114 عاما مرت على ميلاد رائد السيريالية فى الفن التشكيلى، الذى أسس لمدرسة جديدة تربط بين الجنون والعبقرية، إنه الرسام الأسباني "سلفادور دالي". نشأ دالي مدللا فى طفولته وهو ما كان له أثره على تهوره واعتداده برأيه إلى حد الغطرسة الشديدة، وله بعض المواقف المتطرفة مثل تعذيب هرّة حتى الموت، ودفع نفسه على السلالم وتعذيب نفسه أمام الآخرين وهى التصرفات التى كتب عنها فى مذكراته. رسم دالى مؤسس السيريالية أولى لوحاته فى سن 7 أعوام، ثم التحق فيما بعد بأكاديمية الفنون الجميلة في سان فيرناندو في مدريد، وكان يتميز بابتعاده عن زملائه فى الأكاديمية والعزلة أحيانا كثيرة والتوحد مع النفس. بعدها دأب دالي على ارتياد المقاهي الفنية والاشتراك في النقاشات الفكرية الجدلية حول الفن والأدب والنساء والجنس، وهو ما أدى لطرده من الأكاديمية ومُنع من متابعة الدروس فيها لمدة سنة، بسبب مدافعته بحدة عن أحد أساتذته اليساريين وهو ما أثار غضب الإدارة. اهتم دالي بمطالعة مؤلفات فلسفية مثل كتابات نيتشه، فولتير، كانت، وسبينوزا. وقد وجّه دالي اهتمامه الكامل إلى أعمال الفيلسوف ديكارت الذي استند إلى أفكاره في الرسم فيما بعد، وبعد قراءة نيتشه، أطال شاربه اقتداء به، هذا الشارب الذى تميز به وأضاف غموضا وسيريالية أكثر لمظهره، وظل محتفظاً به حتى موته. في أواخر الثلاثينات توجه إلى نيويورك وذاعت شهرته وبدأ ينخرط في عالم الأغنياء، ويقول عنه أصدقاءه أنه لجأ إلى أساليب ملتوية لتحقيق الشهرة مثل تأييده لحكم فرانكو في إسبانيا، ورسم لوحات تصور "هتلر" في أوضاع غريبة، فقررت جماعة السيرياليين طرده، فرد عليهم: "ليس بإمكانكم طردي، فالسريالية هي أنا". وفي عام 1984 وُجد دالي محترقا في غرفته، وأشيع أنها كانت محاولة انتحار، لكنه لم يمت وعاش خمس سنوات بعدها إلى ان توفى في 23 يناير 1989 تاركا حيرة وسيريالية أكبر فى فهم تفاصيل عالمه، ونفسية الإنسان بشكل عام.