محام في العقد السادس من عمره، درس القانون في جامعة «فلورنسا» بإيطاليا ولديه عشرات المؤلفات العلمية في مجال القانون، عُرف عنه عدم اهتمامه بالسياسة، لكن القدر لعب دوره ووضعه تحت الأنظار إلى أن تم تكليفه، أمس، بتشكيل حكومة إيطالية جديدة خلفا لباولو جينتلوني، إنه رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي. ولد «كونتي»، عام 1964 في قرية فولتارا أبولا، في المنطقة الجنوبية من بوليا، وهي منطقة ريفية، حصل على درجة في القانون من جامعة «لا سابينزا» في روما 1988، وفي عام 2000 حصل على درجة أستاذ مشارك في القانون الخاص، وفي عام 2002 حصل على درجة أستاذ عادي في القانون الخاص، وعلى الرغم من أنه يعمل في العاصمة روما «حيث يملك شركة محاماة كبيرة»، فإنه يتردد باستمرار على مقاطعة فوجيا، جنوبي إيطاليا، بحسب صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية. كما أن «كونتي»، عضوا في عدد من الجمعيات القانونية والحقوقية بإيطاليا، فهو عضو في مجموعة العقود الأوروبية ومجموعة العدالة الاجتماعية، ومجلس أمناء جامعة جون كابوت، كما أنه عضو الأكاديمية الدولية للقانون التجاري والمستهلك وكذلك اللجنة العلمية لمجلة «القانون والتدريب "دورية علمية نصف شهرية"». ويعد «كونتي»، قريبا من حركة «خمس نجوم» الإيطالية اليمينية المتطرفة، ورئيسها لويجي دي مايو، حيث يتفقان في العديد من المواقف السياسية، فكلاهما ينتقد بشدة توجهات الاتحاد الأوروبي المالية والسياسية وما يتعلق باستخدامات اليورو. وقبل الإعلان عن تكليف «كونتي»، رئيسا لوزراء إيطاليا، قال «دي مايو» للصحفيين: «إن الاسم الذي قدمناه لرئيس الجمهورية هو جوزيبي كونتي، وبجانب أنه شخصية محترفة جدا، فهو يأتي من ريف هذا البلد»، لكن المخاوف أثيرت بشأن مصداقية «كونتي، إذ يعتبره كثير من السياسيين ذا خبرة سياسية ضئيلة لا تؤهله للنهوض بحالة التعثر الاقتصادي التي تشهدها إيطاليا، حيث لم يجر انتخابه من قبل في أي منصب». وفي وقت سابق، أخبر «كونتي» وسائل الإعلام الإيطالية أنه تعود التصويت لصالح الأحزاب اليسارية قبل أن يغير وجهته السياسية، مضيفا: «أعتقد أن إيديولوجيات القرن العشرين لم تعد مناسبة في يومنا هذا».