• «حى غرب الإسكندرية» يؤكد: استمرار حملات إزالة العشوائيات والعقارات المخالفة المتعدية على الحرم الأثرى • الأهالى: «التنقيب والعقارات المخالفة» تسببا فى تصدع العديد من المنازل «اكتسبت شهرتها من كثرة زخارفها وتكوينها المعمارى، حيث تحتوى على 4 طوابق 3 منها تحت الأرض وآخر علوى، وتعد من أوضح الأمثلة على تداخل الفن الفرعونى بالفن الرومانى وأحد أروع نماذج العمارة الجنائزية القديمة»، هى مقابر كوم الشقافة التى حملت اسم المنطقة التى اكتشفت فيها فى سبتمبر من العام 1900 بحى مينا البصل بالإسكندرية. ومنذ اكتشاف المنطقة تحولت إلى مزار سياحى وبدأت وزارة الآثار فى أعمال الترميم التى لم تكتمل ما أدى إلى تدهور وضع الأثر إلى الأسوأ، بعد التعدى على حرمته وتحوله إلى ملتقى لمتعاطى المخدرات. وترجع تسمية المنطقة الأثرية «كوم الشقافة» التى كانت تشتهر بصناعة الأوانى الفخارية إلى كثرة البقايا الفخارية والكسارات المتراكمة بالمكان.. و«الشقافة» هو الاسم العربى الذى أطلق على المنطقة إحياء للاسم اليونانى القديم «لوكيوس كراميكوس» الذى عرفت به فى عهد الرومان. رئيس حى غرب الإسكندرية محمد عبدالوهاب يؤكد استمرار الحملات على المنطقة لإزالة العشوائيات باعتبارها منطقة جذب سياحى، لافتا إلى شن حملات أخرى بالتعاون مع مديرية الآثار لإزالة العقارات المخالفة المتعدية على الحرم الأثرى. من جهته، روى خبير الترميم سليم المهندس قصة المقابر وتاريخ الأسرة التى شيدتها كاشفا عن أن تلك المقبرة ترجع لعائلة ثرية، ثم استخدمت لدفن العديد من الأسر بعد أن تولى أمرها جماعة من «اللحامين»، وبدأت تلك الجماعة فى إضافة بعض الحجرات وحفر فتحات للدفن فى الجدران «صف واحد أو صفين يعلو كل منهما الآخر». وأضاف المهندس، «أن المقبرة تحتوى على تمثالين أمام غرفة الدفن وحولهما رواق ذو أعمدة محفور عليها نقوش»، لافتا إلى أن المقبرة تم نحتها فى الصخر تحت الأرض وتتميز بالنقوش البارزة الفريدة من نوعها من حيث التصميم الذى يمتزج فيه الفن المصرى واليونانى والرومانى، مشيرا إلى أنه مع مرور الوقت تحولت المقبرة إلى مدفن عام بعد أن عرف الأهالى بمكانها وأصبحوا يدفنون موتاهم بها. «الإهمال والعشوائية» من أهم المشكلات المزمنة التى تعانى منها منطقة كوم الشقافة الأثرية وفقا لما أفاد عدد من الأهالى ل«الشروق»، مؤكدين أنه على الرغم من الأهمية الأثرية للمنطقة إلا أن السمة الغالبة للمنطقة باتت انتشار البلطجية ومروجى المخدرات وسط ضعف التواجد الأمنى. ويضيف أحمد حسن صاحب محل خردوات بالمنطقة: أن المياه الجوفية تسببت أيضا فى تدهور حالة المقابر الأثرية. من جهته، أشار إسلام السيد طالب وأحد قاطنى المنطقة إلى أن التنقيب الأثرى أصبح هوسا لدى الكثير من الأهالى، الأمر الذى تسبب فى تصدع العديد من المنازل، مع تشييد العقارات الشاهقة المخالفة التى أصبحت تحيط بالمنطقة الأثرية وتتعدى على الحرم الأثرى. من جانبه، حدد باحث الترميم بوزارة الآثار ربيع راضى المخاطر التى تسببها المياه الجوفية على المنطقة الأثرية قائلا: إن مناسيب المياه الجوفية بالارتفاع والانخفاض يغير من مركبات الحجر الأثرى ويحوله فى النهاية إلى أجزاء ملح وبودر. وأضاف راضى، أن تعرض المقابر الأثرية إلى المياه الجوفية يتسبب مع مرور الزمن فى تحول الخواص الكيميائية والفيزيائية للمركبات الحجرية، كما يؤدى إلى تغيير فى النقوش وتلف فى الحجر الأثرى لارتفاع مستوى الملح يتسبب فى النهاية إلى انهيار الأثر. إلى ذلك لفت الباحث الأثرى سعد أبوالعلا إلى تشكيل لجنة أثرية لإعادة ترتيت القطع الأثرية داخل مقبرة كوم الشقافة برئاسة الدكتورة منى حجاج وإعادة تحويلها إلى متحف مفتوح بعد الانتهاء من أعمال الترميم.