نتنياهو: طهران كذبت على العالم ولديها «خطة سرية» لامتلاك النووى.. وطهران: اتهامات كاذبة ومثيرة للسخرية واشنطن تدرس الملفات ب«عناية» وتحدد موقفها 12 مايو.. والاتحاد الأوروبى يقيِّم.. وبوتين: متمسكون بالاتفاق صعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الضغط على الولاياتالمتحدة للانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الموقع فى 2015، وذلك بعد عرضه فى وقت الذروة على التليفزيون الإسرائيلى ما وصفها بالأدلة على برنامج إيران السرى للأسلحة النووية. وهو ما لاقى انقساما غربيا بشأنه، بين تأييد للرواية الإسرائيلية، ودعوة أطراف أخرى الإبقاء على الاتفاق الموقع بين طهران والدول الغربية «مجموعة (5+1)». ومساء أمس، أعلن نتنياهو امتلاك «أدلة قطعية» على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها فى أى وقت لامتلاك القنبلة الذرية، وذلك قبل 12 يوما من إعلان منتظر من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يقرر فيه ما إذا كان يعتزم الحفاظ على هذا الاتفاق النووى الإيرانى أو الخروج منه. وعرض نتنياهو مباشرة أمام عدسات التليفزيونات الإسرائيلية «النسخ طبق الأصل» لعشرات آلاف الوثائق الإيرانية، مؤكدا «لقد كشفنا النقاب هذا المساء عن أحد أهم الإنجازات المخابراتية التى حققتها دولة إسرائيل بكشفنا عن الأرشيف السرى الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى». وقال نتنياهو إن «هذه المواد موجودة بحوزتنا منذ عدة أسابيع، تكشف عما يزيد عن 100 ألف وثيقة سرية تابعة للنظام الإيرانى. مضيفا أن هذه الوثائق المخزنة فى ملفات وعلى أقراص مدمجة، نقلت عام 2017 إلى موقع سرى ومترهل على ما يبدو فى طهران. وأكد نتنياهو أن المواد التى حصلت عليها إسرائيل «تشير بكل وضوح إلى العمليات التى بادرت إليها إيران بغية امتلاك الأسلحة النووية» مؤكدا أنها «تثبت أن إيران كذبت على العالم بشكل سافر كى تصادق الدول العظمى على الاتفاقية النووية معها». ونقل نتنياهو بصورة رئيسية تفاصيل متعلقة ببرنامج إيرانى قديم يعرف باسم «آماد» يهدف إلى إنتاج خمسة رؤوس نووية. وقال مستعينا بوثائق وخرائط نشرت على شاشة خلفه، أن بوسع إسرائيل أن «تثبت أن إيران تخزن سريا مواد من مشروع آماد لاستخدامها فى الوقت الذى تختاره وتطوير أسلحة نووية». وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وبينما نفى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف اتهامات نتنياهو وكتب فى تغريدة: «ليس من باب الصدفة أن توقيت هذه الادعاءات الكاذبة المستندة إلى معلومات مخابراتية (...) هو قبل أيام قليلة من 12 مايو» موعد إعلان ترامب موقفه من الاتفاق. ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أن مزاعم إسرائيل بأنها «مثيرة للسخرية وطفولية». ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى قوله «العرض الذى قدمه نتنياهو لعبة طفولية ومثيرة للسخرية». ودوليا، تصدرت الولاياتالمتحدة أكثر الدول الغربية، تأييدا للموقف الإسرائيلى، حيث ندد الرئيس ترامب بالاتفاق النووى الإيرانى «الفظيع» وقال خلال مؤتمر صحفى مع نظيره النيجيرى محمد بخارى فى البيت الأبيض إن «ما فعلته إسرائيل هو عين الصواب». موضحا أنه لا يستبعد إجراء مفاوضات جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووى للتوصل إلى اتفاق جديد. وشدد على أنه «سيتخذ القرار الصحيح بالنسبة للولايات المتحدة ولإسرائيل ولسلامة العالم». بحسب ما نقلته وكالة رويترز. وبعد تصريحات ترامب، أعلن البيت الأبيض، فى بيان له، أن الولاياتالمتحدة تدرس المعلومات التى كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلى ب«عناية». من جهته علق وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بالقول إن الوثائق «حقيقية» وغالبيتها جديدة بالنسبة إلى الخبراء الأمريكيين. وأضاف: «بوسعى أن أؤكد لكم أن هذه الوثائق حقيقية وأصلية وتوافق ما لدى الولاياتالمتحدة من معلومات»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. فى غضون ذلك، قال نتنياهو، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام عبرية اليوم، إنه سيتقاسم المعلومات التى بحوزته مع عدة بلدان غربية ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأفاد المتحدث باسمه أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذين يدافعون عن الاتفاق، وأنه ينوى أيضا إطلاع لندن وبكين على مضمون الوثائق. وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإن الأخير، اتفق مع ماكرون وميركل على أن يرسل خلال الأيام المقبلة «طواقم مهنية بغية مشاركة ألمانيا وفرنسا المعلومات المخابراتية المفصلة التى حصلت عليها إسرائيل». فى المقابل، أكد بوتين، تمسك موسكو بالاتفاق النووى، مطالبا جميع الأطراف بضرورة الالتزام بخطة العمل المشتركة بشأنه». وقال بيان للكرملين، نقلته قناة «روسيا اليوم»، أن بوتين أكد لنتنياهو، على «الأهمية القصوى لخطة العمل الخاصة بالبرنامج النووى الإيرانى، ودورها فى ضمان الاستقرار والأمن الدوليين». من جهتها، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية وللسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى الأمنية، فيدريكا موجرينى، إنه سيجرى تقييم خطاب نتنياهو، لافتة إلى أن هناك «منظمة دولية تراقب (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)». وأضافت موجرينى، أن إيران «امتثلت بشكل كامل» لالتزاماتها التى يقتضيها الاتفاق النووى المبرم معها. وتوصلت إيران ومجموعة دول (5+1)، التى تضم روسيا وبريطانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، فى 14 يوليو 2015، لاتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية. ووافقت طهران بموجب الاتفاق على تقييد برنامجها النووى، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج. وهناك خلاف حول الملف الإيرانى بين الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية؛ حيث هدد الرئيس ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووى بحلول 12 مايو الحالى فى حال أخفقت الدول الغربية فى تعديل «عيوبه الرهيبة»، فيما تدافع بعض الدول الأوروبية عن الاتفاق، وتقول إنها ملتزمة به.