تحت عنوان «ليلة طرب» ووسط حضور جماهيرى كبير، أقيمت فاعليات اليوم السادس لمهرجان الموسيقى فى دورته ال 26 بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتى اتسمت بالفن الأصيل من خلال الصوت المصرى محمد محسن الذى أبهر الحضور، وبين الطرب السورى والمتمثل فى المطرب صفوان بهلوان الذى جذب الجمهور بصوته المتميز. المطرب محمد محسن أحيا حفله الغنائى، وقدم باقة من أجمل أغانى محمد فوزى، ومحمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ وسيد درويش منها «من مضناك جفاه»، و«أهو ده اللى صار»، و«ليا عشم وياك»، و«خايف أقول اللى فى قلبى»، و«الشوق الشوق»، و«البحر بيضحك ليه»، و«من زمان جدا»، و«الله تستاهل يا قلبى». محسن قدم الشكر للحضور، وللفرقة الموسيقية المصاحبة له، كما وجه كلمة للجمهور قال فيها: سعيد بمشاركتى فى الدورة ال 26 للمهرجان، هذه الدورة المشرفة على جميع المستويات، وتكتمل سعادتى بوقوفى مع المايسترو حازم القصبجى. ثم واصل محسن الغناء فى حضور زوجته الفنانة هبة مجدى، بمجموعة من أغانى ألبومه الأخير «حبايب زمان» والتى تفاعل معها الحضور وطالبوه بإعادة بعضها. كما داعب محسن الجمهور بغنائه لأغنية مغربية بعنوان «مرسول الحب»، حيث قال: «أنا مش بغنى الأغنية عشان الوداد كسب الأهلى أنا أهلاوى والأهلى بطل أفريقيا من زمان». فيما قدم المطرب السورى صفوان بهلوان فى بدايته فقرته الفنية ضمن فاعليات مهرجان الموسيقى العربية تحية لمصر قال فيها «يا مصر جئتك والأمال تحملنى والقلب من فرح قد جاء نشوانا، حملت ليكى أغنية على شفتى فما ظمأتوا وبات الشوق ظمأنا»، وهو ما قوبل بتصفيق حاد وتشجيع من الجمهور. قدم بهلوان خلال الحفل عددا من أغنيات الطرب الأصيل وباقة من روائع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، منها «يا ناسية وعدى» كلمات أمين عزت الهجين، وموال «أمانة يا ليل» كلمات محمد سعيد عبده، و«حب الوطن» كلمات عباس أحمد، و«أنت أنت» كلمات حسين السيد، و«قلبى بيقولى كلام» كلمات حسين السيد، و«كل ده كان ليه» كلمات مأمون الشناوى، بجانب أغنيات «عندما البدر أهل» كلمات وألحان صفوان بهلوان، و«يا طيور الشعر غنى»، و«زهرة الفلة»، وقصيدة عن مدينة الإسكندرية إلى جانب عدد من الأغانى التى اشتهر بها وأحبها الجمهور. كما شهد الحفل أيضا تقديم الفنان محسن فاصلا موسيقيا للعازف محمود سرور، من خلاله صولو ربابة وكمان لأغنية «هى وهو»، و«انا وانت ظلمنا الحب». وفى تصريحات ل«الشروق» عبر الفنان السورى صفوان بهلوان عن سعادته بالوجود ضمن مهرجان الموسيقى العربية، وما الذى تعلمه من الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، حيث قال: تعلمت منه الكثير قبل أن ألتقيه، وكذلك بعد لقائى معه، حيث استفدت منه طريقة تكنيك النفَس والغناء، وكذلك الدقة فى احترامى لفنى ومواعيدى وشغلى، فهذا الفنان لو لم يكن محترما للآخرين ولنفسه ما وصل لهذه المرحلة العالية من الارتقاء فى أذهان الناس، فعبدالوهاب كان يحترم فنه حتى آخر لحظة فى عمره كان يجلس فى الاستوديو وينسى نفسه، يعمل مخلصا لإبداعه، وهو الذى لديه من الكنوز الثمينة ما تغنيه عن هذا التعب، لكنه لحرصه على تقديم الأفضل والأحسن حتى آخر لحظات عمره، لهذا ترى أعماله خالدة وتبقى فى وجدان الناس هو وغيره من تلك الحقبة الزمنية. وعن ارتباطه الشديد بموسيقار الأجيال أشار صفوان: منذ الطفولة لاحظوا حبى وارتباطى الشديد به، فحينما أستمع إليه أشعر بدوار من النشوة، فلاحظ والدى حينما يضع أسطوانة لغيره مثلا للحامولى، وسلامة حجازى، أو فريد الأطرش لا يحدث لى هذا الانجذاب الذى يحدث حينما يضع موسيقى عبدالوهاب، فكنت أتجمد وأذهب معه فى دوامة كبيرة لا نهاية لها. وتابع بهلوان: لم أكن مخطئا، ولو قدر لى الاختيار بعد خبرتى ودراستى للموسيقى لاخترته، ولم تكن مجرد ميول طفل لموسيقى، وحينما قابلته لأول مرة كان لقاءً رهيبا جدا، وأعطانى وقتها أغنيته «مريت على بيت الحبايب» وقدمتها بتوزيع جديد، وقدمنى بنفسه للإذاعة وطلب من المستمعين أن يسمعونى لشدة إعجابه بى، وعندما استمع لصوتى بكى وقال لزوجته إننى فكرته بشبابه، وحينما رأيته يبكى اعتبرتها شهادة ميلادى كمطرب بدمعة من عبدالوهاب.