في كثير من الأحيان يقوم الأطفال بتصرفات للفت الانتباه كنوبات الغضب أوالثرثرة الزائدة، أو بعض المشاكل السلوكية البسيطة التي يشتكي منها الوالدين، ويكون التجاهل أحد الأساليب التربوية الفعالة التي تؤدي لخفض السلوك غير المرغوب، من خلال عدم التعليق على التصرف أو لفت النظر إليه وغض النظر عن بعض التصرفات غير المرغوبة. ويتساءل الكثير من الآباء والأمهات، كيف إذا نتعامل مع سلوكيات أطفالنا غير المرغوب فيها ونقوم بتقويمها. تُعَرف الأخصائية التربوية والنفسية هالة حمدي، عملية تعديل السلوك بأنها تقوية السلوك المرغوب به من ناحية، وإضعاف أو إزالة السلوك غير المرغوب به من ناحية، وذلك من خلال تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لدى الطفل. فمثلًا: طفل يتحدث بصوت عالي لجذب الانتباه، في الوقت نفسه، يقوم بسلوك تعاوني مع الأم أو أحد إخوته، فنتجاهل الصوت العالي وعدم الرد عليه أو الالتفات إليه وفي نفس الوقت نشكره عندما يساعد الأم أو أي سلوك إيجابي آخر يقوم به. وتضيف قائلة: "التركيز على السلوكيات المقبولة اجتماعيًا للطفل تجعل لديه ثقة بنفسه، ويشعر بالحب والتقبل من الجميع، ومن الضروري أن لا ننسى عند توجيه الطفل نحو السلوك الخاطىء أن تركز عباراتنا على السلوك وليس الطفل ذاته حتى لا تُكَون لديه صورة سلبية عن ذاته" . وفيما يلي تقدم الأخصائية النفسية أهم أساليب تعديل السلوك للطفل: - تجنب التدليل الزائد، لأن تلبيه كل احتياجاته ومتطلباته في الحال، يؤدى لنوع من الاكتفاء الذاتي والعزوف عن مشاركة الآخرين، كما أن الإهمال الزائد من جانب الوالدين للطفل يدفعه إلى أن يستحوذ على ممتلكاته سواء كان ملبسًا أو ألعابًا أو حلوى دون إشراك إخوته معه تعويضًا عما افتقده من اهتمام ورعاية. - التدعيم الإيجابي للطفل يعزز لديه السلوك الإيجابي المرغوب فيه وذلك من خلال الثناء على كل سلوك مرغوب يقوم به، ولكن الحرص على عدم التشجيع المادي في كل مرة ففي كثير من الأحيان يكون من الأفضل الاكتفاء بكلمات مشجعه أي تشجيع معنوي. - تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل: من خلال التحدث معه حول مميزاته ونقاط قوته، والثناء على كل نجاح يحققه، وتقبل الطفل على ما هو عليه، وهذا هو الحب غير المشروط، وهذا لا يعني بالطبع عدم إعطائه النصيحة عند الحاجة. - استخدم جدول التعزيز مثلًا عمل جدول للطفل أسبوعي ووضع نجمة أو علامة كلما قام بفعل شيء جيد ووضع علامة خطأ كلما فعل شيء غير محبب ويمكن تصميم الجدول عن طريق لوحة جميلة توضع في غرفته ويصممها مع الوالدين ما يُنمى لديه العمل الجماعي، والتركيز في السلوك المرغوب أولًا على تكوين صداقات جديدة ثم مكافأة الطفل على بقيه السلوكيات المرغوبة التي يقوم بها.