يحتفل اليوم الأحد، النجم الإيفوارى المخضرم ديدييه دروجبا ، مهاجم تشيلسى الإنجليزي السابق بعيد ميلاده ال40، ويستعرض لكم "الشروق" أبرز اللحظات في تاريخ الأسطورة الإيفوارية الذي توج بدوري أبطال أوروبا مع فريق تشيلسي الإنجليزي وحصل على أفضل لاعب في إفريقيا مرتين. ولد دروجبا 11 مارس عام 1978، في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، وفي سن الخامسة من عمره أرسله والداه إلى فرنسا للعيش مع عمه، ميشيل جوبا أحد لاعبين كرة قدم المحترفين ولكنه سرعان ما عاد إلى أبيدجان بعد ثلاث سنوات، وكانت والدته حينها تطلق عليه لقب "تيتو"، نسبة إلى رئيس يوغوسلافيا التي أعجبت به "جوزيف تيتو". لم ينضم دروجبا في بداية مسيرته الكروية لأي مدرسة كرة أو فريق أو أكاديمية في طفولته، فقط كان يتدرب بشكل يومي في مراهقته، حيث ظهرت عليه علامات الموهبة في سن مبكرة مما دفع عمه ميشيل جوبا للاهتمام به، وبعد ان مرة بفترة كبيرة في العديد من الأندية الصغيرة، انضم لنادي دنكرك أحد الأندية المغمورة في فرنسا، وهناك لعب دروجبا في خط الدفاع الأمر الذي لم يعجب عمه، فحثه الأخير على تنمية مهاراته لإثبات قدرته على اللعب في الهجوم، لأنه يحلم بأن يصبح ابن اخيه الهداف التاريخي لمنتخب "الأفيال". وانتقل دروجبا في سن ال 15 عامًا، للعب في نادي "أبيفيل" كمهاجم ثم إلى توركوينج ، ورغم حاجة دروجبا في ذلك الوقت للمال فإنه رفض عرضا للانضمام إلى باريس سان جرمان مفضلا التروي ليتعلم أسرار اللعبة بحذافيرها، وبدأ حياته الكروية الاحترافية الحقيقية في ملاعب فرنسا مع لومان في الدرجة الفرنسية الثانية تحت قيادة المدرب مارك ويسترلوب الذي يعتبره دروجبا "الأب الروحي" له، حيث لعب مباراته الأولى في موسم 1998- 1999 ، لكن الأمر أصبح صعبا بالنسبة له ، فجلس على مقاعد الاحتياط كثيرا بعد أن أقيل ويسترلوب ، واستمر هناك حتى يناير 2002 وكان قد أحرز مع لومان 12 هدفا في 64 مباراة. ولم يشارك دروجبا كثيرا في مباريات جينجامب بدوري الدرجة الأولى الفرنسية في موسمه الأول، لكنه ترك انطباعا جيدا حيث سجل ثلاثة أهداف في 11 مباراة، فأعجب به مسؤولو النادي الفرنسي المتواضع وقرروا إعطاءه الفرصة الكاملة في موسم 2002/2003، وبالفعل لم يخيب دروجبا آمالهم واستطاع إحراز 17 هدفا في الدوري. وبعد انتهاء الموسم انهالت علي الفيل الأفواري العروض من أندية عديدة فرنسية ، فاختار الانتقال إلى مرسيليا في 2003 بعقد مدته 5 أعوام بقيمة 6.2 مليون دولار، لأنه يحلم بتحقيق الإنجاز الذي حققه الغاني عبيدي بيليه عام 1993 عندما قاد الفريق نفسه للفوز بكأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري، وبالفعل أصبح أبرز لاعبي الفريق بفضل موهبته. ويعد الأكبر بين أشقائه ال7 ، أحد اللاعبين الذين سطروا أسمائهم في الاندية التي لعبوا لها، وذلك بسبب المستوى الثابت الذي ظهر عليه اللاعب مع مرسيليا طوال الموسم، حيث نجح في دك الشباك 18 مرة، وقد اختير المهاجم الأسمر كأفضل لاعب في المسابقة. وبعد خوض دروجبا 53 مباراة مع مارسيليا مسجلا 31 هدفا وصنع آخر، انتقل ديديه إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي في 2004 مقابل 24 مليون جنيه إسترليني، واستمر مع الفريق اللندني حتى 2012، وشارك مع البلوز 381 مباراة سجل خلالها 164 هدفًا وصنع 86 آخرين، كما توج بالدوري الإنجليزي 4 مرات ومثلها لكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة 3 مرات، وبطولة الدرع الخيرية مرتين، وكان الحدث الأبرز التتويج بدوري أبطال أوروبا نسخة 2011-2012. وبعد التوهج في البلوز انتقل دروجبا إلى نادي شنغهاي الصيني موسم 2012 وشارك معهم في 11 مباراة مسجلا 8 أهداف وصنع 2 أخرى، لينتقل إلى جالاطا سراي التركي في موسم 2013، وشارك مع الفريق التركي 50 مباراة مسجلا 20 هدفًا وصنع 13 آخرين، وتوج معهم بالدوري التركي والكأس والسوبر. وفي موسم 2014 عاد دروجبا مرة أخرة لصفوف تشيلسي، ثم في 2015 انتقل للعب في الدوري الكندي وبالتحديد مونتريال ولعب معهم 41 مباراة مسجلا 23 هدفًا وصنع 7 آخرين، واستقر به الحال الآن في صفوف فينيكس رايزينج الأمريكي، وخاض معهم حتى هذه اللحظة 14 مباراة مسجلا 9 أهداف وصنع 3 آخرين. وعلى الصعد الدولي كانت أولى مشاركات الفيل الإيفواري في 8 سبتمبر لعام 2002، وخاض مع المنتخب 106 مبارات مسجلا 66 هدفًا ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب كوت ديفوار، إلا أنه رغم ذلك لم يتوج بأي لقب مع الأفيال، بعد اعتزاله دوليًا في أغسطس 2014، وتوج بعدها المنتخب الإيفواري بلقب كأس الأمم الإفريقية نسخة 2015. ونال الفيل ، جائزة أفضل لاعب في إفريقيا مرتين، الأولى كانت في عام 2006 ب79 صوتًا مقابل 76 صوتًا للكاميروني إيتو، و36 صوتًا للغاني مايكل إيسيان، وفي المرة الثانية بعام 2009 ب92 صوتًا مقابل 69 صوتًا لإيتو، و43 صوتًا لإيسيان. ويعود الفضل إلى دروجبا في لعب دور حيوي في إحلال السلام في بلده، وذلك بعد تأهل ساحل العاج لكأس العالم 2006، حين وجه نداء يائسا للمقاتلين، وطالبهم بإلقاء أسلحتهم، وهو نداء تم الرد عليه بوقف إطلاق النار بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية، وفي يناير 2007، تم تعيين "دروجبا" من قبل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (UNDP) كسفير للنوايا الحسنة. وفي سبتمبر 2011، انضم دروجبا إلى لجنة الحقيقة والمصالحة والحوار كممثل للمساعدة في إعادة السلام إلى وطنه الأم، وبعد تلك الخطوة اختير واحدا من 100 شخص الأكثر نفوذا العالم من مجلة التايم الأمريكية لعام 2010، واستمر العمل الخيري لدروجبا بعدما أعلن في 2009، أنه سيتبرع ب3 ملايين جنيه إسترليني مع بيبسي لبناء مستشفى في مسقط رأسه أبيدجان. وفي نوفمبر عام 2014، ظهر دروجبا ضمن حملة فيفا "ضد الإيبولا" المختارة من أفضل لاعبي العالم، بما في ذلك كريستيانو رونالدو، ونيمار وتشافي، تحت شعار "معا يمكننا التغلب على الإيبولا لزيادة الوعي بالمرض وسبل مكافحته.