فى مايو 1991 صدر العدد الأول من مجلة «الكتابة الأخرى» التى أشرف عليها مجموعة من أبناء الثمانينيات، منهم محررها العام هشام قشطة، ومعه حسن خضر، محمود الهندى، فتحى عبدالله، محمود قرنى، السماح عبدالله، والراحل حاتم عبدالعظيم، فى تجربة اعتبروها مكملة لتجربة الأدباء الذين أصدروا مجلات فى الستينيات، والسبعينيات، وإن اختلفت الهموم والقضايا، مثل جاليرى 68 وغيرها. وكان مؤسسو الكتابة الأخرى يتولون الإنفاق عليها، إلى جانب ما كان يباع منها، حيث كانت توزع فى الندوات الثقافية، ولم يكن سعرها محددا بل كان المثقفون يأخذ الواحد منهم المجلة، ويدفع ما يستطيعه، على سبيل الدعم، ولم تكن دورية، كانت تصدر كلما تيسرت الأمور، وعلى مدار تسعة أعوام صدر منها أربع وعشرون عددا، ثم توقفت فى عام 2000. وبعد تسع سنوات أخرى، قرر بعض القائمين القدامى على المجلة مؤخرا إعادة إصدارها، وانضمت إليهم مجموعة أخرى، فأصبحت هيئة التحرير الجديدة تتكون من: هشام قشطة، حسن خضر، مكاوى سعيد، محمد متولى، ياسر عبداللطيف، حمدى الجزار، خالد سرور مشرفا فنيا. يقول الشاعر حسن خضر: «عندما صدرت مجلة الكتابة الأخرى فى أوائل التسعينيات، خاضت معارك عنيفة، كانت أول معاركها قد اشتهرت ب«حرب الصفوة والحرافيش» أقصد المعركة التى قامت بعد مقال أحمد عبدالمعطى حجازى الذى كتبه فى بداية رئاسة تحريره لمجلة إبداع، مصنفا فيه الشعراء إلى «صفوة» و«حرافيش» وهو ما أصدرت ضده الكتابة الأخرى بيانا مهما فى افتتاحية عددها الأول كتبه هشام قشطة، بعنوان «الحرافيش يفعلون الكتابة»، ويكمل خضر: «كرست أيضا المجلة لقيم جديدة فى الإبداع، وكان فيها دائما ملفات خلافية، مثل ملف الصورة والسلطة، سلطة ولكن عسكرية، ضد الصهيونية وضد التطبيع، كما قدمت شعراء لأول مرة، وأعادت طبع مجلة جاليرى 68 فى محاولة لإنعاش ذاكرة الثقافة المصرية».