أوصت ندوة «كرة القدم والقوى الناعمة»، بضرورة عودة الجماهير إلى الملاعب مع إدخال بعض الأساليب الجديدة فى تنظيم المتفرجين داخل الملعب، حتى تظهر مصر بشكل يليق بمكانتها وتزيد كرة القدم من تأثيرها كإحدى وسائل القوى الناعمة. وفى الندوة التى أقيمت ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب خلال دورته ال49، وشارك فيها الكاتب الصحفى ياسر أيوب، والباحث الاجتماعى زياد عقل، وأدارها الإذاعى المقداد محمود، قال الناقد الرياضى ياسر أيوب، إن الشعب المصرى مارس كرة القدم كإحدى وسائل القوى الناعمة منذ الاحتلال الانجليزى، وذلك عندما أسس الشعب أول فريق لكرة القدم بالعباسية؛ ليواجه الفريق الانجليزى وكان انتصار المصريين فى تلك المباراة معبرا دالا على قوة المصريين فى مواجهة المحتل البريطانى. وأكد على أهمية الرياضة كأحد أهم أضلاع القوى الناعمة لما تحمله من دلالات هامة وتعبيرات قوية. وشدد أيوب على أهمية الدور الذى يقوم به لاعبنا «محمد صلاح» المحترف فى إنجلترا، خاصة عندما رفض الاحتفال بهدف أحرزه بعد مذبحة بير العبد، حيث أبرز من خلال الإعلام البريطانى صعوبة مواجهة الإرهاب وخطورته على المنطقة، مضيفا: ربما ما فعله صلاح يفوق وزارات قد تبذل جهدا فى إيضاح ذلك، ولأن كرة القدم لها تأثيرها. وذكر بعض المواقف التى توثق مدى نفع الرياضة لدعم ومساندة الدولة المصرية، ومنها عندما أقام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى عام 1956 مباراة كرة قدم بين الأهلى والزمالك بشرط توجيه الناتج المالى لتسليح الجيش، وكان ذلك أثر فى تحويل القوى الناعمة، ومنها كرة القدم لخدمة القوى الصلبة كتدعيم الجيش. وأشار أيوب إلى أن قانون الرياضة الجديد خفف من هيمنة الدولة على قطاع كرة القدم، وقال: عانت كرة القدم قديما من الهيمنة الحادة للدولة، وكانت الأندية المصرية ملك للأسرة الحاكمة وكان أيضا لأعضاء الحكومة تدخل فى بعض الأندية. وقال إن وجود لاعبين مصريين محترفين فى الخليج زاد عدد الجماهير فى الملاعب، وإن رئيس الاتحاد الإماراتى قالى له، إن مباراة لبرشلونة وريال مدريد التى أقيمت بالإمارات لم تستقبل عدد الجماهير التى تستقبلها مباريات الأهلى والزمالك، مؤكدا إقبال كبير من المغتربين على مباريات الفرق التى يتواجد فيها لاعبون مصريون، وهو ما يساهم فى مد جسور التعاون بين البلدين. وأضاف، كرة القدم هى وسيلة الفقراء لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولعل معظم النجوم مثل محمد صلاح والخطيب وأبو تريكة لم يكونوا من الطبقات الثرية، لكنه وبفضل كرة القدم تمكنوا من تحقيق جزء من أحلامهم، وأكد على أن التفوق المبهر للنجم محمد صلاح جاء نتيجة حرمانة بفعل الوضع المالى الصعب الذى كان يعيشه وهذا يزيد من شأنه كشخص مثابر. وفيما يتعلق بحقوق البث للبطولات الكبرى قال ياسر أيوب، إدارة الفيفا متواطئة مع bein sport فى هذا الشأن، وهناك فساد حقيقى نتج عنه التحقيق، وهذه القناة تحتكر البطولات دون أدنى حق. من جانبه، قال زياد عقل الباحث فى علم الاجتماع السياسى، إن الجمهور المصرى غير عنيف، لكن قرار حرمانه من حضور المباريات أثر عليه بالسلب، وذلك لأن مناطق التعبير قد تغيرت وانتقلت إلى السوشيال ميديا، مشيرا إلى انه يمكن معالجة أى خروج على النص فى المدرجات من خلال اتباع أساليب جديدة مثل بطاقة مشجع الذى يتبعها النادى الاسماعيلى وأسلوب دخول الجماهير الذى يتبعه النادى الأهلى. واضاف: نحتاج من المؤسسات الرياضية المختلفة طريقة فى التعامل مع مهارات كرة القدم، ولابد من ادخال أكبر قدر من أطفال الشوارع إلى تلك اللعبة لأنها إلى جانب استيعاب المهارات فلها دور اجتماعى بالتأكيد.