• نصف شركات السياحة مهددة بالإغلاق بسبب عدم مواكبتهم للتطورات التكنولوجية الحديثة • مطلوب إعادة النظر فى وسائل الترويج السياحى واستبدالها بآليات جديدة قال محمد فاروق صبرى عضو غرفة شركات السياحة ووكيل شركة طيران الصينالجنوبيةبالقاهرة إن كل المؤشرات تشير إلى أن العام الجارى سيشهد بدء تعافى السياحة الوافدة لمصر بعد مرور 7 سنوات عجاف تعرض فيها القطاع لخسائر فادحة تفوق الوصف نتيجة لانحسار الحركة السياحية الوافدة من أهم الدول المصدرة للسياحة خاصة روسيا وبريطانيا عقب حادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء نهاية أكتوبر 2015. وتوقع أن يبدأ التعافى الحقيقى للسياحة بدءا من الموسم الشتوى القادم وذلك بعد التخلص من الآثار السلبية التى يعانى منها القطاع وأيضا بفضل التحركات السياسية والاقتصادية السريعة واستقرار المنطقة بأكملها وتكاتف العاملين بقطاع السياحة للخروج من هذه الازمة. وأضاف صبرى فى تصريحات صحفية خاصة ل (مال وأعمال – الشروق) أنه حان الوقت للخروج من عباءة السياحة الروسية، لأن هناك أسواقا جديدة واعدة قادرة على تعويض غيابها مثل الصين والهند واليابان بشرط تكثيف الدعاية بها وعدم اللجوء إلى سياسية حرق الأسعار والمنافسة غير الشريفة. وأشار عضو غرفة شركات السياحة إلى أنه لو تم اعطاء السياحة الآسيوية خاصة دول جنوب شرق آسيا جانبا كبيرا من الاهتمام الذى كانت تستحوذ عليه السوق الروسية ستكون هى المنقذ للسياحة المصرية بصفة عامة وللسياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان والقاهرة بصفة خاصة. ولفت إلى أنه لو تم استغلال الفرصة بطريقة جيدة نستطيع أن نجذب من هذه الدول أكثر من 2 مليون سائح سنويا للاستمتاع بمقومات السياحة الثقافية والحضارة المصرية التى تحظى باهتمام كبير من السائحين الأجانب. وطالب محمد صبرى بضرورة وضع خطة شاملة لجذب هؤلاء السائحين وتذليل العقبات أمامهم خاصة أنهم يتميزون بالإنفاق العالى وطول مدة الإقامة بالإضافة إلى ضرورة توفير بعض المتطلبات التى يحتاجها هؤلاء السائحون مثل توفير المزيد من المطاعم الصينية والهندية واليابانية بجميع المدن السياحية التى يزورونها. وأكد وكيل شركة طيران الصينالجنوبيةبالقاهرة أن السوق الصينية تأتى فى مقدمة هذه الأسواق الواعدة والمبشرة بعد أن ارتفعت معدلات الحركة الوافدة من الصين إلى ما يقرب من 200 ألف خلال العام الماضى، كما أنها مرشحة للتزايد خلال السنوات القادمة نظرا للعلاقات المتميزة بين البلدين التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى. وأوضح أن القطاع السياحى مطالب بمضاعفة الحركة الوافدة من الصين من خلال الوصول إلى قلب وعقل السائح الصينى فى جميع المدن الصينية من خلال اقامة أحداث وفعاليات سياحية والترويج لها جيدا بجميع وسائل الاعلام وألا يكون ذلك مقتصرا على المعارض السياحية التى لا تستمر سوى أيام قليلة، مطالبا بإعادة النظر فى وسائل الترويج السياحى واستبدالها بآليات جديدة. وأضاف أنه يجب مخاطبة الصينيين بلغة بلادهم فى جميع الأحداث والمناسبات ولا يقتصر ذلك على المطبوعات الدعائية مع اعداد برامج سياحية بأسعار تتناسب مع قيمة المنتج السياحى المصرى دون اللجوء إلى الأسعار الرخيصة التى تمثل خطأ فادحا حتى وصل الأمر أن قيمة ليلة سياحية للسائح الصينى فى موسكو تعادل تكلفة برنامج كامل فى مصر لمدة أسبوع. وأشار إلى ضرورة الاعتماد على سياحة الكيف وليس الكم حيث إن العبرة أصبحت بالإيرادات التى يحققها قطاع السياحة وليس بالأعداد التى تزو مصر. وأوضح أن تأجيل عودة الرحلات الجوية بين القاهرةوموسكو لأكثر من مرة أثار استياء الوسط السياحى فى مصر وروسيا ولذا لابد من الاسراع بطرق اسواق جديدة وعدم الاعتماد على السوق الروسية، لافتا إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر لن يتم قبل الانتهاء من الانتخابات الرئاسية سواء فى موسكووالقاهرة. وأضاف صبرى أنه يجب ألا يعول القطاع السياحى على السياحة الروسية خلال الموسم الشتوى الحالى لصعوبة عودة رحلات الطيران العارض قبل شهر أبريل المقبل الذى يعتبر نهاية الموسم الشتوى. وأشار عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة إلى أن عددا كبيرا من شركات السياحة ولا أبالغ إذا قلت إن نصف هذه الشركات أصبح معرضا للإغلاق خاصة الشركات العاملة فى مجال السياحة الدينية «الحج والعمرة» أولا بسبب عدم مواكبتهم للتطورات التكنولوجية الحديثة وكذا الرسوم الجديدة التى فرضتها السلطات السعودية والتى تطبق خلال الموسم الحالى لتكرار العمرة، بالإضافة إلى ضغط الموسم وارجاء فح المجال للشركات لتنفيذ رحلات العمرة للراغبين من المواطنين. وحول تأجيل شركة طيران الصينالجنوبية التى كان من المفترض أن تسير أولى رحلاتها المباشرة من مدينة جوانزو الصينية إلى القاهرة بداية الشهر الجارى. وقال وكيل الشركة بالقاهرة ان سبب التأجيل هو إعادة ترتيب شبكة خطوط الشركة كاملة وبشكل نهائى والحصول على الموافقات النهائية من سلطة الطيران المدنى المصرية وأيضا وضع سياسة تسعيرية شاملة بما لا يتسبب فى أية خسائر للشركة وتحقيق المنافسة مع الشركات الأخرى. وأشار إلى انه من المقرر بدء تسيير الرحلات خلال الربع الأول من العام الجارى بمعدل رحلة يومية وذلك لتنشيط الحركة السياحية الوافدة من الصين إلى مصر خلال الفترة المقبلة. وأوضح صبرى أن شركة طيران الصينالجنوبية تعد أكبر شركة طيران فى آسيا وثالث أكبر شركة طيران فى العالم ورحلاتها منتظمة فى دول أوروبا وأمريكا وآسيا، كما أن أسطولها يصل إلى 648 طائرة ما بين بوينج وإيرباص. وأشار إلى أنه سيتم إطلاق أول رحلة للطيران المباشر من القاهرة إلى جوانزو ومنها إلى المدن الصينية المختلفة لأن لديها أكبر شبكة طيران داخلى بمعدل 3 رحلات أسبوعية بأحدث الطائرات.