أعلن رستم باكايا المسئول عن إدارة الأزمة في وزارة الصحة الأندونيسية أن محلصة الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية يوم الأربعاء قد ترتفع إلى أكثر من ألف قتيل. وأعلنت وزارة الشئون الاجتماعية الإندونيسية صباح الخميس أن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 464 قتيلا على الأقل من ست مناطق في جزيرة سومطرة. إلا أن باكايا قال : "قد يكون هناك أكثر من ألف قتيل ، لأن عددا كبيرا من المباني والمنازل أصيب بأضرار في مدينة بادانج ومحيطها". يأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه عمليات البحث عن الضحايا صعوبات بسبب الظلام وانقطاع الخطوط الهاتفية في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 6,7 درجات على مقياس ريختر. وأعلنت السلطات الأندونيسية إرسال مساعدات وأطباء وأدوية وخيم ومواد غذائية إلى بادانج ، وهي المدينة الأكثر تضررا ، والتي يقطنها نحو مليون شخص ، وتبعد 800 كيلومتر من العاصمة الإندونيسية جاكرتا. في الوقت نفسه ، خلف الزلزال وموجات المد البحري المدمرة "تسونامي" اللذان ضربا جزر ساموا مشاهد ذعر وفوضى نقلت تفاصيلها وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها ، بداية من السيارات المقلوبة ، ومرورا بالأشجار المقتلعة من جذورها ، ونهاية بالمباني التي اكتسحتها الأمواج الهائلة. وقال ديفيد فايفي المسئول في قطاع السياحة في ساموا الأمريكية لمحطة التليفزيون الأسترالية "سكاي نيوز" : "نهضنا بسرعة البرق وهربنا بالسيارة لنقع في ازدحام مرور خانق , كان هناك عناصر شرطة يطلبون من السكان التوجه إلى المرتفعات". وكان السائحون الأجانب وسكان هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهاديء قد استيقظوا في الصباح الباكر من يوم الثلاثاء على وقع زلزال بقوة ثماني درجات تسبب في مد بحري "تسونامي " بلغ ارتفاع أمواجه أمتارا عديدة. وأودت الكارثة بحياة 69 شخصا على الأقل في ساموا وستة أخرين في أرخبيل تونجا المجاور بحسب حصيلة لا تزال موقتة. وفي الجبال أخذ شبان يقرعون على قوارير الغاز لتنبيه السكان وإقناعهم بالهرب على وجه السرعة قبل وصول الأمواج. وغمرت المياه باجو باجو عاصمة ساموا الأمريكية وألحقت خرابا بمصنع كبير لحفظ الأسماك , كما أصبحت الطريق المؤدية إلى المطار مقطوعة وحُرم القسم الأكبر من الأرخبيل من التيار الكهربائي. وقال فايفي : "عمال مصنع حفظ الأسماك قالوا إنه كان أمامهم فقط ثلاث دقائق للهرب قبل وصول المياه". وشرحت سائحة أجنبية كيف هربت من غرفتها على الشاطيء في المنطقة التي تعتبر من أبرز المعالم السياحية والأكثر نكبة بالكارثة ، حيث قالت : "أمواج هائلة وصلت وركضنا باتجاه سيارتنا , حاولنا فتح الباب لكن الأمواج وصلت بسرعة , وفي نهاية المطاف انفتح الباب لكن المياه كانت قد غمرتنا". وقال كين مارينر المقيم قرب ابيا عاصمة ساموا - الأرخبيل المجاور والمستقل الذي يعيش فيه 219 ألف نسمة - إن نحو 1500 شخص تجمعوا بالقرب من منزله في مركز للإجلاء. وقال لشبكة "آي. بي. سي." الأسترالية : "إنه أمر مخيف كنا في المنزل وسمعنا أصوات ارتطام إطارات الصور وأغراض أخرى بالأرض بعد أن سقطت من السقف والجدران". وعبر رئيس وزراء ساموا تويلايبا سايليلي ماليليجاوي عن "صدمته الشديدة" مضيفا أن الكثير من الناس "اختفوا"!