فى الذكرى ال92 على ميلاد عالمة الذرة سميرة موسى، يحتفل اليوم الثلاثاء المركز الروسى للثقافة والعلوم بتنظيم ندوة عنها بالصالون الموسيقى يقدمها الكاتب جلال الصياد، والدكتورة أميمة منير جادو الباحثة بمركز البحوث التربوية. سميرة موسى كانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ أى شىء بمجرد قراءته. التحقت بمدرسة «قصر الشوق» الابتدائية ثم بمدرسة «بنات الأشراف» الثانوية الخاصة التى قامت على تأسيسها وإدارتها «نبوية موسى» الناشطة المعروفة، وخلال الدراسة حصدت الجوائز الأولى فى جميع مراحل التعليم، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935 ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا آنذاك، حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل، حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات فى مصر. كان لتفوقها المستمر أثر كبير على مدرستها حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التى يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص لها حينما علمت أن سميرة تنوى الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوافر بها معمل. ومن الحكايات الطريفة التى تدل على نبوغها قيامها بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومى فى سنة أولى ثانوى وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ثم وزعته بالمجان على زميلاتها عام 1933. اختارت سميرة موسى الالتحاق بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور على مشرفة أول مصرى يتولى عمادة هذه الكلية، حيث كانت الأولى على دفعتها، وعينت كأول معيدة بها وذلك بفضل جهود الدكتور مشرفة الذى دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب. حصلت بعد ذلك على شهادة الماجستير فى موضوع التواصل الحرارى للغازات، وسافرت فى بعثة إلى بريطانيا حيث درست الإشعاع النووى. أنجزت سميرة موسى الرسالة فى سنتين، وقضت السنة الثالثة فى أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس، ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون فى متناول الجميع، وكانت دائما تردد أن أمنيتها «علاج السرطان بالذرة». وعلى الرغم من ميولها العلمية فإنها كانت مولعة بالقراءة والموسيقى فأجادت استخدام النوتة والعزف على العود، كما نمت موهبتها الأخرى فى فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع، وكانت تحب التريكو والحياكة وتقوم بتصميم وحياكة ملابسها بنفسها. بعد شهرتها الواسعة دعيت للسفر إلى أمريكا فى عام 1951، وأتيحت لها فرصة إجراء بحوث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية، وتلقت عروضا لكى تبقى فى أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة أحد المعامل النووية فى ضواحى كاليفورنيا فى 15 أغسطس، وفى طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها فى وادى عميق، قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد، وأوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسما مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.