كشفت قيادة أمنية بالسويس ل«الشروق»، عن مفاجأة جديدة خاصة بقضية مقتل اللواء إبراهيم عبدالمعبود مدير المباحث الجنائية بالسويس، وتتعلق بتفاصيل المواجهات الدامية التى حدثت بين اللواء والقاتل أحمد عيد المرشدى، الذى لقى مصرعه أخيرا على يد قوات الأمن بمدينة القنطرة شرق بالإسماعلية. وقال اللواء طلب عدم ذكر اسمه لم يكن حادث مقتل اللواء عبدالمعبود هو المواجهة الأولى بين القاتل والقتيل، وهو ما تتكتم علية وزارة الداخلية إذ قام اللواء عبدالمعبود بمحاولة القبض على المرشدى قبل 24 ساعة فقط، من قيام الأخير بقتله، لكن فشلت محاولة القبض عليه برغم وجود المرشدى على مسافة 20 مترا فقط فى مواجهه اللواء. وأكد اللواء قيام اللواء عبدالمعبود بالتحرك يوم 9 سبتمبر الماضى الساعة العاشرة مساء قبل يوم واحد من مقتله، عقب تلقيه مكالمة تليفونية من المرشدة صديقة المتهم «المرشدى» أخبرته خلالها بمعلومة أن المتهم سوف يقوم بمقابلتها داخل إحدى المزارع بطريق السويس الإسماعلية وهو ما دفع اللواء عبدالمعبود للتحرك فورا، بسبب إصراره الشديد على القبض على قاتل زميلة الرائد (نور الشاهد) ومضى اللواء يقول: خرج عبدالمعبود من مكتبه بمديرية أمن السويس، وبصحبته أحد ضباط المباحث، الذى كان تعمل لديه المرشدة، دون أن يقوما بإعداد أى قوات مساندة، وقام الاثنان بالتوجه إلى المزرعة المتفق عليها، ولم يلتفت مدير مباحث السويس إلى أنه لا يعلم وجه المتهم أحمد عيد المرشدى سوى عقب دخوله إلى المزرعة، وقام على الفور بالاتصال بالرائد أحمد البهى رئيس مباحث قسم عتاقة، وطلب منه إحضار صورة المتهم، ليتم التعرف عليه حتى لا يتم القبض على شخص بطريق الخطأ. وأكد اللواء أن عملية نقل الصورة المطلوبة من قسم «عتاقة» إلى المزرعة بطريق الاسماعيلية، قد استغرقت ما يزيد على 30 دقيقة، وهو الوقت الذى قام خلاله المتهم المرشدى بالخروج من داخل المزرعة عقب انتظاره للمرشدة صديقته لفترة طويلة، وبوصول الصورة إلى اللواء عبدالمعبود اكتشف أن المتهم المطلوب كان على مسافة 20 مترا فقط وفى قبضة يده، ولكنة لم يستطع التعرف عليه. وأكد اللواء أن الإصرار الشديد جدا من جانب مدير المباحث الجنائية للقبض على المرشدى كان له عدة أسباب فى مقدمتها أنه يريد أن ينجح فى ما لم يوفق خلاله سابقه، والقبض على المتهم الذى قتل أحد ضباط الشرطة، كما أنه أراد أن يبدأ عمله داخل موقعه الجديد كمدير للمباحث الجنائية بالسويس، والذى تسلمه منذ ثلاثة أشهر فقط بالقيام بحملات اعتقال أباطرة المخدرات، حيث نجح فى القبض على 15 من أكبر تجار المخدرات، بجانب مجهوداته الكبيرة فى منع انتشار المخدرات التى كانت تنتشر بصورة غير طبيعية بالسويس، حتى إنها أصبحت أشبه بمخزن لتجار المخدرات بجنوب سيناء. وأوضح القيادة الأمنية، أن اللواء إبراهيم عبدالمعبود كان له وجهه نظر أنه لا يصح إطلاقا أن يظل أى قيادة أمنية، وبخاصة بالمباحث حبيس مكتبه المكيف فقط، وأن عمله الحقيقى هو النزول إلى الشارع، ومواجهه المجرمين، وخاصة تجار المخدرات، حتى لا تفقد وزارة الداخلية هيبتها وتعود للسيطرة من جديد على هؤلاء الأشقياء. ومن جهة أخرى، أمر أحمد عبدالحليم رئيس النيابة الكلية بالسويس بتسلم جثة المتهم القتيل أحمد عيد المرشدى، وإيداعها مشرحة مستشفى السويس العام عقب نقلها من محافظة الاسماعلية ليتم مناظرة الجثة عن طريق نيابة الأربعين ومضاهاتها بالتقرير الوارد من نيابة الاسماعلية. كما أكدت تحقيقات نيابة الأربعين بإشراف المحامى العام أحمد محمود أن مهمة القبض على المتهم التى قام بها اللواء إبراهيم عبدالمعبود وقتل خلالها لم تكن من تلقاء نفسه، ولكن وهو ما تم إثباته أنه قام باستصدار أمر من النيابة العامة بالقبض على المتهم أحمد عيد المرشدى، فى الوقت نفسه قررت النيابة تجديد حبس المتهم الثالث أحمد حمدان سلمان 15 يوما على ذمة التحقيقات.