دعا مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، اليوم، جميع أطراف النزاع فى سوريا لوضع حد للعنف المتفاقم فى محافظة درعا (جنوب غرب)، محذرا من كارثة، بحق المدنيين هناك على غرار ما حدث فى معركة الغوطة الشرقية. وقال الحسين فى بيان له: «أفادت التقارير بأن الآلاف هربوا من منازلهم، لكن الخطر بأن يؤدى تصعيد الاقتتال إلى محاصرة العديد من المدنيين، بين نيران قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة، ومجموعات المعارضة المسلحة وتنظيم داعش من جهة أخرى». وأضاف أن مقاتلى تنظيم داعش الذين يحاولون السيطرة على منطقة حوض اليرموك فى محافظة درعا لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وفقا لوكالة رويترز. وتابع أن بعض نقاط التفتيش التابعة للقوات الحكومية تتقاضى مئات الدولارات من المدنيين لتسمح لهم بالمرور، وناشد جميع الأطراف توفير ممر آمن لمن يرغبون فى النزوح. من جهته، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن أكثر من 120 ألفا فروا من ديارهم فى جنوب غرب سوريا منذ بدأت القوات الحكومية هجوما لاستعادة السيطرة على المنطقة الواقعة قرب الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل. وذكر المرصد أن عشرات الآلاف تجمعوا عند الحدود مع الأردن فيما فر آلاف آخرون صوب الحدود مع هضبة الجولان. وقال رامى عبدالرحمن مدير المرصد عبر الهاتف إن المدنيين فروا الآن من معظم الجزء الشرقى من محافظة درعا حيث تتقدم القوات الحكومية. وأضاف أن بعض السكان توجهوا لمناطق تحت سيطرة الحكومة. بدوره، أعلن وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى الحد الأقصى (1.3 مليون لاجئ)، الذى يمكن لبلاده استقباله، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة باتت تستطيع العمل داخل سوريا لحل الأزمة. وقال الصفدى فى مؤتمر صحفى عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إن الأردن يجرى اتصالات مستمرة لوقف القتال فى الجنوب السورى، مؤكدا أن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتأمين الدعم والإسناد لهم فى بلادهم أولوية، يعمل الأردن على تحقيقها من خلال اتصالاته مع مختلف الأطراف الفاعلة. وفى تل أبيب، قال وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينتز، فى مقابلة مع محطة «102 إف.إم» الإذاعية فى تل أبيب اليوم، إن «إسرائيل يجب أن تمنع دخول النازحين الفارين من القتال فى سوريا. فيما أعلن أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى إن الأخير جاهز لسيناريوهات متنوعة، بما فيها مواصلة تقديم الدعم الإنسانى للسوريين الفاريين داخل الأراضى السورية»، مشيرا إلى أنه «لن يسمح بعبورهم». وأضاف أدرعى أن «عملية خاصة، جرت الليلة (أمس) الماضية فى 4 مناطق لنقل مساعدات إنسانية مخصصة للسوريين الفاريين فى مخيمات بالجانب السورى من هضبة الجولان».