نفى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، اعتزامه إقالة المدعى الخاص روبرت مولر الذى يحقق فى قضية التدخل الروسى محتمل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جرت فى نوفمبر من العام الماضى. جاء ذلك وسط تنديد فريق الرئيس الأمريكى ب«تجاوزات فى التحقيق» بعد حصول مولر على الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى ل 13 من كبار مساعدى ترامب قبل وأثناء المرحلة الانتقالية الرئاسية. وردا على سؤال حول احتمال إقالة مولر، قال ترامب عند عودته إلى البيت الأبيض من عطلة نهاية الاسبوع فى كامب ديفيد إنه «لا يعتزم إقالة مولر»، لكنه أضاف أن رجاله «مستاءون جدا» من قرار المدعى الخاص الحصول على عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى لفريقه الانتقالى، بحسب شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية. وتابع ترامب: «لا أستطيع تخيل أن هناك أى شىء فى (رسائل البريد الإلكترونى).. لأنه كما قلنا، ليس هناك تواطؤ»، مشددا «لا تواطؤ على الإطلاق». ومضى قائلا: «لكن الكثير من المحامين اعتقدوا انه (تصرف مولر) أمر محزن جدا». من جهته، كتب المحامى كورى لانجوفر، المستشار العام للفريق الانتقالى فى رسالة إلى لجان فى الكونجرس إن وكالة فدرالية هى إدارة الخدمات العامة «أصدرت بشكل غير قانونى» مواد خاصة، بما فيها محادثات خاصة إلى المحققين. وتظهر إحدى رسائل البريد الإلكترونى أن العديد من مسئولى الفريق الانتقال كانوا يعلمون أن مستشار ترامب السابق للأمن القومى مايكل فلين سيتحدث مع السفير الروسى لدى واشنطن سيرجى كيسلياك يوم 29 ديسمبر، بعد أن فرضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عقوبات جديدة على روسيا. بدوره، نفى بيتر كار، المتحدث باسم المدعى الخاص مولر، بشكل رسمى حصول أى مخالفات، مؤكدا أن «التحقيق يحترم القانون إلى أقصى حد». وقال: «عندما نحصل على رسائل الكترونية فى إطار التحقيق فذلك يتم سواء بعد موافقة صاحب الحساب أو بموجب الإجراء الجنائى الملائم»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. فى غضون ذلك، ندد عدد كبير من الديموقراطيين بالاتهامات المتزايدة التى تهدف إلى زعزعة مولر فى الوقت الذى تتسارع فيه وتيرة تحقيقاته. ووجه وزير العدل الأمريكى الأسبق اريك هولدر نداء إلى التعبئة فى حال تحققت مثل هذه الفرضية، قائلا: «إقالة مولر: خط أحمر مطلق»، مضيفا أنه «فى حال أقيل أو تمت عرقلة تحقيقه فستحصل تعبئة شعبية حاشدة وسلمية»، وتابع: «يجب أن يتم الاصغاء إلى الشعب الأمريكى فهو سيلعب دورا حاسما». وطالب نواب جمهوريون من وزارة العدل تعيين مدع مستقل جديد للتحقيق حول انحياز مكتب التحقيق الفيدرالى «اف بى آى» المفترض بعد نشر رسالة الكترونية لعميل فيدرالى يصف فيها ترامب ب«الغبى». واعتبر النواب أن تبادل مثل هذه الرسائل بين عميل ومحامى فيدراليين كلاهما ضمن فريق مولر يزعزع مصداقية التحقيق. فى سياق متصل، رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن صورة التعاون بين البيت الأبيض ومولر بدأت تتصدع. وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها اليوم إنه منذ أكثر من 7 شهور مع تعيين مولر مدعيا خاص للتحقيق فى القضية، شدد محامو الرئيس ترامب على تعاونهم معه، معتقدين أنهم كلما عملوا أكثر مع تحقيقاته، سرعان ما سيتم تبرئة اسم الرئيس. وأضافت الصحيفة: «ولكن فى الأسابيع الأخيرة، ومع وصول التحقيق إلى الدائرة المقربة من ترامب، بدأت صورة ذلك التعاون تتصدع». ونقلت الصحيفة عن شخصين (لم تسمهما) تحدثا مع ترامب أخيرا، القول بأن الرئيس الأمريكى محبط من وزير عدله جيف سيشنز ومدير «إف بى آى» كريستوفر راى، أكثر من إحباطه من مولر، حيث قال ترامب إن راى لم يتحرك بسرعة كافية لتخليص المكتب من كبار المسئولين المتحيزين ضده والذين عملوا مع مدير المكتب السابق جيمس كومى، الذى أقاله فى مايو الماضى.