لم يتردد أحمد جمال الذى يعمل مسعفا بمرفق شمال سيناء فى مواصلة عمله بنقل أحد المجندين المصابين فى العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب بسيناء، حتى تعرض المسعف لطلقات نارية أصابته بجروح بالغة. يرقد أحمد جمال إبن الإسماعيلية داخل قسم العناية المركزة بمستشفى جامعة قناة السويس التخصصى غائباً عن الوعى، فالطلقات الغادرة أصابته فى الرأس واستقرت إحداها فى المخ، أفقدت الشاب قدرته على التواصل مع الحياة إلا من خلال نبضات قلبه، التى تراقبها أسرته باستمرار وتوحدت معها دعواتهم بالنجاة وتدخل العناية الإلهية في إنقاذه. يقول محمد جمال شقيق المصاب إن أحمد الذى لم يتعدى عمره السابعة والعشرين عاما انتقل للعمل من الإسماعيلية إلى سيناء منذ 4 سنوات، أملا فى توفير ما تقتضيه المعيشة من دخل أعلى يمكنه من سداد متطلباته المستقبلية فى حياة مستقرة، لم يكن خائفا من الملاحقات الإرهابية فى سيناء بل رأى أن واجبه المهنى يحتم عليه الوقوف مع الجيش والشرطة في القضاء على الإرهاب وتأدية دوره، وكان يردد دائما "أينما تكونوا يدرككم الموت " ليقنع والدته التى كان ترفض ذهابه لسيناء خوفا عليه، بأن الموت والشهادة فى سبيل الله والعمل وسام لا يمنح إلا لمن يستحقه. ويضيف شقيقه منذ أيام كان أحمد على موعد مع القدر عندما تلقى إشارة بإصابة مجند وفور رفع الحالة من الموقع وخلال توجهه للمستشفى وعلى بعد كيلو ونصف تقريباً من نقطة التحرك تعرضت سيارة الإسعاف لهجوم إرهابى وأصيب سائق السيارة ومعه أحمد بطلقة فى المخ وأخرى بالكتف وشظايا فى الفك والعين اليسرى وانتقل لمستشفى العريش العام غائبا عن الوعي ثم نقل للمستشفى الجامعى بالإسماعيلية وأجريت له حراحة لاستئصال العين اليسرى ويرقد حاليا بالعناية المركزة وطالب شقيقه إرسال فريق طبي متخصص في جراحات المخ والأعصاب لمتابعة حالته، وطلب من الجميع رفع أياديهم بالدعاء لشقيقه عسى أن يكون عمله فى إنقاذ أرواح العديد من المصابين طريقا لشفائه وعودته لأسرته.