ترامب: سأزور بيونج يانج «يوما ما».. كيم: لقاؤنا مشهد من فيلم خيال علمى.. وترحيب دولى بنتائج قمة سنغافورة تعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، بعد مباحثات تاريخية، الثلاثاء، فى سنغافورة، بالعمل على نزع السلاح النووى بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، و«طى صفحة الماضى»، وذلك فى قمة مثلت تحولا كبيرا فى العلاقات بين بلدين تبادلا «حربا كلامية» خلال العام الماضى، كما أنها تطوى آخر فصول الحرب الباردة. وتصافح الزعيمان فى مستهل القمة غير المسبوقة بفندق كابيلا على جزيرة سنتوسا، قبل أن يجريا بعدها لقاء لنحو خمس ساعات، اختتم بتوقيع الرئيسين ترامب وكيم وثيقة مشتركة، مؤكدين أن قمتهما الأولى مضت على «نحو جيد». وبعد محادثات أولية شملت ترامب وكيم ومترجمين فقط، واستمرت قرابة 40 دقيقة، خرج الزعيمان وسارا جنبا إلى جنب فى الفندق قبل أن يدخلا مجددا قاعة الاجتماع حيث انضم إليهما كبار المسئولين. وبحسب ما نقلت وكالة رويترز، سمع كيم يقول لترامب من خلال مترجم «أعتقد أن العالم كله يتابع هذه اللحظة، الكثيرون فى العالم سيعتقدون أن هذا مشهد.. من فيلم خيال علمى». وأجرى المسئولان ووفديهما بعدها اجتماع عمل تلاه غداء، حيث حضر كيم برفقة مساعده كيم يونج شول الذى زار البيت الأبيض أخيرا، والعديد من المسئولين من الحزب الحاكم بينهم شقيقته كيم يو جونج. فيما انضم لترامب وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للأمن القومى جون بولتون وكبير موظفى البيت الأبيض جون كيلى. وعقب انتهاء المباحثات، وقع الرئيسان ترامب وكيم على وثيقة مشتركة، تضمنت التزاما من بيونج يانج بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مقابل تعهد واشنطن بتقديم ضمانات أمنية لغريمتها السابقة بيونج يانج. وحسب وسائل إعلام أمريكية، بينها وكالة «أسوشيتد برس»، احتوت الوثيقة على 4 بنود رئيسية؛ نص أولها على أنه «تلتزم الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية بتطبيع العلاقات وفق إرادة شعبى البلدين بالسلام والازدهار». وجاء فى نص البند الثانى «تتعاون الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية نحو إقامة نظام سلام طويل الأمد فى شبه الجزيرة الكورية»، بينما تضمن البند الثالث «تأكيدا على التزام كوريا الشمالية بإعلان بامنجونم، الصادر عن قمة الكوريتين، فى 27 إبريل الماضى بنزع كامل للأسلحة النووية فى شبه الجزيرة الكورية». أما البند الرابع فجاء فيه إن «الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية تلتزمان بإعادة رفاة قتلى وأسرى الحروب، وإعادة جثامين أولئك الذين تم تحديد هوياتهم إلى بلدهم فورا». وبخلاف البنود الأربعة، تنص الوثيقة، أيضا، على أن تعقد واشنطنوبيونج يانج مفاوضات تكميلية فى أقرب وقت ممكن لتنفيذ نتائج القمة بين ترامب وكيم، دون ذكر تاريخ محدد لذلك. كما ورد فيها تعهدا من الرئيس ترامب ب«تقديم ضمانات أمنية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». وفى مؤتمره الصحفى، بعد انتهاء المباحثات، قال الرئيس ترامب، إن الزعيم الكورى الشمالى قطع «التزاما جازما» بنزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية لكن العقوبات على بيونج يانج ستظل سارية لحين الانتهاء من قضية السلاح النووى. ملمحا إلى أن ترسانة الأسلحة النووية الكورية الشمالية «كبيرة جدا»، وتوقع أن عملية نزعها ستحدث «سريعا». وأوضح ترامب، أن الزعيمين «مستعدان لبدء تاريخ جديد وكتابة فصل جديد بين البلدين». مشيرا إلى إمكانية استضافة الزعيم الكورى الشمالى فى البيت الأبيض، وعزمه زيارة بيونج يانج «يوما ما». مضيفا أن كيم أخبره بأن موقعا كوريا شماليا لاختبار الصواريخ «سيدمر قريبا جدا». كما أكد ترامب أنه سيوقف المناورات الحربية مع كوريا الجنوبية والتى تستهدف الجارة الشمالية. ووصف ترامب كيم بأنه «ذكى جدا.. وجدير بالاحترام ومفاوض صعب للغاية». وتابع «إنه رجل موهوب جدا ويحب بلاده بشدة». كما شدد الرئيس الأمريكى على أن بلاده «لم تتنازل على أى شىء غير إننى وافقت على اللقاء». وأوضح ترامب بعد ذلك أنه تلقى مقابل اللقاء تعهدا من كيم بنزع السلاح النووى والإفراج عن ثلاث رهائن أمريكيين والتوقف لمدة سبعة أشهر عن إجراء الاختبارات الصاروخية والنووية. وقبل توقيع ما وصفها ترامب بأنها وثيقة «شاملة»، قال كيم إن الزعيمين عقدا اجتماعا تاريخيا وقررا تجاوز الماضى. وتابع «العالم سيشهد تغييرا كبيرا». وقال ترامب إنه كون «علاقة جيدة» مع كيم وإن العلاقة مع كوريا الشمالية ستصبح مختلفة جدا. وأضاف «سيندهش الناس للغاية وسيسعدون وسنتعامل مع مشكلة خطيرة جدا فى العالم». وخلال جولة فى حدائق الفندق الذى استضاف القمة فى سنغافورة قال ترامب إن الاجتماع سار «بشكل أفضل من توقعات الجميع». وكان كيم يقف إلى جواره صامتا، ولم يستجب لتساؤل بشأن نزع السلاح النووى وجهه الصحفيين إليه ثلاث مرات. إلا أنه وصف القمة فى وقت سابق بأنها «مقدمة جيدة للسلام». ودوليا، اعتبرت الصين حليفة الشمال أن القمة هى بداية «تاريخ جديد» ودعت إلى «نزع الأسلحة الكيماوية» بشكل تام من شبه الجزيرة الكورية. وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين وعضو مجلس الدولة الصينى وانج يى للصحفيين فى بكين «فى الوقت ذاته، هناك حاجة إلى آلية سلام لشبه الجزيرة الكورية لتبديد المخاوف الأمنية الكورية الشمالية المنطقية». فى موسكو، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الاتحاد الروسى، يفجينى سيريبرينيكوف، الثلاثاء، أن روسيا قادرة على مساعدة كوريا الشمالية وتقديم التقنيات لها لتدمير أسلحتها، مشيرا إلى أن «روسيا تملك الخبرة الضرورية لتدمير العديد من أنواع الأسلحة، بينها النووية والكيمياوية». من جانبه، رحب رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى بالبيان المشترك الذى وقعه ترامب وكيم، واصفا إياه بأنه خطوة أولى نحو حل شامل ونزع السلاح النووى لكوريا الشمالية. بحسب وكالة «رويترز». وفى كوالالمبور، قال رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد إن «بلاده ستعيد فتح سفارتها فى بيونج يانج فيما يشير إلى نهاية خلاف دبلوماسى بسبب اغتيال أخ غير شقيق لزعيم كوريا الشمالية فى كوالالمبور العام الماضى». بحسب ما نقلت صحيفة «نيكى اشيان ريفيو»، الماليزية.