قبل ثماني سنوات من إقامة بطولة كأس العالم في السويد 1958 ، كان الشعب البرازيلي يعيش أزمة حقيقية مع خسارة "السيلساو" نهائي كأس 1950 امام اوروجواي . الحزن غلف الجميع ، والكرنفالات الكروية خفت بريقها ، وعاش المهاجم الفذ اديمير وزملاءه في الظل ورفضوا الظهور خوفاً من بطش الجماهير الغاضبة . القميص الأبيض تقرر إبعاده للأبد عن الوان المنتخب البرازيلي ، وتم استبداله بالقميص الأصفر ، كما لم يفلح منتخب 1954 في تعويض الأخفاق فخرج من ربع نهائي البطولة الخامسة في سويسرا امام المجر في معركة برن . خلال تلك السنوات الثماني ، كان هناك لاعب شاب لازال في خطواته الأولى في عالم كرة القدم ، أنه اديسون ارانتيس دو ناسيمينتو المولود في ميناس جيراس في 23 اكتوبر 1940 . في نهائي كأس العالم 1950 ، كان اديسون بعمر العاشرة فقط ، شهد منتخب بلاده يخسر ويتبخر الحلم ، فبكى وبكى والداه كذلك حزناً ، لكن ملامسة كأس جول ريميه ظل حلم يداعبه . في سنوات قليلة نجح اللاعب الشاب في خطف الأنظار إليه ، تألق مع سانتوس وسجل 41 هدفاً في عامين ، وبعد أن كان يسمى "ديكو" وهو طفل أصبح أسمه بيليه حينما وصل لسن المراهقة ، ومن الغريب معرفة أنه لم يكن يحب ذلك الأسم لدرجة أنه لكم زميلاً له في المدرسة لأنه ناداه بأسم بيليه . حينما حلت كأس العالم 1958 ، أستدعى المدرب البرازيلي فينسنتي فيولا المراهق بيليه صاحب ال17 عاماً لقائمة المنتخب المسافر إلى السويد من أجل المشاركة في البطولة السادسة . القرعة أوقعت البرازيل في مجموعة ضمت إنجلترا والإتحاد السوفييتي والنمسا ، وبعد أن تصدر البرازيلين المجموعة تأهلو إلى ربع النهائي لمواجهة ويلز . كان دور ربع النهائي هو البداية الحقيقية لبيليه ، حيث قاد "السيلساو" للفوز على ويلز بهدف سجله هو ، وفي قبل النهائي تفنن في إذلال فرنسا فسجل هاتريك ليتأهل البرازيلين إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخهم . امام السويد كان العرض الأخير للسامبا البرازيلية الساحرة ، بيليه وفافا وماريو زاجالو ، ملعب "راسوندا ستاديوم" بستوكهولم استضاف المباراة النهائية بحضور 50 الف متفرج . تقدم السويدين سريعاً عن طريق ليدوهولم في الدقيقة 4 ، قبل أن يتعادل فافا في الدقيقة 9 ويسجل هدفاً ثانياً في الدقيقة 32 . نهاية الشوط الأول جاءت لصالح البرازيلين ، ولكن مهلاً دور بيليه لم يحن بعد . الدقيقة 55 يسجل بيليه أول اهدافه ، ثم يضيف زاجالو الهدف الرابع للبرازيل في الدقيقة 68 ثم يسجل بيليه أحد أفضل اهدافه في التاريخ وأحد أفضل الأهداف في تاريخ نهائي كأس العالم ، بعد أن رواغ المدافع الأول ورفع الكرة فوق رأس المدافع الثاني ليودعها في الشباك معلناً فوزالبرازيل بلقب كأس العالم 1958 ، وينفجر في البكاء فرحاً بعد نهاية المباراة . الرقم 10 الذي حمله بيليه في هذه البطولة وفي كامل مسيرته ، كانت إنطلاقته وحب الجميع له منذ ذلك الوقت ، حيث حمله كل النجوم المشار إليهم بالبنان وأصبح الرقم الشهير هو طموح أي لاعب في بداية مسيرته أن يصبح مثل بيليه .