد إلى فى عينى وأخبرنى أنها ليس منشأة نووية (..) لقد كانت كذبة غبية، غير قابلة للتصديق، لكنه كذب من دون أى تردد»، بحسب ما نقلته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. ونوه وزير الخارجية الأمريكى الأسبق إلى أن المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا تحت حكومة إسحاق رابين وشيمون بيريز وإيهود باراك وأولمرت ونتنياهو (خلال فترة ولايته الأولى فى التسعينيات) قد انتهت جميعها بالفشل، لكن الأسد كان لا يزال مهتما بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل. وتابع كيرى: «سألنى الأسد ما الذى قد يتطلبه الدخول فى مفاوضات سلام جدية، أملا فى ضمان عودة مرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، فأخبرته أنه إذا كان جادا؛ فعليه تقديم اقتراح خاص. سأل كيف سيبدو. شاركت بأفكارى. وأصدر تعليمات إلى كبير مساعديه بتوجيه رسالة من الأسد إلى الرئيس أوباما». وأشار إلى أن الأسد طلب من أوباما دعم استئناف محادثات السلام مع إسرائيل وقال «سوريا مستعدة لاتخاذ عدد من الخطوات مقابل استعادة الجولان من إسرائيل»، مضيفا «فى اليوم التالى، سافرت إلى إسرائيل، حيث جلست مع نتنياهو وأطلعته على رسالة الأسد». وتابع أن «نتنياهو فوجئ بمبادرة الأسد للسلام.. لأنها أظهرت استعداد الأسد لتقديم تنازلات أكثر من المفاوضات السابقة». ولم يوضح كيرى تلك التنازلات. وأوضح الوزير الأسبق أنه بعد عودته إلى واشنطن، «حاولت إدارة أوباما اختبار مدى جدية الأسد باستعداده اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تجاه كل من واشنطن وتل أبيب، بما فى ذلك وقف بعض شحنات الأسلحة إلى حزب الله، لكن الأسد خيب آمال الإدارة بفشله فى الوفاء بوعوده، وإن كان ذلك غير مفاجئ».