ثارت حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تراجع واعتذار المنتج مدحت العدل، عن إذاعة أغنية «شبعنا من التمثيل» للفنان فضل شاكر، في تتر مسلسل «لدينا أقوال أخرى»، المقرر عرضه فى شهر رمضان المقبل، للفنانة يسران بعد علمه باستمرار الخلافات بينه وبين القضاء اللبناني حتى الآن، قائلا: «تعاونا مع الفنان فضل شاكر بعد أن اعتقدنا أنه أنهى أزمته في لبنان، ولم نكن نعلم باستمرارها». الفنان اللبناني الذي بدأ حياته الفنية في عُمرِ 15عاما، لم يكن كافيا بالنسبة له غناء 11 ألبوما غنائيا و21 أغنية منفردة؛ حتى أن أعلن اعتزال الفن نهائيا في نهاية عام 2012؛ كون الغناء «حرام شرعا». قرار «شاكر» باعتزال الغناء جاء علنا، على قناة «الرحمة» الدينية، من منزله بمدينة صيدا، قائلا: «قرار اعتزالي بحمد الله جاء توبة إلى الله عزّ وجلّ، ونصرة لنبيّ الله والإسلام محمّد عليه الصلاة والسلام الذي قصّرنا في حقّه بصراحة»، مشيرا إلى أن قراره لم يكن وليد اللحظة بل منذ عدة سنوات. فقد ألمح الفنان اللبنانى مرات عديدة منذ عام 2009، إلى رغبته باعتزال الغناء؛ إذ كان يشكو من السمعة السيئة للوسط الفني ويهاجم زملائه بقسوة، إلا أنه لم يحدّد في ذلك الحين موعدا لاعتزاله، ولكن عودته من الحج في عام 2010 كانت فارقة؛ إذ أصبح يقبل بعدها عددًا أقل من العروض المقدمة له لإقامة الحفلات الغنائية. بدأ «شاكر» الانخراط المباشر والمعلن في السياسية، وتحديدا في مايو عام 2012، عندما طلب من الجماهير فى حفلته على هامش مهرجان موازين بالمغرب، أن تردد خلفه هتافات «الله يدمر بشار الأسد.. الله يأخذ بشار الأسد». ووصل انخراط «شاكر» لذروته بعدما خرج في التظاهرات التي نظمتها بعض المجموعات الدينية، وعلى رأسها مجموعة الشيخ أحمد الأسير؛ بهدف دعم المعارضة السورية فى يونيو عام 2013 بمنطقة «عبرا» في صيدا، والتي أسفرت أحداثها عن عشرات القتلى والمصابين من الطرفين. بعد أحداث «صيدا» انهالت الاحكام القضائية بحق «شاكر»، صدر أولها غيابيا بالإعدام في عام 2014، تلاه في 26 فبراير 2016 حكم بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، بجانب تجريده من حقوقه المدنية، على خلفية اتهامه ب«التهجم على دولة شقيقة خلال مقابلة صحافية أجراها في 2014 بمخيم عين الحلوة أدلى فيها بأقوال، تهدف وتؤدي إلى تعكير صلات لبنان بدولة عربية، وإثارة النعرات والمس بسمعة المؤسسة العسكرية». لم تتوقف الأحكام القضائية ضد «شاكر»؛ فقد أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمها، في قضية أحداث «عبرا»، وقضت في 28 سبتمبر 2017، بحبسه غيابيا 15 عاما وتجريده من الحقوق المدنية، وتغريمه 800 ألف ليرة لبنانية، كما قضت بالإعدام للشيخ أحمد الأسير، وشقيقه، بتهمة «الانتماء إلى تنظيم مسلح والقيام بأعمال إرهابية وقتال الجيش في عبرا». ورد «المطرب اللبناني» المعتزل في ذلك الوقت، على حكم سجنه، متسائلا عن الأحكام الصادرة بحق قضايا أخرى منها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري؟. واختتم «شاكر» تدويناته مستنكرا على حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، حكم حبسه، قائلا: «شكرا لعدالتكم». عودة الملقب ب«ملك الأحساس»، عن قرار اعتزاله الغناء، تمثّلت مؤخرا في إصداره أغنية «ليه الجرح» رفقة نجله؛ لتصبح من أكثر الأغنيات استماعا في تطبيق «أنغامي»، وذلك قبل أن تُعلن مجموعة «العدل جروب» تعاقدها مع «شاكر» لغناء تتر مسلسل «لدينا أقوال أخرى»، الذي تتولى إنتاجه، بعنوان «شبعنا من التمثيل»، لتحقق أكثر من 70 ألف مشاهدة بعد ساعات قليلة من نشرها في موقع «يوتيوب»، قبل أن تتراجع الشركة عن قرارها وتقرر وقف التعامل مع المطرب اللبناني الشهير. وقال منتج المسلسل، في مداخلة هاتفية ببرنامج «على مسؤوليتي»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، مع الإعلامي أحمد موسى، مساء الأربعاء، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة فور علمه باستمرار الأزمة بين «شاكر» والقضاء اللبناني واستياء الجمهور والجيش اللبناني؛ من غناء الفنان فضل شاكر لتتر المسلسل الرمضاني الجديد «لدينا أقوال أخرى»، متابعًا أن شركة العدل جروب قامت بإصدار بيان لتوضيح حقيقة الأزمة، والاعتذار للجمهور اللبناني والمصري، مؤكدًا أنه ضد التطرف والإرهاب ويقف مع الشعب والجيش اللبناني في حربه على الإرهاب. وتباينت ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على قرار شركة العدل جروب بمنع إذاعة اغنية «فضل شاكر» بين مؤيد ومعارض. البعض أيد القرار مرجعا السبب إلى أن «كل مخطئ يجب أن يحاسب»، بينما دعت المخرجة بتول عرفة، إلى قبول توبة شاكر ودعمه، قائلة: «كل الناس اللي بتهاجم رجوع فضل شاكر، سمعتوا عن حاجة اسمها العفو عند المقدرة، عايزينه يفضل في طريق غلط، للدرجة دي مش فاهمين يعنى إيه رحمة وتوبة، كل الدعم لفضل شاكر ولأي إنسان جواه استعداد للتوبة والرجوع للطريق الصحيح». ورفض أحمد الأشقر، مراسل قناة «روسيا اليوم»، إذاعة أغنية «شاكر» في مصر، واصفا إياها أنها بمثابة «استهداف للوعي المصري وإقناعه بقبول التعايش مع المتطرفين».