-العالم ينتج الأفكار المربحة ونحن نكتفى بمشاهدتها وشرائها.. عدم مواكبة المنظومة التكنولوجية ومنظومة الحياة اليومية وراء تأخر المصرى حدد العالم المصرى حاتم زغلول، مخترع تقنية «واى فاى»، التى أحدثت ثورة فى عالم الاتصالات والتكنولوجيا، أن الإفراط فى استخدام الإنترنت يسبب أضرارا نفسية وصحية، محددا سببين لتفوق العالم المصرى فى الخارج وتراجعه فى الداخل. وأضاف زغلول فى حواره ل«الشروق» أن مصر فى حاجة إلى العمل الجماعى لتصبح دولة رائدة عالميا فى المجالات التكنولوجية والعلمية، كاشفا عن تخطيطه لإنشاء مركز أبحاث، ومراكز تابعة له فى الجامعات المصرية، للتواصل مع العلماء فى هذه المجالات، بالإضافة إلى إجراء تجارب للوصول إلى الجيل السادس من تكنولوجيا الاتصالات 6G، ومحاولة انطلاقه من مصر. كيف جاءت فكرة اختراع الواى فاى.. ومتى؟ عند طلب شركة الاتصالات فى مدينة كالجارى فى كندا تعريف الجيل الثانى ليتماشى مع الهاتف، اخترعت أنا وزميلى الدكتور ميشيل فتوش GSM يعمل على تحسين الاتصالات الرقمية، وتم دراسة 6 تكنولوجيات، واقترحنا عليهم العمل بها مؤقتا، وإعلامهم أن هناك 6 تكنولوجيات غير جيدة فى ذلك الوقت، لأن جهاز GSM الذى اخترعناه عندما تم تطبيقه على هذه النظم وجدنا عيبا جذريا داخلها يقلل من عملها، بعدها اقترح ميشيل تقنية WFM، ودرستها وعدلتها إلى WOFDM_ MCDSSS، التى يعمل بها الواى فاى للأبد، وكان ذلك ما بين عام 1989 و1991، وتم تسجيله فى 27 مارس 1992 بكندا، و31 مارس فى الولاياتالمتحدة من العام نفسه. وما تقييمك لاستخدام هذه التقنية تحديدا فى مصر؟ نحن من الدول المستهلكة للإنترنت، فى حين أن العالم يقوم بعمليات إنتاج للأفكار المربحة، ونكتفى نحن بالمشاهدة وشرائها، فهناك سلبيات كبيرة نتيجة للاستخدام المفرط للإنترنت، من خلال قضاء معظم الوقت على مواقع التواصل الاجتماعى، مثل «فيسبوك» و«واتس أب»، ومتابعة قضايا وموضوعات غير هامة، فكثرة الإفراط فى استخدامه يسبب أضرارا نفسية وصحية. هل الشركات الكبرى استخدمت الاختراع من دون إذن مسبق.. وكيف تم التعامل معها؟ نعم، العديد من الشركات العالمية، مثل «سامسونج» و«نوكيا» و«سونى إريكسون» و«إنتل»، استخدمت الاختراع من دون الحصول على حق امتياز منا، وقاضينا هذه الشركات أمام المحاكم الأمريكية، فهناك شركات تصالحت معنا ودفعت أموالا، وخلال 4 سنوات تم الانتهاء من هذه المشكلة، ودفعت هذه الشركات أموالا كثيرة لنا، وصلت إلى 2 مليار دولار فى سابقة هى الأولى لأى اختراع فى العالم. ما أسباب نجاح المخترع المصرى فى الخارج وتأخره فى مصر؟ هناك سببان رئيسيان، أولهما أنه يجب أن يكون المخترع على علم بآخر شىء توقفت عنده هذه التكنولوجيا، ويعمل على التقدم عليه، وللأسف ليست لدينا الإمكانيات التى تؤهلنا لمعرفة ذلك، وثانيهما هو تأثر المخترع بالمنظومة الكاملة فى حياته اليومية، التى تؤثر على وقته، حتى يتمكن من العودة مرة أخرى للتفكير وصفاء الذهن، فذلك بمثابة عائق كبير، لأن إنتاجية المخترع المصرى قليلة جدا مقارنة بالمخترع فى الخارج، الذى لا ينشغل بأى شىء يحيط به سوى عمله ومواصلة التقدم فيه. وما تقييمك للبحث العلمى والتعليم فى مصر؟ البحث العلمى فى مصر متقدم، لكنه يفتقد إلى الارتباط بمدى تقدم التكنولوجيا، فهو ليس موجودا على جبهة التقدم العالمى، رغم أنه يوجد لدينا تفكير واختراعات كثيره وجيدة. وهناك أزمة فى التعليم بلا شك، نتيجة انحراف بعض المدرسين فى المراحل الأولى للتعليم، وعدم رغبة الشباب فى التعليم، وليس المشكلة فى النظام، ويجب استخدام الذكاء الصناعى للنهوض بالتعليم سريعا، وفى حالة تعاون الحكومة نستطيع أن نطور البحث العلمى والتعليم. وكيف نصبح أى دولة رائدة عالميا فى مجال الاتصالات؟ يجب أن يكون هناك نوع من التركيز، نحن لدينا شركات اتصالات وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، نستطيع من خلالها الوصول إلى الريادة العالمية، لكن نفتقد للتوجيه العام، والريادة أو القيادة الشخصية مثلى أو مثل العالم ميشيل فتوش، تقود المسيرة فى مجال الاتصالات، نتيجة للخبرة العالمية، وهذا ما ينقص مصر، وكذلك افتقادنا العمل الجماعى، فنحن لا نعمل على مساعدة بعضنا، بل نتنافس ونتنافر. وما هى خططك البحثية حاليا؟ أحاول من دون مساعدة مباشرة من الدولة تفعيل هذه الريادة فى مجال الاتصالات والكهرومغناطيسية، من خلال إنشاء مركز أبحاث، وعمل مراكز تابعة له فى الجامعات المصرية، للوصول إلى أكبر عدد من الباحثين والمخترعين، والتواصل مع العلماء فى هذه المجالات، لضمان تحقيق القيادة فى هذه المجالات، بالإضافة إلى إجراء التجارب للوصول إلى جيل جديد من تكنولوجيا الاتصالات ليكون الجيل السادس أو 6G، ومحاولة انطلاقها من مصر، ونحن قادرون على ذلك، لأن مصر تمتلك أقوى العلماء فى مجال الاتصالات عالميا، نستطيع عمل هذه المنظومة إذا أرادت الحكومة ذلك.