• روحانى يدعو إلى التهدئة.. والتلفزيون الرسمى: الأمن يتصدى لمحاولات مسلحين الاستيلاء على مراكز للشرطة وقواعد عسكرية • واشنطن وأوتاوا ولندن وتل أبيب تتابع الأحداث.. ووزير الدفاع الإيرانى: أطراف خارجية تسعى لجعل بلدنا مضطربًا على الرغم من دعوات الرئيس الإيرانى حسن روحانى بالتهدئة، وحق المتظاهرين فى التعبير عن رأيهم، دون عنف، تصاعدت حدة المظاهرات المناهضة لغلاء الأسعار والفساد، اليوم، ودخلت يومها الخامس، مع ارتفاع فى عدد القتلى ليصل إلى 12 قتيلا، آخرهم قتيل فى مدينة تويسركان، وآخران فى مدينة دورود (غربا) مساء أمس. وبحسب تقارير إعلامية إيرانية، وما تداوله نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعى، اليوم، فقد شهدت عدة مدن ايرانية تظاهرات متفرقة مساء أمس، وصباح اليوم، تخللتها أعمال عنف مع قوات الحرس الثورى الإيرانى وقوات الأمن، لا سيما فى كرمنشاه (غرب) وشاهين شهر (قرب أصفهان)، وتاكستان (شمالا)، وزنجان (شمالا)، وايذج (جنوب غرب). وأظهرت فيديوهات نشرتها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى تعرض مبان عامة، ومراكز دينية، ومصارف ومراكز الباسيج (قوات شبه عسكرية مرتبطة بالحرس الثورى) لهجمات وأحيانا عمليات إحراق. كما هاجم المتظاهرون سيارات تابعة للشرطة وأضرموا فيها النيران. وذكر التلفزيون الإيرانى الرسمى أن مسلحين حاولوا الاستيلاء على مخافر للشرطة وقواعد عسكرية والأمن تصدى لهم. ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن حبيب الله خوجاسته بور نائب حاكم مقاطعة لورستان الايرانية قوله: «تم تسجيل اضطرابات فى مدن نور اباد ودورود وخرم اباد... وتوقيف مثيرى الشغب». كما أعلن مسئول محلى للوكالة نفسها توقيف عشرة من مثيرى الشغب فى أروميه (شمال غرب). وفى أغلب المظاهرات، رفع المحتجون، وفق ما نقلت تقارير لوكالات الصحافة الفرنسية، ورويترز، شعارات مناهضة للحكومة وللرئيس روحانى، وللمرشد الأعلى على خامنئى. كما رفع المواطنون شعار «ليطلق السجين السياسى» واشتبكوا مع عناصر حرس مكافحة الشغب. وفى العاصمة طهران، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد الحكم فى حى جامعة طهران. وقال القائد الأمنى إن المتظاهرين استولوا على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء وفكوا فراملها من على إحدى التلال. جاء ذلك بعد ساعات، من إعلان السلطات الإيرانية، اعتقال 200 متظاهر فى طهران، بينهم 40 من قادة التظاهرات خلال احتجاجات أمس. وأكد نائب محافظ طهران أنه تمت إحالة الموقوفين إلى القضاء. من جانبه، قال وزير الدفاع الإيرانى أمير حاتمى، إن أطرافا خارجية وصفها بالأعداء، تسعى لجعل إيران بلدا مضطربا وغير آمن. وأشار فى تصريح أدلى به أمام حشد من المسئولين فى وزارة الدفاع اليوم، إلى أن «الأعداء يبذلون قصارى جهدهم لتأجيج مشاعر الشعب الإيرانى وتشجيعه على زعزعة الأمن فى البلاد». ودعا حاتمى إلى ضرورة التضامن والوحدة والتكاتف الوطنى من أجل إحباط مؤامرات الأجانب ودرء فتنهم. وأكد وزير الدفاع الإيرانى أن الحكومة وجميع الأجهزة المعنية لا تدخر جهدا فى إيجاد حلول للمشكلات، إلا أن الحفاظ على الاستقرار والنظام وتنفيذ القوانين والالتزام بالوحدة والتضامن الوطنى يعد السبيل الأفضل لإرساء الأمن العام والاستجابة لمطالب الناس. ومساء أمس، رأى روحانى، فى أول كلمة متلفزة له، منذ بدء الأحداث الخميس الماضى، أن الأجهزة الحكومية ينبغى أن تؤمن لمواطنيها «مساحة للنقد»، منددا فى الوقت نفسه بأعمال العنف وتدمير المبانى العامة، بحسب وكالة رويترز. وفرضت السلطات الإيرانية قيودا على استخدام بعض تطبيقات التواصل الاجتماعى، وذلك فى محاولة لوقف الاحتجاجات ضد النظام خاصة فى طهران. وذلك بعد تهديد وزير الداخلية الإيرانى بقمع التظاهرات التى امتدت إلى العديد من المدن. إلى ذلك، واصلت العواصمالغربية، إبداء تعاطفها ودعمها للمظاهرات المناهضة للحكم فى إيران، بينما اعتبرت طهران هذه التصريحات تدخلا فى شئونها. ففى واشنطن، أعربت الإدارة الأمريكية عن دعمها «حق الشعب الإيرانى فى التعبير عن نفسه بطرق سلمية»، فى معرض تعليقها على الاحتجاجات المستمرة فى إيران. وشدد بيان صادر عن المكتب الإعلامى فى البيت الأبيض، اليوم، على «حق الشعب الإيرانى بأن يُسمع صوته». ودعا «جميع الأطراف إلى حماية حق التعبير عن النفس بطرق سلمية، وتجنب كل تصرف من شأنه وضع قيود على هذا الحق». بدورها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إن بلادها تتابع المظاهرات المناوئة للحكومة فى إيران عن كثب، مؤكدة تنديدها باعتقال السلطات بعض المتظاهرين خلال الاحتجاجات. وفى كندا، دعت وزارة الخارجية الكندية، الحكومة الإيرانية، إلى احترام حقوق الإنسان والديمقراطية؛ فى حين حذرت روسيا، رعاياها فى إيران، بالابتعاد عن أماكن الاحتجاجات. كما أكد وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، متابعته للاحتجاجات باهتمام، مضيفا، فى تغريدة على «تويتر»، أن «للمواطنين الإيرانيين الحق فى التظاهر سلميا». كما أعلنت إسرائيل اليوم، على لسان وزير المخابرات، يسرائيل كاتس، أنها تتمنى نجاح الإحتجاجات الجارية فى إيران، لكنها نفت التدخل فيها، بحسب ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. فى المقابل، رفضت الحكومة الإيرانية، التصريحات الغربية، واعتبرتها بمثابة دعم للمعارضة، وتدخل فى شئونها. حيث انتقد الرئيس حسن روحانى، تعاطف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلا إن «الاحتجاجات أدت إلى فرح أعداء الثورة (فى إشارة إلى ترامب)». كما اعتبر بهرام قاسمى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن «كندا اتخذت موقفا متطفلا فى بيانها المناهض لإيران».