اليوم.. ولي العهد السعودي في الكاتدرائية

كتب حاتم جمال الدين وأحمد بدراوى وأميرة محمدين:
• السيسى يدعو بن سلمان لحضور «سلم نفسك» فى الأوبرا.. ومصادر: لقاء مرتقب بين الأمير وشيخ الأزهر
• زاخر: اللقاء يمثل خطوة لتفكيك التوجه القديم للسعودية.. و«الاسماعيلية» تستقبل الرئيس والضيف
• مصادر: الزيارة تشمل تفقد أنفاق مدينة الاسماعيلية وجزيرة الفرسان
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، لحضور عرض خاص، من مسرحية «سلم نفسك» فى دار الأوبرا، وذلك ضمن جدول زيارة ولى العهد السعودى إلى القاهرة والتى ستستمر 3 أيام.
يذكر أن مسرحية «سلم نفسك» احتفلت مؤخرا بتجاوزه الليلة رقم 100، إضافة إلى كونه مشروع تخرج الدفعة الثالثة لورشة الممثل بمركز الابداع، والذى شارك طلاب الورشة فى كتابة مشاهدها، وصياغتها دراميا وإخراجها تحت إشراف المخرج خالد جلال.
ويشارك فى مسرحية «سلم نفسك» أكثر من 25 فنانا صاعدا يتوقع لهم النقاد والمهتمون بعالم الفن مستقبلا واعدا، خاصة بعد الاقبال الجماهيرى على العرض، والذى استمر لما يزيد عن ثلاثة أشهر متواصلة، وهو ما دعى المهتمين بالحركة المسرحية لضرورة تنظيم جولات له داخل مصر وخارجها، خاصة بالمنطقة العربية، للتأكيد على رسالته الداعية لتفعيل دور الفن فى مواجهة التطرف والتخلف والفساد.
من ناحية أخرى، يلتقى ولى العهد السعودى، عصر اليوم، بطريرك الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثانى، فى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فى أول زيارة تاريخية لأحد أفراد العائلة المالكة، داخل مقر الكاتدرائية.
وقال المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم، ل«الشروق»، أن اللقاء بينهما يأتى ضمن حرص الأمير سلمان على لقاء الرموز المصرية.
وذكرت مصادر فى مشيخة الأزهر، أن لقاءً مرتقبًا سيتم بين بن سلمان وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، دون أن تفصح المصادر عن موعده، وكان الطيب قد هنأ بن سلمان فى يونيو الماضى باختياره وليًا للعهد للسعودية.
وعلقت مصادر كنسية على اللقاء المرتقب بين البابا وبن سلمان، بقولها: «السعودية تشهد تطورًا فكريًا، وحركة التجديد داخلها لا تتوقف، وولى العهد بزيارته للكاتدرائية يعطى رسالة مهمة بانفتاح السعودية على الآخر ومحاولتها السير فى مسارات معتدلة».
وأشارت المصادر، إلى أن اللقاء يؤكد رغبة وفكر بن سلمان فى ممارسة المملكة لدورها فى التسامح وقبول الآخر، معتبرة أن اللقاء هو رسالة مهمة لأنه أتى خلافًا للقاء فى إبريل 2016 بين الملك سلمان والبابا فى مقر إقامة العاهل السعودى وليس فى الكاتدرائية كما قرر نجله.
وقال المفكر والكاتب كمال زاخر، ل«الشروق»: «إن اللقاء المرتقب بين البابا وبن سلمان فى الكاتدرائية، يؤكد فكرة الانفتاح التى يقودها الجيل الجديد من حكام السعودية، وهو أمر متوقع يأتى نتيجة للتواصل مع الثقافة الغربية والتعلم فى جامعات أمريكا وأوروبا، وتأكيدا أيضًا على أن الكنيسة القبطية كنيسة وطنية لا يمكن لأى زائر أن يأتى مصر بدون زيارة تلك المؤسسة».
وتابع: «اللقاء يمثل خطوة لتفكيك التوجه القديم للسعودية وجماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وربما تشهد السعودية نقلة حقيقية جادة نحو الانفتاح على الآخر وعلى الأديان الأخرى».
وتأتى الزيارة بعد شهور، من زيارة البطريرك اللبنانى المارونى الكاردينال بشارة بطرس الراعى، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة للسعودية، استجابة لدعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وكانت السعودية حظرت فى 2015 نسخة من الإصدار العربى لمجلة ناشيونال جيوجرافيك بسبب صورة للبابا فرنسيس، تحت عنوان «إصلاح الكنيسة.. هكذا يقود فرنسيس ثورته الهادئة».
وقالت مجلة «الشئون الخارجية» الأمريكية «فورين أفيرز» فى تحليل سابق لها، أن التوتر بين الكرسى الرسولى والمملكة يأتى لتحديد الوجود المسيحى فى السعودية، خاصة وأن مليون ونصف مسيحى كاثوليكى يقيمون فى السعودية، معظمهم من العمال الأجانب، الذين لا يجدون أية طريق لممارسة شعائرهم الدينية، كما يعتقد خبير أن التطرف نتيجة للوهابية فى السعودية التى انطلقت كحركة سلفية فى القرن الثامن عشر، حسب المجلة.
وتعد السعودية هى الدولة الوحيدة التى ليس بها كنائس ضمن دول مجلس التعاون الخليجى، إذ أن البحرين والكويت والإمارات بهم كنائس للطوائف المسيحية.
من ناحية أخرى، تستعد محافظة الاسماعيلية لاستقبال الرئيس السيسى وولى العهد السعودى، اليوم، حيث شهدت المحافظة مزيدا من الإجراءات الأمنية المتبعة، خصوصا بعد الإجراءات المتبعة منذ رفع درجة الاستعداد القصوى بالمحافظة بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية «سيناء 2018»، بجانب تدبير الإجراءات الوقائية لتأمين فاعليات الزيارة.
وفرضت قوات الأمن طوقا بالمدرعات والأفراد فى شرق القناة والمجرى الملاحى لقناة السويس والمنافذ المؤدية لسيناء والمعابر والمعديات الرابطة بين ضفتى القناة، وشهدت مدينة الاسماعيلية الجديدة إجراءات تأمينية مكثفة، فيما حلقت مروحيات التأمين بكثافة فى سماء المحافظة وعلى فترات متقاربة، وخضع الطريق الدائرى للمزيد من الإجراءات ووضع عدة نقاط تفتيش وإجراء مسح كامل للمناطق الجبلية والمنافذ مع المحافظات الأخرى والاستعانة بخبراء المفرقعات لإجراء تمشيط لأماكن الزيارة بأجهزة البحث عن المواد المتفجرة واستخدام الكلاب البوليسية.
وقال مصدر مسئول إن زيارة الرئيس وولى العهد ستبدأ بتفقد أنفاق الاسماعيلية والتى خضعت لتأمين محكم وتجهيز خيمة لاستقبال الضيوف وتخصيص أفراد أمن للتفتيش ومنهم عناصر تفتيش نسائى ووسائل التأمين المتبعة، مضيفا أن الزيارة تتضمن أيضا تفقد مدينة الاسماعيلية الجديدة بشرق القناة وجولة بحرية فى قناة السويس الجديدة وتتضمن الزيارة أيضا جزيرة الفرسان والافتتاح الرسمى للفندق الجديد «توليب».
وشهدت مدينة الاسماعيلية تجميلا للمحاور المرورية والطرق الرئيسية والمسطحات الخضراء، وتجميل وصيانة الجزيرة الوسطى بالطريق الدائرى وطلاء الأرصفة والبلدورات وأعمدة الانارة والكشافات وتزيين الشوارع والأشجار بمنطقة نمرة 6 المطلة على قناة السويس.