تقاعد «كينيدي» يمهد لسيطرة المحافظين على المحكمة العليا الأمريكية

• «ترامب» يسارع لاختيار مرشح لشغل المقعد.. والديمقراطيون يطالبون بالتأجيل لما بعد التجديد النصفي للكونجرس
أعلنت المحكمة الأمريكية العليا، أمس الأربعاء، عن تقاعد القاضي أنتوني كينيدي أحد القضاة الأكثر اعتدالا في المحكمة التي تضم 9 أعضاء، ما يمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة لاختيار شخصية محافظة لتحل محل كينيدي، وتعزيز التيار المحافظ داخل المحكمة.
وأوضحت المحكمة، في بيان، أن كينيدي، 81 عاما، سيتقاعد في نهاية يوليو المقبل. فيما قال كينيدي في خطاب استقالته: «لقد كان أعظم شرف وامتياز خدمة أمتنا في القضاء الفيدرالي لمدة 43 عاما، 30 عاما منها في المحكمة العليا».
وكان كينيدي قد تم تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في عام 1988، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
بدوره، قال الرئيس ترامب إنه علم بتقاعد كينيدي، في وقت سابق، عندما ذهب القاضي إلى البيت الأبيض لإبلاغه بقراره بالتقاعد، مضيفا أن عملية الاستبدال ستبدأ على الفور. «نأمل أن نختار شخصًا متميزًا تمامًا مثل كينيدي».
وأوضح ترامب أنه سيختار بديلا لكينيدي من قائمته الحالية التي تضم 25 مرشحاً محتملاً، وهي نفس القائمة التي استخدمها لاختيار نيل جورسوتش الذي عينه قبل أكثر من عام.
وكان لكينيدي خط تحرري قوي في قضايا الحقوق المدنية. وغالبا ما كان ينظر إليه على أنه الصوت الذى يمكن أن يرجح أيا من الكفتين على منصة القضاة المنقسمة بين الليبراليين والمحافظين.
يشار إلى أن المحكمة العليا تتكون من 9 قضاة يشغلون منصبهم مدى الحياة، ولا يسمح بتغيير رئيس المحكمة أو القضاة المعاونين إلا في حالة الوفاة أو التقاعد أو تقديم الاستقالة أو الإدانة.
ويجري تصويت في مجلس الشيوخ لتثبيت مرشح الرئيس لعضويتها.
من جانبه، ذكر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن المجلس سيصوت على المرشح الذي يختاره الرئيس لخلافة كينيدي في الخريف، بحسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية.
وأضاف «ماكونيل» أنه من الضروري النظر في ترشيح الرئيس بالعدل وليس استنادا على الهجمات الشخصية.
في المقابل، يطالب الأعضاء الديموقراطيون بتأخير التصويت لحين الانتهاء من انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، حتى يكون الكونجرس الجديد تشكل، وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر، إن تصويت الجمهوريين على مرشح الرئيس لخلافة كينيدي يعد «قمة النفاق».
وأضاف «شومر»: «ملايين المواطنين على بعد أشهر من اختيار أعضاء المجلس الجديد الذي سيكون عليه التصويت لتأكيد أو رفض أي مرشح يختاره الرئيس، وأصواتهم تستحق أن تُسمع».
من جانبها، حذرت نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب من أن خليفة كينيدي يمكن أن يغير من مسار العدالة الأمريكية بشكل جذري على مدار عقود من الزمان، مضيفة أن مستقبل ديموقراطيتنا في خطر، بحسب صحيفة «جادريان» البريطانية.
ووصفت الصحيفة إعلان تقاعد كنيدي ب«الزلزال السياسي»، الذي يمهد إلى معركة كبيرة بين الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب الذين يرغبون في تعيين قاض محافظ، وبين الديموقراطيين الذين يخشون من أن مرشح ترامب سيأخذ المحكمة باتجاه مسار محافظ لأجيال قادمة.
يشار إلى أن المحكمة العليا تتكون من 9 قضاة يشغلون منصبهم مدي الحياة، ولا يسمح بتغيير رئيس المحكمة أو القضاة المعاونين إلا في حالة الوفاة، أو التقاعد، أو تقديم الاستقالة أو الإدانة.