قرر محافظ القاهرة عاطف عبد الحميد، عرض منطقة كورنيش النيل لاستغلالها استثماريا، من خلال شركة أو متعهد، وتأجيرها بعائد مادي يتم تحويل جزء منه لصالح المحافظة، بعد إخلاء من الباعة الجائلين منها بالكامل، بدءًا من قصر النيل وصولًا إلى كوبري 15 مايو، مضيفًا أنه سيتم تشغيل جزء من الباعة الجائلين المتواجدين معه بشكل قانوني منظم. وتزامنًا مع قرارت المحافظ، بإزاحة الباعة الجائلين من شوارع القاهرة، رصدت «الشروق»، حال الباعة الجائلين الذين تم نقلهم إلى سوق توشكى الذي يقع بين محطتي عين حلوان وحلوان، ويقابله كوبري يضم 3 مواقف، وعلى الرغم من إنشاء السوق بإجمالي تكلفة 15 مليون جنيه منذ العام الماضي، إلا أنه لم يتم دخول جميع المرافق «الكهرباء، والمياه، وغيرها»، كما يضم سوق توشكى 550 باكية على مساحة ألف متر مربع. وبالرغم من نقص الخدمات الأساسية للسوق تم نقل الباعة إليه منذ عام تقريبًا، واتضح أنهم يعانوا من نقص الخدمات والإهمال، مما قادهم إلى سرقة وصلات الكهرباء من أعمدة الإنارة الكهربائية المقابلة للسوق، ما تسبب في زيادة الأحمال على محولات الكهرباء وهو ما يُنذر بوقوع كارثة في حالة إندلاع الحرائق. «الدولة بتكلف عشان تبقى كلفت واحنا مش مهم» هذا ما قاله محمد صابر، صاحب باكية بسوق توشكى، مضيفا أن الحي أنشأ السوق بشكل حضاري للباعة الجائلين، إلا أن نقص الخدمات هي الأزمة الحقيقية التي تواجههم، حيث أن الوصلات التي تم أخذها من أمدة الإنارة المقابلة للسوق تهدد حياة الباعة والسكان المحيطون بالسوق في حالة إندلاع حريق، قد يسببه ماس كهربائي، نتيجة الأحمال الزائدة على التيار الكهربائي في هذا المكان. «سوق توشكى نجح بنسبة 90% مقارنة بسوق الترجمان وخدم البائعين الجائلين وأهالي حلوان»، هكذا يرى زين عطيه أحد الباعة، مؤكدًا أن السوق يوفر كل مستلزمات الأسرة من الطعام والملابس، لكن لم يخطوه أحد. وفي سياق متصل، ومع افتتاح سوق أحمد حلمي للمرة الثالثة الذي يقع في ميدان رمسيس، لم يجد إقبال من المواطنين، على الرغم أنه يتسع لحوالي 600 بائع، إلا أنهم هجروه أيضًا، لكن تم استغلال الباكيات كمخازن لبضائعهم، في حين اتتخذوا ميدان رمسيس سوق أساسي لهم.