تمكنت البعثة الأثرية المصرية التابعة لوزارة الآثار والعاملة بتل آثار غزالة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية من العثور على دفنات آدمية وحيوانية. وأوضح الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، في تصريح اليوم الأربعاء، أن الدفنات أحداهما تخص كلب صيد يرجح أنه من فصيلة السلوقية، ويرجع إلى عصر ما قبل الأسرات "نقادة الثالثة" وكان من المعروف أن هذا النوع من كلاب الصيد لم تكن تقتنيها سوى فئة معينة من البشر والذين يتمتعون بقدر من الثراء، حيث صورت بعض هذه الكلاب على صلايات عصر ما قبل الأسرات والعصر العتيق وهي تطارد الغزلان. وأضاف أن الدفنة الآدمية فهي الأولى من نوعها التي يتم الكشف عنها بالجزء الغربي من التل، وهي ترجع لنفس عصر الدفنة الحيوانية "عصر ما قبل الأسرات نقادة الثالثة"، حيث وجد بها شخص في وضع القرفصاء وبجواره المتاع الجنائزي مكون من أواني من الألباستر والفخار، والدفنة عبارة عن حجرة واحدة مشيدة من الطوب اللبن، يعتقد أنها كانت تستغل كمنطقة صناعية خلال عصر نقادة الثانية "2B" وحتى عصر الأسرة الأولى. وأشار إلى العثور على العديد من أساسات المباني المشيدة من الطوب اللبن بالكوم الغربي للتل، موضحًا أن البعثة كشفت أيضا عن موقعين جديدين لتصنيع الجعة، يعدان إضافة للمواقع الخمس لصناعة الجعة في تل الغزالة والتي سبق وكشفت عنها البعثة البولندية التي تعمل بالموقع منذ عام 1998، لتلقي مزيد من الضوء على أهمية تل غزالة في تصنيع الجعة. وأكد أن تل غزالة يعد الموقع الوحيد بالوجه البحري الذي يتم العثور به على معامل لتصنيع الجعة ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، لافتا إلى أنه عثر أيضًا على مجموعة من الصلايات، والأدوات الحجرية المتمثلة في سكاكين مصنوعة من الظران "الزلط". يُذكر أن تل آثار غزالة والمعروف لدى السكان المحليين باسم تل الفرخة، من التلال الأثرية المهمة جدا بالوجه البحري الذي عثر فيها على كثير من أسرار تاريخ عصر ما قبل الأسرات بالوجه البحري، وعلاقته بحضارات ما قبل الأسرات في الوجه القبلي والوجه البحري، وعلاقاتها بحضارات الشرق الأدنى في عصر ما قبل الأسرات حيث كانت تقع على طريق التجارة مع فلسطين وقد كشف عن بعض الفخار المستورد منها.