كتب محمد هشام وهايدى صبرى ورباب عبدالرحمن ومحمد سيد: إذاعة فرنسية: خطوة تفتح آفاقًا جديدة لمستثمرين من خارج الأسرة الحاكمة.. و«بلومبرج»: تخلق شعبية لولى العهد بين الشباب السعودى «نيويورك تايمز»: الأمير الشاب حقق درجة من الهيمنة غير مسبوقة أجمع محللون غربيون، اليوم، على أن اعتقال 11 من كبار الأمراء وعشرات الوزراء السابقين السعوديين فى حملة لمكافحة الفساد عبر لجنة يقودها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خطوة تعزز من سيطرته على السلطة، فضلا عن كونها مرتبطة بشكل أساسى بتنفيذ خطته للإصلاح الاقتصادى «رؤية السعودية 2030». وقال الباحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسى، بيليه نالى، إن «موجة الاعتقالات مذهلة وغير مسبوقة وتهدف إلى تحييد جميع رؤس الاستبداد والفساد قبل تولى بن سلمان العرش»، بحسب صحيفة «لاكروا» الفرنسية. بدورها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ولى العهد السعودى حقق درجة من الهيمنة لم يحققها أى حاكم فى بلاده على مدى عقود. ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكى الأسبق لدى الرياض، شاس فريمان، وصفه لحملة الاعتقالات والإقالات بأنها «انقلاب على النظام القديم»، مشيرا إلى أن كل السلطة الآن تتركز فى يد محمد بن سلمان». من جانبها، ذكرت صحيفة «بورصة.راما» الاقتصادية الفرنسية، نقلا عن محللين اقتصاديين، أن الضربة التى وجهها بن سلمان إلى النخب الفاسدة فى المملكة، تسمح له بإجراء برامج الإصلاحات الاقتصادية والإجتماعية التى يطمح إليها، والتى تستهدف تمكين الشباب، بدلا من فئة كبار السن المستحوذة على المملكة. وأضافت الصحيفة أن الأمير بن سلمان، يريد أن يضع حدا لعقود من الصراعات، ويسعى لتشجيع الصناعات الترفيهية والسياحة، مشيرة إلى أنه قلص الإنفاق العام، ويخطط لبيع بعض الأصول المملوكة للدولة، بما فى ذلك جزء من شركة «أرامكو» السعودية العملاقة للنفط، موضحة أن بعض الأمراء المتهمون بالفساد كانوا يعارضون تلك الاصلاحات. من جانبه، أشارت إذاعة «آر.تى.إل» الفرنسية إلى النتائج المترتبة على اعتقال ما وصفتهم ب«رموز الفساد» فى السعودية، موضحة أنها على الصعيد السياسى، تعزز الاعتقالات من سلطات ولى العهد لاتمام اصلاحاته التى بدأها وتهيئة لتولى السلطة. وعلى الصعيد الاقتصادى، أشارت الإذاعة إلى أن تلك الخطوة، تفسح المجال أمام صغار رجال الأعمال وتفتح آفاقا جديدة لصغار المستثمرين من غير الأسرة الحاكمة فى السعودية فى مناخ استثمارى صحى، يسمح بالمنافسة المتكافئة. من جهتها، رجحت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن يكون إدراج الأمير الوليد بن طلال ضمن الموقوفين، بسبب المشاحنات بينه وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والتى تعود إلى 2015 قبل وصول ترامب للبيت الأبيض. من جانبه، قال ديفيد أوتاواى، زميل الشرق الأوسط فى مركز «ويلسون الدولى» بواشنطن، إن القبض على الأمير الوليد، وهو مساهم رئيسى فى العديد من الشركات العالمية بما فى ذلك سيتى جروب وشركة تويتر، يمكن أن يضعف بشكل كبير الاهتمام الدولى بالاستثمار فى رؤية ولى العهد لعام 2030 التى تجعل القطاع الخاص غير النفطى المحرك الجديد للاقتصاد»، بحسب وكالة «بلومبرج» الأمريكية. لكن الوكالة الأمريكية اعتبرت أن ولى العهد لم يكن يستهدف المستثمرون الأجانب كجمهور أساسى، مضيفة أن الأمير الشاب يريد خلق شعبية بين الشباب السعوديين الذين يتحملون وطأة انخفاض أسعار النفط، ودائما ما يشكو، «خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى»، من أن نخبة المملكة كانت فوق القانون. من جانبه، قال جيمس دورسى، الزميل البارز والباحث بشئون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى جامعة نانيانج التكنولوجية فى سنغافورة إن «إقالة واحتجاز الأمراء البارزين وكبار ضباط الجيش تشير إلى أنه يحكم قبضته الحديدية على الأسرة الحاكمة والجيش والحرس الوطنى لمواجهة ما يبدو أنها معارضة تنتشر داخل الأسرة والجيش لإصلاحاته وللحرب فى اليمن»، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية. بدوره، قال كريستيان كوتس، وهو باحث فى شئون الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسة العامة: «أعتقد أنهم يستخدمون الفساد كأداة لزيادة تمهيد الطريق نحو خلافة ولى العهد فى نهاية المطاف». وأضاف كوتس أنه «بصفته قائدا سيبقى فى السلطة لعقود، يعيد بن سلمان تشكيل المملكة كما يتصورها ويشير إلى احتمال أنه سيكون بعيدا عن التوازن التوافقى للمصالح المتنافسة التى ميزت الحكم السعودى فى الماضى»، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية. من جانبها، اعتبرت يلينا سوبونينا، مستشار مدير المعهد الروسى للدراسات الاستراتيجية، فى مقابلة مع وكالة «نوفوستى» الروسية، أن خطوة بن سلمان تهدف إلى تعزيز سلطته فى المملكة ليتمكن من تنفيذ خطته الإصلاحية، مشيرة إلى أن حملة الاعتقالات تأتى موازية للخطوات الأولى الرامية لتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى فى المملكة. وأضافت يلينا: «أصبح واضحا فى الفترة الأخيرة أن هناك مجموعة كاملة من الأمراء يعارضون إصلاحات بن سلمان»، وتابعت أن «ولى العهد السعودى بدأ حاليا يستجمع قواه لبسط سلطته وتنفيذ خطته الاقتصادية».