103 عاما مرت على ميلاد المخرج وكاتب السيناريو صلاح أبو سيف الذي ولد في 10 مايو 1915، ومات عن عمر ناهز 81 عاما، قضاها مبدعا لأفلام عديدة حفرت له اسما في وجدان المصريين. رائد الواقعية في السينما المصرية، كما لُقب، كان يرى أن الواقعية هي كشف ما وراء الواقع، والنفاذ للأبعاد الأخرى في محاولة لتفكيك الظواهر اليومية ومعرفة بواعثها الاجتماعية والنفسية. عاش ابن محافظة بني سويف طفلا يتيما مع والدته التي عملت على تربيته بصرامة بعد وفاة والده، ولما اشتد عوده عمل بالصحافة الفنية ثم درس السينما والدراسات المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق. في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، بدأ بإخراج بعض المسرحيات وقابل المخرج "نيازي مصطفى" الذي دهش من ثقافة أبو سيف السينمائية، ووعده نيازى بالعمل فى استديو مصر وبالفعل بدأ أبو سيف العمل بالمونتاج ثم أصبح رئيسا لقسم المونتاج لمدة عشر سنوات. وفي عام 1939 عمل ابن محافظة بني سويف كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم "العزيمة" وهو الفيلم الذي صنفه النقاد كأول فيلم واقعي في السينما المصرية، واشترك أيضا في كتابة سيناريوهات جميع أفلامه فهو يرى أن السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم، وكان يريد أن يضمن أن ما كتبه السيناريست متفقا مع اللغة السينمائية التي ترى الأشياء في صور ومشاهد بشكل يمكن أن تغفله الكتابة العادية. وعلى مدار 50 عاما هي مجمل حياته الفنية قدم العديد من الأفلام التي وصلت إلى 40 فيلما نالت جوائز عديدة في الوطن العربي والعالم، كان أبرزها: "مغامرات عنتر وعبلة، الحب بهدلة، الأسطى حسن، ريا وسكينة، شباب امرأة، الوسادة الخالية، أنا حرة، لوعة الحب، لا تطفئ الشمس، لا وقت للحب، القاهرة 30، الزوجة الثانية، المواطن مصري". وفي أواخر سنواته اتجه أبوسيف إلى التخفيف من واقعية أفلامه متجها إلى الفانتازيا التي لا تخلو من إسقاطات على الواقع؛ فأبدع فيلمي "البداية، والسيد كاف".