في 12 ديسمبر 2015 تم توقيع أول اتفاق عالمي بشأن المناخ "اتفاق باريس للمناخ" (Accord de Paris) عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأممالمتحدة 21 للتغير المناخي في باريس، لبذل كل الجهود الممكنة من دول العالم للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وعلى الرغم من اعتراف الدول بأهمية خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى إلا أن الواقع يشير إلى أن الكرة الأرضية تزداد التهاباً، حيث سُجل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بالعديد من مناطق العالم هذا العام. 2018 العام الأكثر سخونة بحلول عام 2018 بثت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فيديو على موقع "يوتيوب" عن الاحتباس الحرارى وتطور درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية منذ عام 1880 وحتى ديسمبر 2017 ، ليؤكد أن عام 2017 احتلت المركز الثانى فى السنوات الأكثر حرارة، حيث سجلت درجات الحرارة تغيرات كبيرة على مر السنوات من شديد البرودة وشديد الحرارة مع احتباس كبير فى درجة الحرارة بعد منتصف السبعينيات من القرن الماضى. وجاء العام الجاري ليسجل أرقاماً قياسية جديدة في مختلف دول العالم.. إذ شهدت ألمانيا أمس الثلاثاء أقصي درجة حرارة هذا العام 39 درجة مئوية "بحسب هيئة الأرصاد الألمانية"، وسجلت مدينة "مذرويل" أعلى درجة حرارة على الإطلاق فى اسكتلندا 33.2 درجة مئوية. وشهدت البلدان العربية ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة في 2018 فسجلت مدينة قريات الساحلية في عمان، أعلى درجة حرارة صغرى يتم تسجيلها في العالم يوم 26 يونيو الماضي، هي 42.6 درجات "وفق موسوعة جينيس". وسجلت مدينة العمارة العراقية في محافظة ميسان أعلى درجات الحرارة في العالم، خلال يوليو الماضي، التي بلغت 51 درجة مئوية، تشاركها بنفس الدرجة كل من منطقة مطربة في الكويت والعمادية في إيران. موجات الحر والوفيات والعمل وحذرت الكثير من الدراسات من ارتفاع نسبة الوفيات بارتفاع درجات الحرارة ، فحذرت لجنة التدقيق البيئي ببريطانيا من وفاة 7000 شخص كل عام بحلول 2050 إن لم تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة بسرعة. وأوضحت دراسة أسترالية نشرت في دورية "بلوس ميديسين" للعلوم، أمس الثلاثاء، أنه من المتوقع أن ترتفع الوفيات بنسبة تصل إلى 2000% في بعض أنحاء العالم بحلول عام 2080 . بحسب صحيفة "مونتريال جازيت" الكندية، تردي المناخ في إقليم الكيبك بكندا أدى إلى وفاة 54 شخص في يوليو الماضي. ولأول مرة في تاريخ الجزائر أعلنت وزارة العمل الجزائرية تغيير مواعيد العمل في المرافق والمؤسسات الخدمية بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، ليبدأ في السادسة صباحا وينتهي في الواحدة ظهرا، لتجنب تعرض الموظفين للحرارة المرتفعة وتقليص استهلاك الكهرباء. حيث خلصت دراسة جديدة إلى أن وظائف المخ قد تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة وتنخفض قدرة الإنسان على العمل بشكل كبير ، وقارن علماء أمريكيون الأداء الذهني لأربعة وأربعين طالبا في بدايات العشرين يعيشون في مساكن للطلبة مزودة وغير مزودة بأجهزة تكييف، وكانت النتيجة أن الطلبة الذين يقيمون في مساكن غير مزودة بأجهزة تكييف أسوأ من نتيجة المجموعة الأخرى في اختبارات تقيس خمسة معايير للقدرات الذهنية. هل يقتل الإنسان نفسه بسبب "الحر"؟ تحت درجات حرارة قياسية؛ أصبح خطر الموت من موجات الحر لا يواجه فقط كبار السن من مرضي القلب والجهاز التنفسي بل الشباب وصغار السن كذلك ممن لديهم ميول انتحارية. فأظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "نيتشر" الأمريكية، أن معدلات الانتحار ارتفعت بنسبة 0.7٪ في الولاياتالمتحدة و 2.1٪ في المكسيك بعد ارتفاع متوسط درجة الحرارة درجة واحدة مئوية شهريا. "حالات الانتحار بسبب الطقس السئ يعادل ارتفاع عدد حالات الانتحار في فترة الأزمات الاقتصادية الحادة أو التغيرات الاجتماعية القوية" ..بحسب العالم سلمون شيانغ المشارك في الدراسة من جامعة كاليفورنيا. وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات الانتحار بين 9000 و44000 حالة سنويا.