تفاءلت بهدف التعادل الذى سجله عفروتو فى مرمى باراجواى، خاصة أن الفريق اللاتينى المنافس كان يلعب بعشرة لاعبين، وهى سلبية له وميزة لمنتخب مصر، فإذا بها تكون ميزة لباراجواى وسلبية للفريق المصرى، ولم يفعل عفروتو شيئا سوى الهدف لكن معلق شبكة راديو وتليفزيون العرب ظل يعبر عن إعجابه للمرة الثانية على التوالى بمسرحية محمد هنيدى، فأخذ يغنى ويشدو بأغنية عفروتو، ويتحدث عن العفريت الصغير دون أن يرى أشباح باراجواى السريعة والقوية والخفيفة؟! هزمنا منتخب باراجواى بهدف فى الوقت الضائع وهو يلعب بعشرة لاعبين، ولا أعرف سر تلك العشرة الطيبة التى أصبحت مفتاحا لفوز كثير من الفرق، لدرجة أنه عندما يصاب فريق بطرد لاعب، يقفز مشجعوه كما يهتف زملاء اللاعب المطرود فرحا بطرده؟! موقف المنتخب أصبح معقدا، وكنت أتحدث قبل المباراة مباشرة للإذاعة المصرية، وسئلت عن الحسابات فى المجموعة، فأجبت بأننا لن ندخل فى تلك المتاهة، لكننا دخلناها، واليوم سوف نحسب معنا كم ومعهم كم، وكيف سنكتب سيناريو التأهل، فيلعب فريقا باراجواى وترينداد معا ويخسرا، فيما يفوز منتخب مصر على إيطاليا؟! المهم إن كان هناك شىء أهم، نحن أصبحنا نمسك بالغيبيات، هكذا غائبون يلعبون بالغيب، فنتفاءل بوجه صحفى أو عضو مجلس إدارة اتحاد، ونتفاءل برئيس بعثة، ويتفاءل رئيس البعثة ببدلة كان يرتديها حين فزنا بكأس أفريقيا 2006 فيظل يرتديها حتى 2018 أملا فى التأهل للمونديال.. ولذلك لم أندهش حين قيل لى إن طبيبا نفسيا استعان به الجهاز الفنى لمنتخب الشباب، قرر أن يرفع من معنويات اللاعبين بلعب أغنية «ماشربتش من نيلها» التى يبدو أنها باتت نشيدا وطنيا للمنتخبات. والاستعانة بالأناشيد والأغانى فكرة قديمة استخدمها مدربون كبار من قبل ومنهم فيليب سكولارى مدرب البرازيل الذى استخدم الموسيقى الشعبية لبلاده لتحفيز لاعبيه فى مونديال كوريا واليابان كما فعل الأمر نفسه مع منتخب البرتغال كما أن الفرق الأفريقية ترفع من معنوياتها بعزف ألحان شعبية موروثة.. وقد نجحت خطة «ماشربتش من الأمازون» حين استخدمها سكولارى ففاز بكأس العالم، وفعل مثله حسن شحاتة، وقدم للفريق الوطنى الأول وجبة دسمة من أغنية شيرين «ماشربتش من نيلها» ففاز بكأس أفريقيا. لكن هذا لا يكون كل شىء طبعا.. فمع الموسيقى والأناشيد وقبلهما لعب شحاتة بأوراقه المضمونة فكانت هناك الخطط واللياقة البدنية، والمهارات الفردية والجماعية، وإلا سوف يصبح مدربو المنتخبات الوطنية من أشهر الملحنين، فنجد مدرب المنتخب الأول حلمى بكر ولمنتخب الشباب عمرو مصطفى.. ويصبح البطل فى التدريب هو الأغنية الشبابية وهو التعبير المستخدم منذ 30 عاما على وجوه مطربين يعدون الآن شبابا مصريا يانعا تحت الستين باعتبار أن مصر بلد العجايب يشيب فيها الناس بعد الثمانين وأحيانا لا يصيبهم الشيب..؟!