بعد نهاية معسكر المنتخب الوطني في سويسرا استعدادا لكأس العالم الصيف المقبل في روسيا، بمباراة بين أقدم وأعرق حضارتين في تاريخ البشرية الفراعنة وحضارة "سبارتا" اليونان حاليا، بفوز الأباطرة بهدف نظيف في مباراة شهدت إشراك الأرجنتيني المخضرم هيكتور كوبر لفريق أغلبه من الصف الثاني والنجوم الجديدة بقائمة المنتخب للوقوف على مدى الاستفادة من أحدهما في القائمة النهائية للمونديال. ولكن أتت المباراة بما لا تشتيه السفن فكان أداء المنتخب الوطني كارثي وسيء لحد بعيد ما ساهم في ظهور خافت لأغلب هؤلاء النجوم، ليكون شعار المنتخب السائد في الفترة القادمة لا صوت يعلو فوق صوت العناصر الأساسية ولا وقت للتجريب ثانية، خاصة مع خسارة أولى أمام البرتغال في الدقائق الاخيرة بعد خروج أهم العناصر الأساسية مثل محمد صلاح وعبدالله السعيد ودخول شيكابالا وحسام عاشور وعمرو وردة. ولذلك نعرض لكم قراءة ما بعد مباراة اليونان وانتهاء المعسكر الاعدادي الاول للفراعنة لمونديال روسيا، في السطور القادمة نبرز 4 ملامح اتضحت بعد مباراة اليونان سيتحدد على آثرها بشكل كبير معالم المنتخب الوطني في المونديال الكبير من قائمة وتشكيل وطريقة لعب وربما بدلاء أيضا، في الآتي: 1- لا نية للتغيير وضح جليا للعيان وبالصوت العالي أنه لا نية لأي تغيير في المنتخب الوطني خلال الفترة القادمة، التغيير يشمل هنا الفكر واللاعبين والأسلوب وكل شيء، فكوبر لن يكرر تجربة معسكر سويسرا تلك في القادم بتاتا، ويبدو أنه سيواصل العمل بنفس المنهجية التي يعمل بها منذ قدومه وبشكل أوضح حتى مباراة الكونغو التي صعدنا من خلالها لمونديال روسيا القادم، حسم الأمر وسنرى المنتخب في الفترة القادمة كما هو وسيستعيد شخصيته ما قبل معسكر روسيا او تحديدا ما قبل الدقيقة 80 من مباراة البرتغال عقب خروج محمد صلاح. 2- منتخب صلاح بلا شك الجملة التي تكررت كثيرا بالسنوات الماضية، أنه لا نجم يعلو على صلاح في المنتخب، وأن مصر منتخب صلاح، وهي جملة حقيقية وواقعية بكل معاني الكلمة، ولا تعيب المنتخب فشيء، فصلاح الآن هداف اقوى دوريات العالم وكل الفرق الأوروبية الكبرى تتمنى انضمامه لصفوفها بشكل ملح وكبير الآن، فلما لا يكون منتخب صلاح خاصة وأن التجربة أثبتت ذلك وأن الفراعنة بدونه يفقدون أكثر من نصف قوتهم، حتى ليفربول نفسه بدونه يفقد أكثر من ذلك وبه نخبة من ألمع نجوم العالم، وهناك منتخبات وفرق كثيرة لديها النجم الاوحد هذا ويعانون بغيابه مثل ميس في برشلونة والأرجنتيني ورونالدو في الريال والبرتغال وحتى نيمار في سان جيرمان والبرازيل، فلماذا ننزعج من تلك المقولة أن صلاح هو المنتخب هذا واقع وحقيقة لابد من تقبلها وهي ليست مسيئة ففكرة "وان مان شو" في كرة القدم قديمة ومنطقية منذ فترات بيليه ومارادونا مع البرازيل والأرجنتيني بل أنهما جلبوا كأس العالم لبلادهم بمفردهم فعليا. 3- الدوري غير الدولي بكل تأكيد ظهر بشكل واضح في مباراة اليونان بأن هناك نجوم كثيرة لامعة بالفترة الاخيرة في الدوري المصري وبعض الدوريات العربية كالسعودي والإماراتي والوجوه الجديدة التي انضمت للمرة الاولى بهذا المعسكر، تفتقد للخبرات الدولية ولهيبة القميص الوطني والمشاركة في الأحداث الكبيرة والمباريات من نوعية البرتغال أو أوروجواي في المونديال وبلجيكا وكولومبيا في المعسكر الأخير على سبيل المثل، ما يطلق عليه جملة "الدوري غير الدولي" وظهر على أدائهم الخوف تارة وعدم الانسجام تارة أخرى وعدم التطبع على طريقة لعب كوبر والانصهار سريعا في المجموعة. مما يصعب المأمورية عليهم كثيرا وعلى كوبر في ضم احدهم بشكل نهائي للقائمة الأخيرة للفراعنة في كأس العالم، فنجوم مثل حسين الشحات محمد مجدي أفشة ومحمد عواد من الجدد، وشيكابالا والمحمدي وكوكا وعمر جابر كانوا خارج المستوى المعروف والمنتظر لحدث بحجم المونديال وهو ما سيجعل كوبر في إعادة التفكير مليا قبل حسم القائمة النهائية المسافرة للمونديال. 4- كوبر المتحفظ الملمح الأخير الذي ظهر في معسكر سويسرا ويكشف عن أخر معالم الفراعنة في بلاد الثلج بالمونديال المنتظر، هو إمساك هيكتور كوبر على اللعب بنفس فلسفته التدريبية وهويته بالاعتماد على الدفاع المحكم والتحفظ ثم الانطلاق في الهجمات المرتدة لإحراز هدف معتمدا على سرعات ومهارة صلاح وبعده تريزيجيه والسعيد ومروان، فالجميع طالب كوبر ببعض من الحرية الهجومية والانفتاح أكثر في الامام وتقديم كورة ممتعة في المحفل العالمي، لمحو الصورة سيئة السمعة عن أسلوب ولعب مصر مؤخرا مع المستر الأرجنتيني، ولكن على ما يبدو أن الرجل لن يقبل تغيير ذلك الأمر خاصة بعد ما تلقينا هدفين في 4 دقائق أمام البرتغال. فوضحت المؤشرات بأن كوبر لن يغير من أسلوبه وطريقة لعبه في القادم قبل المونديال وفي البطولة نفسها برغم نجاح الطريقة والفكر في صعودنا للمونديال بعد غياب عقود، الا أن الأمر نفسه في كأس العالم سيكون مختلفا، ونأمل في تحقيق فوز أول لنا بالمحفل العالمي وتسجيل أهداف وليس هدف يتيم وحيد، ولكن بهذا المنوال ربما نعود بنتائج إيجابية تعادلات كثيرة او خسارة بأهداف قليلة وندرة في الأهداف وربما يحدث العكس فعلينا الانتظار والدعاء أن يتحرر كوبر من تحفظه قليلا أو أن يرزقنا المولى خيرا وفيضا.