في الصفوف الأولى من الحفل الشهري للفنان علي الحجار على مسرح ساقية الصاوي، الأربعاء الماضي، جلست طفلة صغيرة جذبت الأنظار وخطفت القلوب، كانت تردد كلمات الأغاني بالتزامن مع المطرب، وتتفاعل مع النغمات الإيقاعية. صِغر سن الطفلة وانطلاقها وسرعة بديهتها؛ كلها كانت أسباب دفعتنا للتواصل معها وسؤالها عن سبب حُبها ل«علي الحجار» وحفظها لأغنياته. تقول «رولا مصطفى» صاحبة السنوات التسع ل«الشروق»، إنها تحب علي الحجار وتحرص على حضور حفله الشهري بصحبة والدتها ووالدها اللذان نقلا لها حب الحجّار، مضيفة: «أنا حفظت أغلب الأغاني من كتر حضوري الحفلات، وأغلب الاغاني بفهمها لكن الصعب منها بحاول أفكر فيه وأفهم كلماته».
«عم بطاطا لذيذ ومعسّل عمره ما طاطى لغير الله.. لما الدنيا بتقسى يمثل إنه خلاص سلّم لقضاه»، لم يكن يعلم الشاعر جمال بخيت أن تلك الأغنية التي كتبها عام 1991 ستكون هي الأغنية المفضلة ل«رولا» التي ولدت عام 2009، وتقول: «أنا أكتر أغنية بحبها هي (عم بطاطا) وبحب كلماتها وموسيقتها جدًا». مثلما أبدت رولا إعجابها بأغنية «أبو الريش» من كلمات سيد حجاب وألحان وتوزيع الموسيقار ياسر عبدالرحمن والتي صدرت ضمن ألبوم تجيش نعيش عام 1992، واعتاد جمهور «الحجار» على سماعها في الحفلات الشهرية. «أنا بسمع العميد علي الحجار من وأنا في سنها» هكذا بدأت «إيمان» والدة الطفلة رولا حديثها معنا، موضحة: «أنا حريصة على اصطحاب أبنائي لحفل علي الحجار، وهو مطرب كل مراحل عمري، ومنذ كنت طفلة وأنا أعشق أعماله؛ لذلك لا أجد صعوبة في أن يسمعه الأطفال، ورولا تحبه وتحفظ أغنياته دون أي ضغوط مني». وتابعت والدة الطفلة، أن حفل الفنان علي الحجار يتسبب في حالة من الفرح والسعادة للعائلة، موضحة أنها تصطحب رولا ذات السنوات التسع، وشقيقتها ليلى صاحبة ال14 عاما، وشقيقهما الأكبر أيضًا. وأشارت إلى احتواء أغاني علي الحجار على رسائل أخلاقية ومبادئ تفيد المرء في حياته، مستشهدة بأغنيتي «مسألة مبدأ ومتمنعوش الصادقين» وغيرهما من الأغنيات التي تقدم رسائل إيجابية للمستمعين تواجه أي إسفاف فني انتشر مؤخرًا، وفقًا لقولها. تقول الأم في نهاية حديثها إن أغنية «الأحلام» الصادرة عان 1982 من تأليف جمال بخيت وألحان أحمد الحجار هي المفضلة لديها.. وتقول كلمات الأغنية: «قلبي يا قلبي يا أبو الأحلام.. حب الخير ما تقولش بكام.. وارجع للى بيخلق واللى بيرزق واللى عنيه ما تنام».. فهل ستتحقق أحلام الأم في فن يخلو من الإسفاف؟
