وقع اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم وثيقة لوقف "دائم لإطلاق النار" بين كل من رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت وخصمه رياك مشار بحضور رئيس السودان المشير عمر البشير بهدف وقف "دائم" لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 72 ساعة، ما يبعث الأمل بالتوصل إلى اتفاق سلام يضع نهاية للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. وقال الرئيس البشير إن اتفاق الخرطوم للسلام في دولة جنوب السودان هدية السودان لشعب الجنوب في كافة أنحاء العالم، وأعرب عن سعادة أهل السودان بهذا الاتفاق الذي تحقق عبر اللقاءات المباشرة بين كافة الاطراف بدولة الجنوب. من جهته عبر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن شكره وتقدير كل شعب بلاده لرئيس الجمهورية عمر البشير لما قدمه من مساعدات وجهد للوصول الى اتفاق بين الفرقاء، وأكد التزامه بكل ماتم التوقيع عليه من اجل تحقيق السلام و الاستقرار بدولة الجنوب. كما أكد رياك مشار زعيم المعارضة بدولة جنوب السودان أن شعب دولة الجنوب هو الاسعد بوقف إطلاق النارالذي سينهي الحرب بدولة الجنوب، مشيرا إلى أن الاتفاق سيعيد ملايين الاجئين الجنوبيين حول العالم إلى ديارهم. وكان كل كير ومشار قد التقيا الاثنين في الخرطوم في سياق جولة جديدة من المحادثات على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ 2013. وأعرب الزعيمان في الأيام الأخيرة عن أملهما في التوصل إلى اتفاق سلام. وتأتي المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في أديس أبابا انتهت دون تحقيق اختراق، بعد مهلة وضعتها الأممالمتحدة لأطراف النزاع تنتهي أواخر يونيو الجاري، للتوصل إلى "اتفاق سياسي قابل للاستمرار"مع التلويح بفرض عقوبات. وفيما يلي نص إعلان الخرطوم للاتفاق بين أطراف النزاع في جنوب السودان: وقد فُوِّضت القمة الطارئة الثانية والثلاثين للإيقاد حول جنوب السودان المنعقِدة في أديس أبابا بإثيوبيا في 21 يونيو 2018 الرئيس عمر البشير بتسهيل جولة ثانية من المباحثات المباشِرة بين فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت ود. رياك مشار تينج لتسوية القضايا العالقة في مسألتي الحكم والترتيبات الأمنية. كما فُوِّضت القمة ببحث الترتيبات اللاَّزِمة اتِّخاذها لإعادة تأهيل إقتصاد جمهورية جنوب السودان وذلك من خلال التعاون الثنائي بينها وبين جمهورية السودان. كما رعى الرئيس البشير محادثات مباشِرة بين الرئيس سلفاكير ميارديت و د.رياك مشار تينج أجريت في يومي 25 و 26 يونيو 2018م، وشهِد اللقاء الأول منها فخامة الرئيس يوري موسوفيني رئيس جمهورية يوغندا. كما اجري الرئيس عمر البشير في 26 يونيو 2018 جلسة مباحثات مع الأحزاب السياسية الأخرى في جمهورية جنوب السودان تم التطرُّق فيها لذات المسائل. كما بحثا وزيري النفط في جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان وفرقهما الفنية بشكلٍ مُكثَّف كافة مجالات التعاون الممكنة بين البلدين الشقيقين في مجال تأهيل القطاع النفطي بجمهورية جنوب السودان. وأقر كل من الرئيس سلفاكير ميارديت و د.رياك مشار تينج وجميع القادة الموقِّعين أدناه إعلان الاتفاق على ما يلي: 1. بموجب هذا يتم الإعلان عن وقف دائم لإطاق النار في كلِّ أنحاء جنوب السودان يدخل حيِّز النفاذ خلال 72 ساعة من توقيع هذا الإعلان على الاتفاق. يُنفَّذ وقف إطلاق النار وفقاً لما جاء في اتفاقية وقف العدائيات الموقَّعة في 21 ديسمبر 2017م، وفي غضون 72 ساعة من توقيع هذا الإعلان يُنهي الطرفان كل الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار بما في ذلك فضَّ الاشتباك، الفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضها، سحب القوات الصديقة من جميع مسارح العمليات، فتح المعابر للأغراض الإنسانية، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين. وتنطبق على كل الفقرات ذات الصِلة في اتفاقية فض النزاع في جنوب السودان ما لم يُتَّفَق على خِلافِها. وعلى الأطراف الاتفاق على آليات للمراقبة الذاتية، كما أنه يُرجَى من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد نشر القوات اللاَّزِمة لمراقبة وقف إطلاق النار المُتَّفق عليه. 2. يتم إتخاذ الترتيبات الأمنية اللاَّزِمة لجعل القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن ذات طابع قومي خالٍ من القَبَلية والنزعات العرقية، وتُتَّخذ كافة الإجراءات اللاَّزِمة لجمع الاسلحة من المواطنين في أنحاء البلاد كافَّة. 3. يتم إكمال الاتفاق على "مقترح التجسير المُعدَّل" بأسرع ما يُمكن وقبل أن تنتهي جولة مباحثات الخرطوم الجارية حالياً، بعد 90 يوماً من إكمال الاتفاق على "مقترح التجسير المُعدَّل" تبدأ فترة انتقالية مدتها 30 شهراً خلال الفترة الانتقالية يتم تقاسُم السُلطة وفقاً للصيغة التي يُتَّفَق عليه عند إقرار "مقترح التجسير المُعدَّل". وتُهيَّأ البلاد أثناء الفترة الانتقالية لانتخابات قومية تُجرى وفقاُ لما أُقِرَّ في اتفاقية فض النزاع في جنوب السودان. كما اتُّفِق كذلك على أن تكون الانتخابات مفتوحة لكل الأحزاب السياسية وأن تكون حُرَّةً ونزيهة. 4. يتم تكثيف المساعي اللاَّزِمة لتحسين البِنى التحتية والخدمات الأساسية في جمهورية جنوب السودان وخاصةً في القطاعات الاكثر ارتباطاً بمعاش المواطنين. ويُناشِد الطرفان المجتمع الدولي للمساعدة في هذا المجال. 5. تأمين حقول النفط في ولاية الوحدة (المربعات 1، 2 و 4) وتارجاث (مربع A5) هو مهمة مواطني جنوب السودان كافة. عند الضرورة، فإن حكومة جنوب السودان وعند مباشرتها لواجباتها الأمنية سوف تعمل مع حكومة السودان وبالتنسيق معها، وتتولَّى حكومة جنوب السودان بالتعاون مع حكومة السودان إعادة تأهيل حقول النفط المذكورة أعلاه وأي حقول أخرى يُتَّفق عليها، وذلك للعودة بالانتاج النفطي لمستوياته السابقة. كل المسائل العالِقة المرتبِطة بالقطاع النفطي وخاصة تكلفة إعادة تأهيل الحقول تُقيَّم فنياً واقتصادياً بواسطة السلطات المختصة في جنوب السودان والسودان. ويحِق لكل طرف أن يستعين بطرف ثالث مختص فنياً ومحايِد وذلك ليُقيِّم التقديرات بحياد دون أن يؤثِّر ذلك على العمليات المشتركة. وتُعتبر هذه البيانات أساس لأي قرار سياسي يتخذه قادة البلدين الشقيقين. وتلتزم حكومة جنوب السودان باستخدام عوائد النفط لتحسين مستوى معاش مواطني جنوب السودان والتخفيف من الفقر والمعاناة. تم إبرام هذا الاتفاق وتوقيعه بالقصر الجمهوري بالخرطوم، السودان، في 27 يونيو 2018م.