أتمنى أن يعيد الدكتور هشام عرفات وزير النقل النظر فى المكان المخصص لإقامة كوبرى علوى على النيل جنوب مركز ديروط بأسيوط. أهالى مركز القوصية متضررون من إقامة الكوبرى فى هذا المكان، وتلقيت اتصالات عديدة من أبناء القوصية تطالبنى بتوصيل وجهة نظرهم إلى الوزير وكبار المسئولين. الحكاية باختصار أنه وبعد إنشاء الطريق الصحراوى الشرقى، ويعرف بطريق الجيش، تمت إقامة مجموعة من الكبارى العلوية للعبور من الشرق إلى الغرب، وهناك كبارى فى بنى سويف والمنيا وملوى. القواعد المنظمة للنقل فى هذا الطريق كانت تتحدث عن إنشاء كوبرى كل خمسين كيلو متر، وإذا تم تطبيق هذه القاعدة، فالمفترض أن يقام الكوبرى فى القوصية، وليس ديروط التى لا تبعد عن ملوى إلا أقل من 18 كيلو مترا. الأمر الذى سيجبر كل سكان القوصية على الذهاب إلى ديروط أو أسيوط للعبور غربا. سيسأل البعض: وما المشكلة فى استخدام سكان القوصية لكوبرى ديروط المزمع إنشاؤه؟ المسألة باختصار أن مستخدمى الطريق الصحراوى الشرقى مجبرون على استخدام طريق القاهرةأسوان الزراعى ليصلوا إلى مدنهم وقراهم. هذا الطريق صار لا يطاق وتستخدمه التكاتك وسيارات الربع النقل والميكروباصات وعدد المطبات الصناعية العشوائية عليه يمكن أن تسجل رقما قياسيا. أهالى القوصية يسألون ما الذى يدفع وزارة النقل إلى الإصرار على إقامة الكوبرى جنوب ديروط عند قرية فزارة رغم قرب ديروط جدا من كوبرى ملوى؟!. جلست مع نائب القوصية المحترم إبراهيم نظير، وقال لى إنه قدم إلى البرلمان طلب إحاطة لرئيس الوزراء فى فبراير من العام الماضى، كما قدم مذكرة لوزير النقل خلاصتها إن بعض نواب جماعة الإخوان حاولوا مجاملة زملائهم فى ديروط باختيار هذا المكان، حينما كان الدكتور يحيى كشك محافظا لأسيوط فى حكومة الدكتور هشام قنديل. إبراهيم نظير يقترح زحزحة مكان الكوبرى جنوبا، ليخدم كل سكان القوصية وسكان ديروط معا، الذين لا يبعدون عن كوبرى ملوى إلا مسافة 18 كيلو فقط. وهناك اقتراح آخر بنقله إلى قرية صنبو التابعة لديروط والقريبة من القوصية ليخدم سكان المركزين. قال لى نظير ان كل الأماكن المقترحة فى القوصية لا توجد عليها نزاعات عقارية ولا كبارى أو ترع تعوقه. كما أن الطريق الصحراوى الشرقى أسهل كثيرا ناحية القوصية مقارنة بديروط فالطريق رملية ومنسابة ولا توجد جبال بها، كما أن هناك 70 قرية وتابعا فى القوصية سوف تستفيد من المكان الجديد، كما أن عرض النيل فى القوصية أقل من ديروط، الأمر الذى سيوفر فى تكلفة الإنشاء التى يتوقع أن تزيد عن مليار جنيه، بأسعار ما بعد التعويم. هناك عامل آخر مهم يرجح فكرة الإنشاء فى القوصية، وهو الجانب الأمنى، فحسب تقدير النائب إبراهيم نظيرن فإن المكان الجديد يسهل من القضاء على زراعات البانجو وبعض ورش السلاح الموجودة فى المناطق النائية شرق النيل. قابلت وزير النقل المحترم أكثر من مرة، وعرضت عليه المقترح، فقال إنه تم دراسة الموضوع مع هيئة الطرق والكبارى، التى أفادت بأن الكوبرى يقع جنوب ديروط بعشرين كيلو مترا وشمال كوبرى أسيوط بنحو 45 كيلو مترا، وأقر بحكاية الخمسين كيلو مترا بين الكبارى، لكن ذلك ليس العامل الحاسم وأن الهيئة فى انتظار قيام وزارة التخطيط بوضع المشروع ضمن خطتها، وتدبير الموارد التى بلغت 75 مليون جنيه بأسعار إبريل 2016. لجنة النقل بالبرلمان أوصت بتشكيل لجنة من كل الخبراء المختصين والاستعانة بمكتب استشارى لوضع خطة شاملة تبين جدوى المشروع ولا أعرف هل انتهت اللجنة إلى توصيات أم لا؟. مرة أخرى أتمنى أن يعيد وزير النقل هشام عرفات النظر فى مكان الكوبرى، علما أن هناك متغيرا جوهريا، هو أن القوصية يوجد بها الدير المحرق، آخر مكان وصلت إليه السيدة مريم العذراء ومعها السيد المسيح «عليهما السلام»، ومكثا فيه ستة أشهر. هذا الدير هو معلم بارز فى «مسار العائلة المقدسة»، الذى اعتمده بابا الفاتيكان فى أكتوبر قبل الماضى. والسؤال أيهما أفضل أمنيا لتأمين السائحين الأجانب الذين يريدون زيارة الدير المحرق هل ينزلون ديروط أم القوصية؟!!.