دعا رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسماعيل هنية، اليوم، إلى المضى قدما فى تحقيق المصالحة الفلسطينية ووقف التنسيق الأمنى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ردا على مجزرة الاحتلال الإسرائيلى باستهداف نفق للمقاومة جنوب قطاع غزة، والتى اسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة 12 آخرين. وقال هنية خلال تشييع جثامين ثلاثة من شهداء النفق، من مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة إن «الرد على هذه المجزرة بالمضى قدما نحو استعادة الوحدة الوطنية لأن العدو يعرف أن قوتنا فى وحدتنا ولا يمكن لشعب تحت الاحتلال أن ينتصر إن لم يكن موحدا»، بحسب وكالة «معا» الفلسطينية. ودعا رئيس المكتب السياسى لحماس إلى الإسراع وعدم التباطؤ والمضى قدما فى خطوات تحقيق المصالحة ووقف التنسيق والتعاون الأمنى. قائلا: «لا يجوز لفلسطينى أيا كان وفى أى موقع كان أن ينسق مع الاحتلال الذى يقتل شبابنا ويدنس مقدساتنا، وانه لا يجوز العودة للحديث عن عودة التنسيق الأمنى بين السلطة الفلسطينية إسرائيل فى ظل استمرار ارتكاب المجازر بحق شعبنا. فى غضون ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الصحة فى غزة، أشرف القدرة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى استخدم فى استهدافه نفق المقاومة أسلحة محرمة دوليا وغازات سامة، مشيرا إلى أن الاحتلال استهدف المنطقة ب 5 صواريخ». إلى ذلك، استأنف عمال الإنقاذ، اليوم، عمليات البحث عن مفقودين داخل النفق، حيث لا يزال بداخله عدد من عناصر حركة الجهاد الإسلامى، بعد توقف العمال عن البحث، ليلة أمس، مع حلول الظلام والشكوى من تسرب غازات سامة من النفق. فى سياق متصل، تساءلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، اليوم، عما إذا كانت هذه الحادثة ستكون نقطة التحول قبل الحرب القادمة فى قطاع غزة. واعتبر تحليل الصحيفة الذى أعده الكاتب عاموس هارل أن توقيت قصف النفق يعد حساسا لسببين: المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية والتى تحققت بوساطة مصرية، وبناء الحاجز الإسرائيلى المانع للأنفاق على الحدود مع قطاع غزة والحالى العمل فيه شمال موقع النفق، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. كما ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، إن مصر «تبذل جهودا كبيرة جدا» بالتعاون مع جهات فلسطينية من أجل منع تصعيد الوضع. وذكر موقع «عرب 48» الإخبارى أن تفجير النفق وتوقيت قصفه لم يكن صدفة، وإنما هو جزء من خطة عمل إسرائيلية، ينفذها الجيش الإسرائيلى، ترمى إلى تفجير المصالحة الفلسطينية وإفشالها.