- مأساة العازفين الموهوبين العيش في بلد تعشق الصوت وليس الموسيقى نظمت مكتبة الشروق بالمهندسين، مساء الأحد، حفل توقيع رواية «عازفة الكمان» للكاتب أسامة غريب، وبحضور نخبة من الكُتاب والمثقفين والشخصيات العامة. وأدار اللقاء الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، متحدثًا عن الرواية والمؤلف، واصفًا إياه بأنه من الكُتاب الذين يصعب تصنيفهم، بسبب إجادته لجميع أشكال الكتابة المختلفة، لافتًا إلى أن وظيفة الأدب الحقيقي هو مناقشة القضايا المحورية التي تهم المجتمع، ورواية «عازفة الكمان» تنتمي لهذا الأدب، فهي رواية تسلط الضوء على المصريين بهمومهم المختلفة وطريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى الغرب ونظرة الغرب لهم، وحلم الهجرة والحنين إلى الوطن الطارد لأبنائه. وقال الكاتب أسامة غريب، إن «عازفة الكمان» كانت في الأصل مجموعة قصصية، باسم «حكايات من نيويورك»، تدور حول حياة المصريين في الخارج، لكن عند كتابته آخر قصة بعنوان «عازفة الكمان»، وجد نفسه مدفوعًا بقوة ما تسكنه وجدنيًا إلى تحويلها لرواية، لكنه حرص على أن لا تكون طويلة، ولهذا لم يسمح لأبطاله بفرد مساحة أكبر لهم، وهو الأمر الذي التفت إليه الروائي الدكتور علاء الأسواني فحدثه مثنيًا عليه. وأضاف: «أردت في الرواية تناول حياة الفنانين الموهوبين المظلومين، الذين لم ينالو حظًا من الشهرة، ويعيشون حياة مأساوية، أقصى ما يتاح لهم فيها هو إقامه حفلة خاصة "يبسطوا صاحبها وضيوفه"، إلى جانب ما يعانوه من غطرسة أشباه الفنانين الذين يعزفون ورائهم»، لافتًا إلى أن هذا هو حظ الموسيقي الذي يعيش في بلد تعشق الصوت وليس الموسيقى، نافيًا ما تردد من أن بطلة الرواية هي مصر، كاشفًا عن قرب الانتهاء من روايته الجديدة في نهاية العام الجاري. ومن جانبها، أشادت الدكتورة نهى حماد، الناقد الأكاديمي والمدرس بالجامعة الأمريكية، بالرواية، موضحة أن الفكرة الأساسية التي تتناولها «عازفة الكمان» هي فكرة «الهدر الإنساني»، حيث قدمت جميع شخصياتها بشر مهدورين، فمنهم من أُغتيلت أحلامه أو أُهدرت كرامتهم، ومنهم من عانى اضطراب نفسي فرضه عليه المجتمع، ولافتة إلى أن الشخصيات برغم اختلافها الفكري والاجتماعي والبلد الذي يسكونه، إلا أن مصر كانت حاضرة دائمًا في الخلفية. وتابعت: «أسامة غريب روائي يحب شخصياته، ويكتبها بجمال إنساني، يجعل من الصعب على القارئ أن يكره أحدهم، وأن أهم ما يميز الرواية هو قدرته على سرد التفاصيل بعين كاميرا تلتقط المشاهد وتنقلها للقارئ، مشيرة إلى أن امتزاج الرواية بالكثير من أبيات الشعر التي انتقاها "غريب" جعلت القارئ أمام سؤال وجودي وهو، هل يقترن الحب بالألم؟ أم أنه وسيلة الإنسان للتصالح مع نفسه والزمن؟». وبدوره أشاد الكاتب الدكتور محمد المخزنجي بالرواية وبمؤلفها، مرجعًا نجاحه ككاتب إلى استقامته الفكرية التي تظهر في كل أعماله، سواء مقال أو أدب، ومشيرًا إلى أنه بعد قراءة المقال الأول ل«غريب»، عرف أنه أمام كاتب سردي، ومتطرقًا إلى بداية تعارفهم، حيث لم يكن أسامة غريب يقدم نفسه ككاتب بل مدير مكتب مصر للطيران، لكنه أحبه بسبب شخصيته المثقفة والحازمة والصريحة، والرحيمة.